كيف ننظِّف عقولَنا من الفوضى (!!)
إن أول ما يجب أن نعمل على إنجازه كي نبدأ مسيرة نهضتنا، هو تنظيف عقولنا من الفوضى، وتعلُّم قواعد التفكير المُنَظَّم، وأهم قواعد التفكير المنظم هي:أولا: فهمُك للمقدس ليس مقدسا ولا مرجعا، فمن خالفك الفهمَ لم يخالف مقدسا ولا خالف مرجعا، فلا تتهمه بأنه يمس بذلك المقدس والمرجع، وإلا ظهرت مثيرا للشفقة (!!)
ثانيا: من خالفك الفهم، لم يمس شخصك، فتجنب المساس بشخصه وناقش فكرته، وإلا فقدت حجتك (!!)
ثالثا: في الفكر لا مجال للحديث عن المؤامرة، فمن لا يستطيع نقدَ الفكر بالفكر، يلجأ إلى اتهام مخالفيه بالخيانة، وذلك هو الأجوف (!!)
رابعا: حدِّد المواضيع الخلافية بينك وبين مخالفك، قبل أن تبدأ بالنقد والمُحاجَجَة، حتى تعرف إن كانت المناقشة ستتخذ نهجا فلسفيا أو نهجا علميا، فإن لم تفعل ذلك أضعت وقتك ووقت مخالفك في جدل بيزنطي لا جدوى منه (!!)
خامسا: الآخر ليس مسؤولا عن جهلك بالمصطلحات والمفاهيم، وغير مُلزمٍ بما تفهمه أنت بمصطلح له عنده مفهوم آخر غير مفهومك (!!)
سادسا: لا تناقش مخالفا لك في الأسس التي يبني عليها منهجه بأسُسِ منهجك أنت، فلا أحد ملزم بما تلزم به نفسك معرفيا، لذلك لا تنطلق في أيِّ نقاش من افتراض أن مخالفَك ملزمٌ بما تراه ملزِما لك، وإلا فأنت مستبد، بل ابحث عن نقطة التقاء بينك وبينه مهما كانت بعيدة، ثم انطلق معه منها لتبنيا معا دربَ الوصول إلى الحقيقة (!!)
سابعا: لا تناقش مخالفا لك بروح التصيُّد والتربُّص، فهذه روح شيطانية لا تتحرى الحقيقة، بل ناقشه بروح المشاركة في التعرُّف والتعلُّم والفهم، فالحقيقة ليست موضوعا للسرقة والاستحواذ، بل هي ملكٌ للجميع يجب ان يبحث عنها الجميع بروح التشارك (!!)
بهذه القواعد السبع ينتظم التفكير فيصبح أي نقاش مبني عليه مجديا ومنتجا، وإلا فلا داعي لأي حوار أو نقاش لأنه مضيعة للوقت (!!)