الأدلة الدامغة في حل الموسيقى والسماع/ عدنان أبوشعر
إن من أشق الأمور على نفسي أن أقف موقف المجابهة مع من أحب، رغم أنني من تلامذة المدرسة القائلة بأن الخلاف لا يفسد للود قضية. ولكي أقف في منتصف المسافة بين مهادنة من أحب ومجابهة ما يذهب إليه نأيت بنفسي بعيداً عن نافذة مقاله لأصدر عن رأي يخالفه بالكليّة.
لا يسعني بداية إلا أن أشكر الأستاذ المهندس صادق الرعوي على جهده المبذول في جمع وترتيب أدلة تحريم الموسيقى، لكنني وجدت بأن طريقة البحث المنهجي والموضوعي تطالبه - حتى يكتمل البحث علمياً- بأن يورد أدلة تحليل السماع والعزف على الآلات (كما سبق وطلب الأستاذ عماد الدين علي) بالتفصيل وليس بالتنويه، إنصافاً لرأي من خالف، وإظهاراً لإشكالية الخلاف المتعلق بالمسألة حتى يومنا هذا، وهذا من باب الأمانة العلمية و الإشارة النزيهة لعدم حدوث ما أشار إليه - من طرف خفي- من إجماع على التحريم في هذه القضية الشائكة، وهو أمر لم يحدث تاريخياً؛ فالفقهاء انقسموا منذ القرن الثاني حتى يوم الناس هذا بين مؤيد ومعارض في مسألة السماع والغناء والموسيقى [1] ، فهي إذاً مسألة خلافية بامتياز وستظل كذلك طالما أن الخلاف مسموح به ولا حرج منه.
وأميل عادة إلى نبذ التعاطي مع المسائل الخلافية وإعادة نبشها من جديد لأن أدلة المختلفين وطريقة تعاملهم معها و بها لم تتغير، ناهيك عن كون إحياء مثل هذه المسائل يشبه النفخ بقربة مقطوعة، ونتائج النقاش هي هي، فلم أشهد زحزحة فريق عن أماكن تحصينه ودفاعاته؛ إنه الإرث الثقافي بكل ما يحمله من آليات دفاع دون أدنى تطوير لها، فكأنما كُتب علينا البقاء عالة على نتاج الأولين الفكري من غير قدرة أو أهلية تخولنا حمل أمانة (التحكيم) فيما صدروا عنه واختلفوا بشأنه.
وبما إنني أذهب إلى القول بأن لا طائل تحت إعادة النظر في المسائل الخلافية التي قُتلت بحثاً وأشبعت نقاشاً، فليختر كل امرئ ما يرتاح له قلبه ويفتي به[2] ويستسيغه فكره ونظره مما قدّمه لنا فقهاؤنا، وليعلم أن أمره موكول لرب رحيم { كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }; [الطور آية: (21)].
ولعلي بإيراد الأدلة المخالفة لمن قال بحرمة الموسيقى والسماع أن أترك فسحة للذين يريدون الأخذ بدليل من يعتبرونهم أصحاب فقه وعلم - بغض النظر عن وصف البعض لهم بأنهم عالة على غيرهم في العلم؛ مقولة ممجوجة قد طالما لجأ المتناظرون إليها قدحاً بعلم الآخر حين تعوزهم الحجة الداحضة التي تفي وتوفي.
ومن باب آخر لا بد لي من الإشارة إلى أن القائلين بحِلّ الموسيقى لم يتركوا فَتْواهم دون تسييجها بضوابط شرعية ترفع عنها شبهة التردي في حمأة الرذيلة والفساد والإفساد وإهدار الوقت، لشدة حرصهم - كحرص الفريق الآخر- على أخلاق العامة وشباب الأمة، فما فاتهم سوء ما يمكن ترتبه على استخدام سيئ للموسيقى والسماع: والحال في ذلك حال أية متعة حلال استخدمت بدون ضوابط شرعية.
