جُعل الشر فى بيت وجُعِلَ مفتاحه الرغبة فى الدنيا . وجُعِلَ الخير كله فى بيت وجُعِلَ مفتاحه الزهد فى الدنيا .
.-.-.-.-.-.
هل يمنعك كبرياؤك من الاعتذار لزوجتك؟
وقوع بني آدم في الخطأ وارد لا محالة لأنه من صفاته فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ولكن لماذا لا يعترف الرجل بهذا المبدأ وهو الاعتذار عما بدر منه من خطأ وبالذات في حق المرأة ؟
أنواع الرجال
إن أمر الرجل غريب وعجيب في مبدأ الاعتذار للمرأة.
فهناك الرجل الذي يعتقد بأن الاعتذار من المرأة عبارة عن انتقاص لرجولته وكبريائه وعزة نفسه.
فهو لا يتنازل أبداً للاعتذار لها مهما كان مخطئاً على الرغم من أنه يعترف داخل نفسه بأنه مخطئ ولكنه قد يلجأ لطرق غير مباشرة للاعتذار كأن يحاول محادثتها بطريقة مهذبة أو أن يحضر لها شيئاً تحبه.
قد تتفهم الزوجة موقفه ونفسيته وتحاول أن تتأقلم مع طبيعته وتقدر له اعتذاره ولو بطريقته غير المباشرة لتستمر الحياة بينهما ولكن برتابة وملل.
وهناك الرجل الذي لا يعترف أبداً بخطئه سواء لزوجته أو حتى لنفسه، فهو يعتقد أنه دائماً على حق وبما أنه رجل فهو معصوم من الخطأ متعال لا تسمح له كرامته أبدا بالاعتذار للمرأة، وهذا عسير العشرة، ولن ينجح أبداً في كسب قلب زوجته، وتعيش زوجته معه على أعصابها ويحول حياته وحياة أولادهما إلى ثكنة عسكرية خالية من كل معاني الحب.
وهناك رجل لا يعترف بخطئه.. من أول الأمر يكابر إلى أن تحاصره زوجته بحقيقة خطئه من كل الجهات فيضطر للاعتذار، فيعتذر ولكن بتعال، فيرمي كلمة آسف أو كلمة "خلاص معليش" من طرف لسانه وبحاجبين مقطبين ووجه محتقن..
هذا الرجل يخلق حاجزاً كبيراً بينه وبين زوجته.. قد تقبل اعتذاره ولكن في قرارة نفسها تكره ذلك الاعتذار.
أحسن أنواع الرجال:
وهناك الرجل ذو القلب الحنون الطيب، جياش المشاعر، فاضل الأخلاق يعترف بخطئه ولا يخجل من الاعتراف لزوجته به، يعتذر لها من قلبه، يقول لها آسف بصدق وحب وكله أمل أن تقبل عذره وتسامحه.
وهذا الرجل تعشقه زوجته ولا تستطيع إلا أن تقبل أسفه وتسامحه على الفور وتشعر بحبه وبحنانه وتتفانى في إسعاده لأنه رجل طيب وفاضل. هذه أنواع الرجال في الاعتراف بالخطأ والاعتذار للمرأة.
طبيعة المرأة
وأنا أقول لك يا سيدي الفاضل بأن الزوجة مخلوق حساس رقيق المشاعر تتأثر بأسلوبك في التعامل معها وينعكس ذلك على شخصيتها، فإن شعرت بقيمتها في قلبك وحبك لها أغدقت عليك العطاء بكل معانيه السامية والجميلة.
وإن تعاليت وتكبرت عليها وخسفت من قدرها عندك كرهتك وقللت من احترامك وانتقصت من قدرك.
طرق بديلة للاعتذار:
يا سيدي الفاضل إن كنت ممِن يخجل من الاعتذار عن خطئك بطريقة مباشرة فهناك طرق أخرى تعبر بها عن أسفك لزوجتك وتعتبر أخف الضررين:
1- قدم لها وردة فللوردة مفعولها السحري في تهدئة نفسها الغاضبة.
2- إذا تركت البيت وأنت غاضب لا ترجع إلا وبيدك هدية ولو كانت بسيطة جداً.
3- يمكن أن تدعوها للعشاء خارج المنزل أو لنزهة بين أحضان الطبيعة.
4- إن كان لابد من العتاب فأنصت لها ودعها تقول كل ما يزعجها وتعبر عن وجهة نظرها ولا بأس إن طيبت خاطرها بكلمة "معك حق".
5- يمكن أن تغير جو التوتر إلى جو من المرح.. حاول إضحاكها.. ذكرها بموقف مضحك أو محرج قامت به وعلق عليه، مازحها ولو بغمزة خفيفة من عينيك أو تربيتة على شعرها أو كتفها.
نتيجة مؤكدة:
وإذا قمت بهذا ستجد زوجة حنونة رقيقة مثل أوراق الورد وستنسى ما بدر منك وستبادلك أحياناً الاعتذار وتكون قد كسبت ودها ومسحت من قلبها أي إحساس سلبي تجاهك ومن هنا تصفو حياتكما وينعكس هذا الصفاء على بيتكما وأولادكما.
مجلة أسرتي العدد (127) ابريل 2007 ـ ص: 14
التعليق على الموضوع اعلاه
الموضوع اعلاه يبين اهمية الإعتذار ولكن كاتب المقال يتساهل مع من لايريد ان يعترف بخطأه من الرجال وتمنعه كبريائه من الإعتذار فيعطيه البدائل
والحقيقه انه لايجب التساهل مع من أخطأ وأعترف بخطأه
حيث ان من أخطأ في حق شخص آخر فكأنما غرس خنجرا في جسده
فوجود الخنجر يؤلم ولاشك
والطريق الوحيد لإنتزاع الخنجر هو بالأسف وتقديم الإعتذار
فتأسفك واعتذارك بمثابة نزع الخنجر من جسد الشخص الذي غرسته فيه
وترك الخنجر مكانه في جسد الشخص الذي غرسته فيه ثم محاولة تهدئة الشخص المخطأ عليه بإعطائه هديه لاينزع الخنجر من مكانه ابدا بل لابد من نزعه مباشرة
وكلما نزعته بسرعه وفي وقت مبكر اندمل الجرح الذي سببه وكل ما تأخر الخنجر في الجسد بدون ان ينزع كلما تعمق الجرح وكبر وقد لايبرأ إذا طال مكوثه وقد يلتهب المكان بل والجسد كله وتبقى آثار لاتذهب طول الزمن
ولذلك
فلابديل للإعتذار في نظر المختصين
سواء لزميل او للزوجه
بل لابد منه
كتعبير صادق عن سحب مابدر منه من أخطاء
وإن كان الرجل يعتذر لزملائه مثلا
فهل نقول له ان اعتذارك لزوجتك لاداعي له
واستعمل البدائل هنا خطا ولاشك
فالزوجه هي الأولى بتصفية النفس من الزملاء
والمراجع التي تؤيد هذا في القرآن والسنه كثيره
والله أعلم
د. سعود الهويمل
دكتوراه في علم النفس