!!!
المكان: مدينة حمص الزمان: 27-6-2006 بطل القصة: صيدليات حمص و الداعي.
هذه قصة واقعية و حقيقية جرت معي في مدينة حمص، عندما كنت فيها استعدادا لفحصي الجامعي , بالصدفة وقعت من على درج حديدي و أدى وقوعي إلى جرح يدي جرح مؤذي و رضوض في ساقي، و نتيجة الجرح سال دم كثير و لعدوم وجود صيدلية في المنطقة التي كنت فيها ذهبت بالسيارة إلى منطقة ثانية لابحث عن صيدلية تقوم بتطهير جرحي و تضميده و هنا كان الموقف و سبب مقالتي هذه،فقد استغرق بحثي عن صيدلية في طرطوس حوالي ال 30 دقيقة حتى وجدت إحدى الصيدليات تملكها صيدلانية و عندما دخلت و يدي تنزف رأيت رجل عجوز فاخبرته إن كان هناك من يستطيع مساعدتي فاخبرني بانه لا يعرف و الصيدلانية ليست موجودة فندبت حظي و ذهبت لأبحث عن صيدلية ثانية و بعد بحث طول أيضا وجدت صيدلية و للصدفة تملكها صيدلانية أيضا و عندما دخلت عليها وجدتها بكامل اناقتها فاخبرتني بأن علي الذهاب الى المستوصف ربما كي لا ألوث يديها او ثيابها فبحثت عن ذلك المستوصف الذي اخبرتني عنه دون جدوى فندبت حظي و الساعة التي رمت بي إلى مدينة حمص، المهم و بعد بحث آخر وجدت صيدلية مغلقة من الداخل و عندما اقتربت فتحو لي الباب و إذا بفتاتين أكبرهما قد لا تتجاوز الثامنة عشر فسألتهم من يسستطيع مساعدتي فنادوا والدتهم التي نزلت من الطابق الثاني و أخبرتني بانها لا تستطيع لانها تتحدث على الهاتف مع أحدهم في السعودية و طلبت من ابنتها ان تعطيني أي مطهر و السلام فاخذت مطهرا بنفسي و ضماد و ساعدني السائق الذي معي في تضميد الجرح. هذه قصتي البسيطة جدا في مدينة حمص و خطر ببالي جرّاء هذه القصة أن أتساءل هل الصيدلة أصبحت مهنة دعائية و برستيج في المجتمع بينما هي في الأساس مهنة إنسانية؟ و هل أصبح تطهير الجرح قضية شائكة بحاجة لكل هذه التهرب من قبلهم؟ ماذا لو كان المصاب على وشك الموت و لم يرى امامه إلى الصيدلية؟ ماذا لو كان المصاب لا يعي مدى خطورة إصابته و تجاهلها لقاء هذا التعامل من قبل بعض الصيدلانيين؟! تساؤلات كثيرة، تصيب النفس كآبة و القلب بحسسرة على واقعنا الصيدلاني المخزي.
يا حسرتي عليك أخ " نبيل "
طالما بحثت في صيدليات حمص وطرطوس ولم تجد من يساعدك في تضميد جرحك .
فلماذا لم تكمل رحلتك الى حماة ( 40 . كم ) .. فستجد أي مطهر أو أي حلاق هناك سيضمد لك جرحك بكل سرور . ... !
ولو أنك وصلت الى صيدلية ( ميلاتو ) ... في ادلب .. لا تدخل اليها بل اصعد الى الطابق الاول ( فوقها مباشرة " ) فستجد أن هتاك اخصائيين في تضميد جروح القلب , وليس اليد فحسب ... !