كثفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون من ضغوطها على الصين وروسيا لدفعهما إلى التخلي عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت كلينتون في ختام مؤتمر اصدقاء سوريا، الذي عقد في باريس بمشاركة اكثر من 100 دولة، إن العالم يراقب الآن مواقف الدول التي لا تزال تدعم دمشق في غشارة إلى موسكو وبكين.
وأضافت أن روسيا والصين ستدفعان ثمن هذا التاييد.
وتابعت قائلة "لا بد من اللجوء الى مجلس الامن مجددا للمطالبة بتطبيق خطة جنيف التي وافقت عليها روسيا والصين".
روسيا ترد
ولم يتأخر الرد الروسي كثيرا، حيث وصفت موسكو تلميح كلينتون بـ"دفع الثمن" من قبل روسيا بانه "غير سليم".
وقال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي لوكالة انترفاكس للأنباء أن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تتنافى مع الاستراتيجية التي اتفقت عليها القوى العالمية يوم السبت في جنيف لانهاء إراقة الدماء في سوريا.
وأضاف جاتيلوف "تصريح كلينتون غير سليم، ما يثير قلقنا اكثر من اي شيء اخر هو ان هذه التصريحات تتنافى مع الوثيقة النهائية لمحادثات جنيف والتي تم تبنيها بموافقة وزيرة الخارجية الامريكية التي شاركت في المحادثات".
الفصل السابع
كما طالبت كلينتون بإصدار قرار يحدد "عواقب عدم احترام هذه الخطة بما في ذلك ما ينص عليه الفصل السابع".
يذكر أن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة هو الفصل الذي يجيز استخدام القوة في حالات تهديد السلم والامن الدوليين.
وتابعت كلينتون قائلة "لا يكفي الحضور الى مؤتمر اصدقاء الشعب السوري، فالسبيل الوحيد لتحقيق نتائج هو ان تحاول كل الدول المشاركة افهام روسيا والصين بان هناك ثمنا لا بد من دفعه".
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "سنطالب باصدار قرار من مجلس الامن بموجب الفصل السابع يتضمن بروتوكول جنيف".
"رحيل الأسد"
وكان مؤتمر اصدقاء سوريا دعا مجلس الأمن إلى إصدار قرار "عاجل" تحت الفصل السابع، مشددا على ضرورة "رحيل" الرئيس بشار الاسد.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي صادقت عليه نحو مئة دولة أن المشاركين يطالبون مجلس الامن الدولي بان "يفرض اجراءات تضمن احترام هذا القرار".
يذكر أن الأمم المتحدة لم تفرض إي عقوبات على دمشق، لكن الحكومة السورية تواجه عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية كل على حدة.
كما اتفق المشاركون على "ضرورة رحيل الاسد" مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة استبعاد الاشخاص الذين يمكن ان يزعزع وجودهم مصداقية العملية الانتقالية.
وكان الاعضاء الخمسة الدائمو العضوية في مجلس الامن الدولي اتفقوا السبت في جنيف على اقتراح يقضي بتأليف حكومة انتقالية في سوريا، لكن من دون الاشارة علنا الى رحيل الرئيس السوري بشار الاسد.
وتختلف الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى منذ ذلك الوقت على تفسير اتفاق جنيف، ففي حين تشدد موسكو وبكين على انه يعود للسوريين تحديد مستقبلهم، يقول الغربيون ان هذا الاتفاق يتضمن رحيل بشار الاسد.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleea...ton_wrap.shtml