ما عرفت أنّ ابتسامة المحبوبة تحيي الرّوح الكامنة في الجسد ... ولمسةٌ من يدها المباركة على الوجه تعيد الحياة لشتلاته الذّابلة ليستفيقوا من جديد ويشرقوا إشراقة الأمل في الحياة ...ما عرفت
ما عرفت أنّ حزن المحبوبة يعادل حزن الدّنيا كلّها, ورمقة ألمٍ ترمقها إيّاك تعادل رمقة الجنّة وإعراضها عن شيخٍ أفنى شبابه لنيلها ...
ما عرفت أنّ الحديث مع المحبوبة للتّبرير والاعتذار يسوده الصّمت ويملؤه البكاء ... إذ تحار الكلمات أين تذهب ... فلا تجد منفذاً إلّا العيون بعد أن أُبكِمَ اللّسان , فتترجمها عاطفة العيون دموعاً ساخنة , مالحة في طعمها ... طاهرة في أصلها ...
ما عرفت أنّ التّعلّق الشّديد من طبعي ... فالآن لو خيّرت بين أن أعيش حرّة وحولي كلّ النّاس وبين أن أكون أسيرة في زنزانةٍ مدى العمر مع محبوبتي لاخترت الأسر بلا تردّدٍ ولا تفكير ...
ما عرفت معنى العشق ومعنى الهيام والتّتيّم حتّى وجدت طبيبتي وتوأمة روحي ساقها القدر بأطواره الغريبة إليّ ... دون أن أتعب نفسي في البحث عنها ... فيكفي العاشق تعباً وسهراً وحزناً من آلام العشق فكيف إن كان أيضاً كذلك قبل أن يزوره ويدقّ باب قلبه يعاني ويكابد لإيجاد مكمّل شخصه ؟؟ ...
ما عرفت معنى قدسيّة الأشياء حتّى عرفت معنى الإخلاص والتّضحية ... معنى المحبّة دون انتظار أيّ مقابلٍ لها أو حتّى احتراماً لنبلها ... معنى الصّداقة الطّاهرة الّتي تنبع من القلب إلى القلب ... لا تمرّ بالأوردة حتّى لا يخالطها شيء ممّا في الجسد من فسادٍ وشوائب ...
ما عرفت أنّي سأقول كلمة أحبّك ... لا أنكر أننّي قلتها سابقاً ولكن لم تكن صادقة كغيرها من المرّات الّتي قلتها فيها ... ربّما لأنّني اهتديت إلى الشّاطئ الّذي ناسب مركبي وإلى الجبل الّذي هدّأ من ثورتي وللظّل الّذي ضاع عن جسدي والسّتار الأسود لأسراري والعقل الهادي لأفكاري ... فقد اهتديت إلى رشا محبوبتي ...
مع خالص حبّينورا كريدي