السلام عليكم
كل نص له قصته قبل أن نقرأه , وخصوصيته التي تميزه عن غيره, مهما تشابهت النصوص ,وتوزات ولكل أديب خصوصية هاجعة في عمق نفسه وعقله,لايعرف سرها إلا هو ذاته.
قلة هي التي تقرأ مابين السطور وتفهم الكاتب قبل أن تفهم نصه وماكتبه حتى لو كان بقصد التورية أو حتى التوضيح.
ولو طرحنا عدة أسئلة لمعرفة كنه الحرف الذي يكتب لعرفنا سر ومغزى دافعه للكتابة:
من أي زاوية يكتب؟ ومن أي الزوايا يطرح فكرته؟من نفسه وتجربته ومعاناته ؟,أم من صور المجتمع ورود الأفعال والآلام الناجمة عما بجد ؟
1-اختيار الالفاظ والمعاني , 2- وأسلوب البوح ,3- ومهارته في توصيل فكرته ,أمر يلفت النظر لرقي مساره وفكره أو العكس.
ففكرة النص تبين مذهبه الحياتي والعقيدي ,والمزج بين الفكرة والاسلوب تبين ,مراوغته في توصيل فكرته او ربما مباشرته في طرحها إنما هذا يظهر بشكل كبير تلافيف نفسه التي نجدها في دهاليز النص وخفايا السطور.
عمق الفكرة التي يطرحها أو سطحيتها , سر آخر تظهر مدى ضعف أو قوة فكره وأفكاره.
لفت نظري طريقة كتابة الاستاذ احمد خيري العمري في كتابه /صانع الانفاق:48:واستعارته الفاظا علمية مستقاة من:
1- مهنته في طب الاسنان. والألفاظ التي اختارها والتي تكسف بوضوح مهنته بشفافية,2- ..وعمق الأفكار التي يطرحها.
حقيقة لو قرأنا نصا دون أن نعرف عن الكاتب شيئا من سيرة حياته ستختلف معنا الرؤية فيما لو عرفناها .
حقيقة أخرى تكشفها المقولة هذه والتي نحسبها كاشفة لسر آخر هام:
"تكمن المتعة الحقيقية في الكتابة بحد ذاتها،
أما أن يكون الكاتب مقروءاً.. فليست إلا متعة سطحية"
"الأديبة فيرجينا وولف"
***********
هل هذا من زاوية المؤلف فقط؟
وإذن هل هي لوثة كما يقول بعضهم؟ أم رسالة يؤديها ويضيفها لإرشيف المكتبة العربية ؟ ام الزمن يؤرخ دون أن يقصد ذلك؟
**********
نظرة اخرى على المعاني والاهداف:
وظف الأدب العبري جل كتاباته لخدمة قضيته التي يتبناها( انظر للقسم العبري في موقع فرسان الثقافة) , وفعل ذلك الأدب الفلسطيني, ولو جمعنا جل النصوص العربية فما الذي يتبين لنا؟ هل معاناة شعب ما هي مصدر إبداعه حقيقة؟
************
لننظر من زاوية أخرى تماما:
من خصوصيات المؤلف رفض بعضهم الانصياع لملاحظات قارئ عادي والنظرة من بعيد تكشف دوما مالانراه عن قرب.فلم يرفض بعضهم قبول النقد المنصف ولو كان به بعض الحدة؟
هل هو الكبر ؟ الخروج من دارءة الظل للنور والشهرة تجعله بهذا الشكل المنفر؟
صادفني كتاب:
أسرار الكتابة الإبداعية : لعبد الرحمن الربيعي:
ولم أصل له ولم أجد على الشابكة مايعالج هذا الموضوع الهام جدا, الى الان ومازلت افكر:
هل لكل اديب سره الخاص الذي يدفعه للكتابة وهدفه أيضا ؟ فمن غير المنطقي أن يكون بوحا فقط وإلا فكل حرف يخص صاحبه ويجعل جسور التواصل رقيقة سقيمة.
يمكنني مبدئيا حصر اللإفكار التي تهمنا للبحث عن سر الفكر الإيداعي :
1- الموهبة
2- القاعدة اللغوية والفكرية
3- الدافع للكتابة : سواء الانتشار او الرسالة والهدف, او التسويق لمبدأ ما بدافع مؤسساتي.
4-متعة الكتابة بحد ذاتها
5-مصدر المعيشة للعاملين في المؤسسات الثقافية
6- الانصياع لتيار لاخيار للكاتب له به,او التأثر به سواء عبر مساره الخاص او عبر علاقاته الاجتكاعية التي يفرضها على الساحة.
يمكننا شرح عدد من تلك البنود فقط لتوضيحها فبعضها واضح جدا:
فالاول واضح تماما والثاني مهارة لغوية وقاعدة معرفية عميقة,الثالثة تشكل جل الاقلام المتواجدة بيننا, المتعة قد لايعيها الكاتب نفسه لكن فعل الكتابة بحد ذاته يجعله على ساحة الثقافة دوما.
ان يكون مصدر للمعيشة قد يدفع للابداع بشكل ما ونمط خاص تابع للمؤسسة التي يتبع لها المؤلف.ا
اما الانصياع للتيار المخيم على الموقع , فهذا ينطبق أكثره على كتاب المبتدئين ويظهر بوضوح عبر النت ,والذي يجدون فيه متنفسا لهم حتى على حساب مبادئهم احيانا , ابداع مع الممارسة , لو كان الامر جديا لديهم,وهدفهم واضح في ذهنهم.
بعد هذه الجولة السريعة في عالم الكتابة يلح علينا السؤال من جديد:
ماهو سر الكتابة الإبداعية وسر جاذبيتها؟ وكيف يبرز أحدهم دون الآخر للسطح فيحصد إعجاب الجمهور والقراء؟ وهل هناك عوامل اخرى غير التي ذكرناها؟
نترك الباب مفتوحا كما دوما.
ودمتم سالمين.
الخميس 29-2010