ولعلنا - بعيداً عن نزالات الفقهاء وتعارض أدلتهم- أن نعرّج على سفر (الموسيقى المتاحة) المبثوث في أرجاء المعمورة، فندرك من خلال قراءتنا لهذا الكتاب المفتوح أن كل ما أنتجه الإنسان عبر التاريخ من موسيقى ما كان إلا صدى لهذه (الموسيقى المتاحة) وبناء على قواعدها ومحاكاة لقوانينها التي أودعها الله فيها... أفرأيتم إلى خرير المياه في جدول، وزمجرة الرياح في ليلة عاصفة، وقصف أمواج البحر المتكسرة على صخور شاطئ، وسقسقة الطيور على فنن، ورتابة موسيقى آلات المعامل والمصانع، وحفيف أوراق الشجر في يوم خريفي، وفحيح ثعبان يستعد للانقضاض على ضحيته، وإلى{ العاديات ضبحاً} تصهل في معركة حامية الوطيس.. أسمعتم كل تلك الأصوات والأنغام التي تثير فينا الشجن حيناً والبهجة حيناً آخر، والقلق والنزق مرة، والارتخاء والكسل أخرى، واليقظة مرة ثالثة .. إنها بكل تفاصيلها وروعتها وجمالها وسحرها { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}; [النمل آية: (88)].
أُسائل نفسي في كل مرة يعرض لي هذا الموضوع: أوليست آلة (الدف) التي سمح بها القائلون بحرمة الموسيقى آلة موسيقية، أوليست مصنوعة من عين المادة التي يُصنع منها المزمار الذي يحرمونه؟ أم أن الصوت الذي يصدره الدفّ هو المسموح به، فإن كان كذلك فما هو معيار التحريم وعلته وأداته؟ ألا يعلم القائلون بتحليل الدف أن إيقاعه يمكن أن يتحول إلى إيقاع مثير عندما يرتبط برقص هابط؟
إن علة التحريم ليست مرتبطة بالآلة بمقدار ارتباطها بالوسط الذي يُعزف فيه اللحن إضافة إلى الغاية المرجوة منه. وجلُّ عمل آلات السماع إصدار نغمة وفق وزن مدروس ومحفوظ، والنغمة لغة كبقية اللغات يمكن فهمها وإدراكها وتعلمها، حتى أنها تحل مكان الكلمات حين يكون العزف متميزاً ومتقناً[3]. وإذا كانت الحرمة مرتبطة باللحن فلماذا جاز أن يكون الشعر المقفّى موزوناً وله موسيقاه؟؟
والموسيقى من حيث البنية تقوم على ساق (السلم الموسيقي) الذي لم يأت من فراغ، ولم يخترعه الإنسان، بل هو رصد لاهتزازات الحبال الصوتية وما تُولِّده من (إصاتة) متفاوتة الشدة، فهو إذن تسجيلٌ وتدوينٌ وتقليدٌ ومحاكاةٌ لما صنعه الله، وهو بكل مفرداته بدأ من (الدو) وانتهاء ب(السي)، ومروراً ب(القرار) وصولاً إلى (الجواب) ترتيبٌ وتبويب للعناصر الأساسية التي تكِّون موسيقى الحبال الصوتية، وهو يشبه إلى حد بعيد جدول (ديمتري ماندلييف)[4]. في الترتيب الذري للعناصر.
ولعمري إن صناعة الموسيقى عند العرب قد تطورت من مجرد عزف بدائي على ناي أو ضرب على دفّ لتصل إلى أرقى مراحلها على يد كبار المشايخ لا على يد الزنادقة والملحدين.
ولقد أثمرت اليوم جهود العلماء في استثمار أثر الموسيقى على الإنسان والحيوان، فنجحوا في تحريض الأبقار على إنتاج كميات أكبر من الحليب من خلال سماعهم لها، وساعدوا بعض ذوي الإعاقات العقلية في تخفيف حدة نوباتهم، ونجحت اختباراتهم في السيطرة على حالات القنوط والغضب، وزيادة طاقة التفكير، والتخلص من حالات الأرق عند الأسوياء من الناس.
