الحقيبة الفاخرة
حلمت منذ طفولتها بالحقائب الفاخرة ليو فيتون ،،كريستيان ديور ،تمشي أيام الجامعة قرب الفلل الفاخرة وتقول سيكون لي مثلك ، ترى الخادمات وهي تركب أتوبيس الدولة فتقول سيكون لي خادمتان وليس واحدة!!
في المنزل الصغير في أحد أفقر أحياء العاصمة الأوزاعي في الشاليهات(هي شاليهات احتلتها الأسر المسلمة بعد أن طردتهم قوات الكتائب المسيحية من منازلهم في المسلخ وتل الزعتر وقتلت و أبادت الكبير والصغير منهم حسب اسمه الإسلامي عمر، محمد ،علي وسمي ذلك قتل على الهوية ،في الحرب اللبنانية الأهلية في
السبعينات ،فاحتلت تلك الأسر المفجوعة الخائفة ،الشاليهات الفاخرة التي على الشاطئ اللازوردي ببيروت وأضحت حيا مستقلا بذاته ) أصرت على أن تدرس جيدا في الجامعة اللبنانية ، لغة الأغنياء ، اللغة الفرنسية ، سأبتعد عنك يا أمي رغم حب الأم الشديد لها، فهي بنت وحيدة مع أربعة شباب ، اصبري يا أمي حتى أحقق أحلامي ،سافرت للخليج ،عامين فقط ، واستمرت الغربة أعوام.
ماتت الأم ، و طوال ثلاثين عاما عملت بحرص بتدريس لغة الأثرياء ، عادت أخيرا لفيلتها العامرة في دوحة الحص ببيروت العاصمة التي لا تنام ،الجميع في استقبالها كالعادة إخوانها وأولادهم، حطت رحالها مع حقائبها العديدة ،تبحث بشدة ولهفة عنها ،أين أنت ؟أقبلت نحوها ،أمسكت بيديها، أومأت بعينيها المتعبتين للجميع ،صعدت للطابق العلوي بصعوبة بالغة ،وأخيرا ألقت بكل بجسدها المنهك على السريرالواسع ، نظرت لغرفتها الفاخرة وجدرانها الباردة ، تنهدت ،اقتربت الخادمة تحمل تلك الحقيبة الفاخرة ليو فيتون
فتحتها ،كانت مليئة بأدوية مختلفة وعديدة ، أخرجت منها مجموعة ، ابتلعتها مع كأس الكريستال الفاخر أغمضت عينيها ،ونامت.