عَرَفْتُهـا في صِبايا
غضَّة نديَّة
بلونِ الوردِ منطقُها
بطعمِ الفلِّ
والريحانِ مجلسُها
وكم رُمْتُ يوماً
أن تُحادثَنـي
أو أُحادثَها
ومرَّتْ هكذا
أيامُ عُمْـرِي
أُراقِبُها تُراقِبُنـي
وفي القلبِ مِنْهَا
رغبةٌ تنازِعُنـي
تَهُمُّ وتستحي
وإنْ هَمَمْتُ
فَذا خوفٌ
يُراجعُنـي.
حتى إذا
دبَّ الزمانُ دبيبَه
ورأيت أغصانَ الهناءِ تميلُ
جاءتْ إلى قلبي
تُخاطِبُنـي
تُجاذِبُنـي،
تُحَمِّلُنِـي
فوقَ ما فيهِ
بِدُرٍّ من العينينِ
مُشْتَعِلٍ
وقد جَفَّتْ
أمانيـهُ
أيا جاراً
في صبايا عَرَفْتُه
قد حَانَ يومٌ
في حناياهُ
تباريحُ.
فيَا لَهْفَ قلبِـي
كَعُصْفُورٍ تُطََارِدُهُ
يَـدُ الإِثْـمِ
تَبْغِـي كلَّ ما فيهِ.
جَلَسْنا
نُذَاكِر بَعْضَنا
في غَيْـرِ قَوْلٍ
مِنَ الذِّكْـرى عَناوِينا
فذا يومٌ
عَرَفَتْ خَطاوينا
طريقَ النَّبْـعِ
والصَّفْصَافُ يَرْقُبُنـا
وذا يومٌ ضَحِكْنـا،
وكانَ النَّايُ شادينا
وذاك نهـارٌ قد غَزَتْ
دُمُوعُ الفرْحِ
أنفسَنا، مآقينـا.
وها يومٌ قد بَكَيْنَاه
وهذا اليوم يَبكينا
يُبَكِّينـا.
وَلَمَّت جارتي نفساً
تَنَاثَرَ شَمْلُها دَمْعـاً
فَأَذْكُرُ
أَنَّ شِفَاهِي قد لَثَمَتْ
مِنَ الصَّـبَّار شَوْقاً
إلى اليومِ أَذْكُرُهُ
فَتَعْدُو الذكرياتُ إليَّ حتى
أَذُوبُ
وَيَغْدُو الْحُزْنُ لِي دِينـا.