إيّاكِ أعني , فانظُري ألقي = والدَّمعُ منهمرٌ على الوَرقِالقصيدة مهاة للأخ الشاعر أنس الحجار
لولاكِ لولا الحبُّ ما اكتملتْ = هذي الحياةُ بعطرِها العبقِِ
لولاكِ لولا الحبُّ ما انتفضتْ = هذي القوافي في سَما الألقِ
فتمهَّلي بالهجرِ فاتنَتي = ذا صاحبي يشكو منَ الأرقِ
يشكوكِ للأوراق قافيةً = صيغت منَ الآلامِ والرهقِ
فلمَ العذابُ يُصيبُ خافقَهُ = إنْ كانَ يقرأُ سورةَ الفلقِِِ ؟
يا صاحِبي لا تشكُ للورقِ = لن تنفعَ الشكوى لِمحترِقِ
يا صاحبي إنَّ الجمالَ سما = فوقَ النّهودِ وقدِّها الحرقِ
لا , ليسَ بالخدَّين منْ شفقٍٍ = حتى تقاسيَ لوعةَ الحدقِِ
أو منْ رنينٍ من أساورِها = وبرقصةِ الخلخالِ والحلقِ
قل للمليحةِ إنَّ فتنتها = بالدّين والإيمانِ , فاستبقي
إنَّ الجمالَ جمالُ أفئدةٍ = تزهو بإيمانٍ بلا قلقِِ
والرّوحَ خاطبْ , إنَّها نعمٌ = لو أُدركتْ في دربِها النزقِِ
فكّي قيودكِ من هَوى جَسدٍ = وتَحررّي يا روحُ وانطَلقي
إنّي أرى الأجسادَ فانيةً = وجَمالُها يذوي معَ الرَّمقِ
يا نفسُ إنْ كان الهوى نزقاً = فتلوّعي بالنّارِ واحتَرقي
فالموجُ عالٍ والرّياحُ رمتْ = أثقالَها في ظُلمةِ الغَرَقِ
والعمرُ يمضي مسرعاً سَكراً = بتَساقطِ الأيّامِ بالنَّسقِ
حتى يجيءَ خَريفهُ حُطماً = لن تُرجعَ الذّكرى صبا الغَرِقِ
إنّي خبرتُ الحبَّ " مؤمنةً " = ولباسُها ثوبٌ منَ الخرقِ
لكنّهُ أغلى بهيبتهِ = في جنّةٍ بفؤادِها الحَذقِ
أمّا الهوى جنيةً ولَظى = وتشابكتْ بجحيمهِ طرُقي
قلْ للحبيبةِ أقبلي سُحباً = والقي بحملكِ واغسلي عَرقي
واسقي رَوابي الحبِّ إنْ عطشَتْ = سترين زهراً لاحَ بالأفقِ
فاسكبْ على الأوراقِ ذاكرةً = وفِ عهدَ حبٍّ للحَبيبِ وقِ
واللهُ جلَّ جلالُهُ وعَلا = يَهدي القلوبَ لأطهرِ الخُلقِ
والليلُ إنْ طالَ الظلامُ بهِ = سترى الضياءَ بآخرِ النفقِ
فابعدْ كؤوسَ العشقِ ما امتلأتْ = هذي الكؤوسُ بخمرِها الشَّرِقِ
هذي حروفي بالهَوى كفرتْ = فالحبُّ أطهرُ منْ ذُرى الشَّبقِ
ردا على قصيدته " أشكوك للورقِ "[/poem]