ولعلي أذكر أحد الجوانب الاجتماعية السائدة قبل عصر التنزيل لأوضح من خلالها ارتباط الموسيقى بالدعارة آنذاك، مما يجعلنا أكثر تفهماً للقاعدة القائلة أن تحريم الموسيقى ليس (في ذاته) بل (لغيره)، وأن علة التحريم تسير جنباً إلى جنب مع (الغاية) وليس (الوسيلة).
لقد عرف العرب في الجاهلية الموسيقى، وكانت مرتبطة بشكل عضوي بالزنا والجواري؛ فاعتادت من امتهنت مهنة البغاء من القينات[5]، رفع علم أحمر فوق (دكانها)، فإذا ما أتى طالب المتعة جلست إليه تعزف وتغني وتُشربه الخمر من يديها، ثم انتقلت معه إلى مخدعها فطارحته الغرام والرذيلة[6]، وعندما جاء الإسلام حرّم المعازف والغناء المرتبط بطقس كامل من الفجور، ولم يحرم الغناء على إطلاقه (وهذا ما فهمه من حلّل السماع والمعازف من الفقهاء لاحقاً).
إن تحليل استخدام المعازف - وفقاً لما قدمه الفقهاء من الأدلة- يشير إلى تمييزهم بين نوعين من العزف والسماع:
1-العزف والسماع (الحلال) الذي لا يخالطه إثم أو معصية أو يؤدي إلى حرام أو تزجية للوقت تهدر قيمته.
2-العزف والسماع (الحرام) كعنصر من عناصر عملية متكاملة: تبدأ بالمعازف والسماع، وتمر بشرب الخمر، ثم تنتهي بالزنا والخنا، وفق ما صوره حديث المنع المشهور والمختلف على صحته[7]: " عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس إلى قينة يسمع منها صبّ في أذنه الآنك يوم القيامة)، و تناولي لهذا الحديث – بغض النظر عن صحته أو ضعفه- من باب التوصيف التاريخي، فالضعيف من الحديث – رغم آفة ضعفه- يظل محتفظاً بدلالة سوسيولوجية بالغة الأهمية تساعد على إلقاء الضوء على كثير من المظاهر الاجتماعية والسياسية في زمن وضعه، نتصور من خلاله ما كان يرافق الموسيقى والسماع – في غالب الأحيان- من عهر وفجور. فالنهي –إذا صحت أدلته- فهو نهي عن (الاستماع الحرام) وليس عن (الاستماع بالمطلق)، فتحريم الموسيقى التي تعزفها القينة وتحريم ما يرافقه من غناء ليس (في ذاته) ولكن لما يمكن أن يفضي إليه المجلس السوء في نهاية المطاف، حيث الخمر والزنا؛ عملية متسلسلة يأخذ بعضها بحُجُز بعض.
ثم نمرُّ على حوادث في القرن الأول الهجري – أي مع بدء تشكل المدارس الفقهية – فنستدل من خلالها أسباب وقوف المدرسة القائلة بالتحريم بحزم وتشدد تجاه موضوع الموسيقى والغناء.
