كنت في دمشق عندما إقتربت الدقة الثلاثون من ناقوس العمر، حاولت أن أهدي نفسيَ شيئا في ذكرى ميلادي، كتبت هذه القصيدة وأنا أحاول أن أتذكر آخر مرة كانت
الحياةتعني لي شيئا.
قصيدة بعنوان
-المضمار-
في مثل هذا اليوم يُستوفى النِصابُ
وبِمِثل هذا العمر ينحسِرُ الشبـــــابُ
وبمثلِ هذا البـــوح تكبـرُ حيرتــــــي
ويُشدُ صوب الأربعيــــــن ركــــــــاب
ويقولُ قلبي كم قضيـتُ وكـم بقــي
من فسحة العمـــر الضريـــر عـذابُ
عمري أنا الإبحـــــار دون هــــــوادةٍ
غامــرتُ لكـنَّ الريــــــاحَ كِـــــــــذابُ
قــدرُ السفينـةِ أن يُوجهها الهـــــوى
و الريحُ في قـــــدرِ الهــــوى أسبابُُ
ياسامعــــي و الشِعرُ يَهذي يائِســـاً
و البوحُ في ذِكر الهـــــــــوان عِتــابُ
أنا شاعـرٌ مُتوحِــــــــــــــــدٌ .. مُتوقِدٌ
نارُ القريحة يُذكيهــــــا إغتــــــــــرابُ
غربَــتْ أمانِيَ الكسالـــى بعدمــــــا
عجِزتْ فلا صحـــبٌ ولا أحبــــــــــابُ
فاسلُكْ سبيلَكَ لاتقـــــل ذاصاحبـي
وأحذر عداوةَ مــن عليـــهِ حِســـابُ
وأمسحْ دموعَ الوَجـــدِ حِينــــاً إنــــهُ
عـــن دمــعِ قلبك أدمنـــــتْ أنيـــابُ
يامن يُقاضـــي العمـــر عــــن أيامه
و العمرُ يومٌ قـــدرهُ أحقـــــــــــــابُ
أنا إن أنبتُ فإنَّ صِدقِــــيَ وازعـــي
وإذا غفوتُ فربُـــــكَ التــــــــــــوابُ
ما كان نوحي فــــي القصيدِ جهالةً
دمعُ القريحةِ بالدُعـــــاءِ يُثـــــــــابُ
الموتُ يَدْفُـــنُ مـــن أحَبَّ ..وإنمـــا
بالحُبِ مَوتٌ .. لايليـــــهِ تُـــــــــرابُ
وأنا السعادةُ عن جُفونِـــيَ أضربتْ
وبِها سؤالٌ يَحتويـــــهِ .. جَــــــوابُ
لنْ يُغرِقَ الدربُ النَّدِيُ تَعَطُشــــي
فمَعَ إقترابِ الأُفْقِ ..يَنتَحِرُ السرابُ
عبد الكريم الادريسي - الجزائري
-