لقد ارتاع الفقهاء لظاهرة الموسيقى والسماع المصحوبة دوماً بالعربدة والمجون وظهور أناس مخنثين أمثال (طويس)[8] المغني، وتلميذه اليمني (ابن طنبور) الذي ذكر شعره الأبشيهي[9] صاحب كتاب (المستطرف في كل فن مستظرف):
وفتيان على شرب جميعاً ............دلفت لهم بباطية هدور
فلا تشرب بلا طرب فإني ...... رأيت الخيل تشرب بالصفير
******
امدح الكأس ومن أعملها ........ وأهج قوماً قتلونا بالعطش
إنما الراح ربيع باكر ............ فإذا ما وافت المرء انتعش
وسألوذ أخيراً بكتاب الإمام الشوكاني[10] ليحبّر لنا آراء من ذهبوا لتحليل السماع والموسيقى، حيث ذكر في مقدمة رسالته (إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع) ما يمكن اعتباره تلخيصاً لرأي القائلين بجواز السماع والموسيقى:
"- ذهب أهل المدينة، ومن وافقهم من علماء الظاهر، وجماعة من الصوفية إلى الترخيص في السماع، ولو مع العود واليراع. وقد حكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي [11] في مؤلفه في السماع أن عبد الله بن جعفر[12] كان لا يرى بالغناء بأساً، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره، وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه. وحكى الأستاذ المذكور أيضا مثل ذلك عن القاضي شريح[13]، وسعيد بن المسيب[14] ، وعطاء بن أبي رباح[15]، والزهري[16]، والشعبي[17]، وقال إمام الحرمين في النهاية، وابن أبي الدم : نقل الأثبات من المؤرخين أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات، وأن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ دخل عليه وإلى جنبه عود، فقال : ما هذا يا صاحب رسول الله ؟ فناوله إياه، فتأمله ابن عمر، فقال : هذا ميزان شامي، فقال لابن الزبير: توزن به العقول. وروى الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالته في السماع بسنده إلى ابن سيرين قال: إن رجلاً قدم المدينة بجوار، فنزل على عبد الله بن عمر، وفيهن جارية تضرب، فجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئاً، قال: انطلق إلى رجل هو أمثل لك بيعاً من هذا قال : من هو ؟ قال : عبد الله بن جعفر، فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فقال لها : خذي العود، فأخذته وغنت، فبايعه، ثم جاء إلى ابن عمر، إلى آخر القصة.
قال ابن حزم: فهذا ابن عمر، وابن جعفر سمعا الغناء بالعود، وسعى ابن عمر في البيع كما في آخر القصة. وروى صاحب العقد العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي أن عبد الله بن عمر دخل على ابن جعفر، فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال ابن عمر : هل ترى بذلك بأساً ؟ قال: لا بأس بهذا. وحكى الماوردي[18]عن معاوية، وعمرو ابن العاص أنهما سمعا العود عند ابن جعفر. وروى أبو الفرج الأصفهاني أن حسان سمع من عزة الميلاء الغناء بالمزهر بشعر من شعره. وذكر أبو العباس المبرد نحو ذلك، والمزهر عند أهل اللغة العود، وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع من جواريه قبل الخلافة .
ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاوس، ونقله الحافظ بن قتيبة، وصاحب الإمتاع عن قاضي المدينة سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري من التابعين، ونقله الحافظ أبو يعلى الخليلي في الإرشاد عن عبد العزيز بن سلمة الماجشون مفتي المدينة.
وحكى الروياني عن القفّال أن مذهب مالك بن أنس إباحة الغناء بالمعازف، وهي الآلات الشاملة للعود وغيره. وحكى الأستاذ أبو منصور، والفوزاني في العمدة عن مالك جواز العود .
وذكر أبو طالب المكي في (قوت القلوب) عن شعبة أنه سمع طنبوراً في بيت المنهال بن عمرو المحدث المشهور. وحكى أبو الفضل بن طاهر في مؤلفه في السماع أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود. قال ابن النحوي في العمدة: قال ابن طاهر هو إجماع أهل المدينة, قال ابن طاهر: وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة. قال الأدفوي : لم يختلف النقلة في نسبة الضرب بالعود إلى إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن عوف انتهى. وإبراهيم المذكور من أئمة الحديث المتوسعين في الرواية، أخرج له الجماعة كلهم، وحكي صاحب الإمتاع إباحة العود عن أبي بكر بن العربي وجزم الأدفوي بعد أن استوفى أدله التحريم والجواز بأن المتجه فيه الإباحة هكذا في كتابه المعروف بالإمتاع في أحكام السماع؛ وهو كتاب لم يؤلف مثله في بابه وقد ألف أبو الفتوح الغزالي كتاباً سماه : (بوارق الإلماع في تكفير من يحرم السماع)؛ وهذه التسمية في غاية الشناعة ، ولكنه كان يذكر في ذلك الكتاب مثلاً حديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم سمع الجواري يغنين بالدف كما في حديث الربيع بنت معوذ بن عفرا، ثم يقول بعده : فمن قال أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع حراماً، وما منع عن سماع حرام، واعتقد ذلك، فقد كفر بالاتفاق . وساق الأدلة في هذا المساق" أ.هـ.
مع كل الحب
عدنان أبوشعر
الهوامش:
[1]- يلخص ما ذهبت إليه عنوان كتاب الإمام الشوكاني: (إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع)، والذي ختمه بقوله:" إنّ في الناس من يوهم لقلة عرفانه بعلوم الاستدلال، وتعطل جوابه عن الدراية بالأقوال أن تحريم الغناء بالآلة وغيرها من القطعيات المجمع على تحريمها وقد علمت أن هذه فرية ما فيها مزية وجهالة بلا محالة، وقصور باع بغير نزاع، فهذا هو الأمر الباعث على جمع هذه المباحث، كما لا يخفى على عارف أن رمي من ذكرنا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وجماعة من أئمة المسلمين بارتكاب محرم قطعاً من أشنع الشنع، وأبدع البدع، وأوحش الجهالات وأفحش الضلالات؛ فقصدنا الذب عن أعراضهم الشريفة والدفع عن هذه الجناب للعقول السخيفة "..
[2]- عن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اسْتَفْتِ قَلْبَكَ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَـيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَـيْهِ الْقَلْبُ وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِـي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِـي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْك ".أخرجه الإمام أحمد والدارمي بإسناد حسن.
[3]- يتجسد هذا حين الاستماع لعزف فريد الأطرش على عوده (الربيع على سبيل المثال).
[4]- ديمتري ماندلييف: (Dmitri Ivanovich Mendeleyev)، كيميائي روسي (1834 –1907)، له شهرة كبيرة لأنه هو وعالم أخر كانا أول من فكر في النسخة الأولي من الجدول الدوري للعناصر. وعلى عكس الذين ساهموا في فكرة الجدول الدوري, استطاع مندليف توقع الخواص الكيميائية للعناصر التي لم تكتشف في وقتها. وفى حالات عديدة غامر بالسؤال عن دقة الأوزان الذرية المقبولة وقتها, وكان يجادل بأنها لا تتطابق مع المتوقع لها بواسطة القانون الدوري, وقد أثبتت الأبحاث لاحقا صحة كلامه". نقلاً عن ويكيبيديا.
[5]- " المراد بالقينة الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب، و غناء الأجنبية للفسّاق و من يخاف عليهم الفتنة حرام". الغزالي، أبو حامد، إحياء علوم الدين، ص 1148.
[6]- كمهنة فتيات [ الجيشا ] في اليابان نسخة مكررة عن أسلوب البغايا في الجاهلية.
[7]- في سنده ضعف؛ فمن رواته أبو نعيم - عبيد بن محمد - وهو ضعيف، وهو يروي عن ابن المبارك ولم
يبلغه، وفية مالك وهو منكر جدا، ومالك هذا يرويه عن ابن المكندر مرسلا.
[8]- انظر كتاب المستطرف للأبشيهي، الباب الثامن والستون في الأصوات والألحان وذكر الغناء، ج2،ص235.
[9]- بهاء الدين الأبشيهي (790 - 850هـ/1388 - 1446م) الأبشيهي أو الإبشيهي: نسبة إلى قرية (أبشُويه) من قرى محافظة الغربية بمصر. كاتب وشاعر، جالس علماء عصره وأئمتهم ونقل عنهم، وأخذ عنه طائفة من العلماء. وقف حياته على الأدب والتأليف فيه وفي غيره، أشهر تصانيفه كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف»، وقد جمع فيه موضوعات في العلم والأدب وأحاديث نبوية وأمثالاً شعرية ومسائل لغوية وحكايات هزلية وجدية وأساطير شعبية، كما جمع فيه حكماً ومواعظ دينية وأخلاقية، وفوائد علمية وتاريخية وجغرافية ومنتخبات من الشعر والنثر، وكانت غايته أن يجمع طرفاً من كل فنٍ وعلم بالمعنى الواسع. (نقلاً عن موقع الموسوعة العربية).
[10]- الإمام الشوكاني)1173هـ=1760م/1250هـ=1834م) هو : أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد الشوكاني.ولد في بلدة "هجرة شوكان/اليمن". تربى في بيت علم وفضل، استطاع الشوكاني أن يستفيد من علماء عصره ، وما أكثرهم، فأخذ يطلب العلم بجميع فنونه. وظل هكذا ينتقل بين العلماء، يتلقَّى عليهم ، ويستفيد منهم ، حتى صار إماماً يشار إليه بالبنان، ورأسا يرحل إليه، فقصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه، من اليمن والهند، وغيرهما حتى طار صيته في جميع البلاد، وانتفع بعلمه كثير من الناس. وقد تأثر الإمام الشوكاني بشخصيَّات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله أمثال إمام الدنيا ابن حزم الأندلسي ( ت 456:هـ )، وشيخ الإسلام ابن تيمية ( ت: 728 هـ.). من تلاميذه: العلامة إبراهيم بن عبد اللّه الحوثي. يرى الشوكاني أن طرق المتكلمين لا توصل إلى يقين، ولا يمكن أن تصيب الحق فيما هدفت إليه. و تفقه الشوكاني في أول حياته على مذهب الإمام زيد بن علي بن الحسين، ثم اختار لنفسه مذهباً لا يتقيد فيه برأي معين من آراء العلماء السابقين، بل على حسب ما يؤديه إليه اجتهاده، وهذا ما يلحظه القارئ لكتابه " نيل الأوطار " حيث ينقل آراء ومذاهب علماء الأمصار، وآراء الصحابة والتابعين، وحجة كل واحد منهم ، ثم يختم ذلك ببيان رأيه الخاص، مختاراً ما هو راجح فيما يقول .ويرى أن الاجتهاد قد يسره الله تعالى للمتأخرين، وأنه أصبح ميسوراً أكثر مما كان في الصدر الأول.
(نقلاً عن موقع الهندسة نت:
http://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=71788 بتصرف).
[11]- أبو القاسم بشير بن منصور البغدادي المتوفى سنة 302هـ/914 م. عاش في كنف الدولة الطولونية، وتفقه على المذهب الشافعي.
[12]- ولد بأرض الحبشة وأمه أسماء بنت عميس، وهو آخر من رأى النبي من بني هاشم وفاة، سكن المدينة، ولما استشهد أبوه جعفر بمؤتة «أتى النبي إلى أمهم فقال: ائتوني ببني أخي، فأتي بهم كأنهم أفرخ، فدعا بالحلاق فحلق رؤوسهم ثم قال: اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقته، فجاءت أمهم فذكرت للنبي أنه ليس لهم شيء، فقال أنا لهم عوضا من أبيهم». وقد بايع النبي عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير وعمرهما سبع سنين، وهذا لم يتفق لغيرهما، وكان عبد الله بن جعفر من أسخى الناس. (عن البداية والنهاية لابن كثير، ج9).
[13]- القاضي المسلم الفقيه المحدث الشاعر شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم الكندي، وهو قاضي الكوفة لستين سنة، قال فيه علي بن أبي طالب هو أقضى العرب عاش مائة وعشر سنين وتوفي سنة 78هجرية وقيل ثمانين وترك القضاء قبل موته بسنة واحدة. دخل في الإسلام في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقيل لم يحظى بالصحبة وقيل حظي بها حيث كان باليمن فيعد من التابعين وأنتقل من اليمن زمن الصديق وحدث عن كبار الصحابة. حدث عنه ابن سيرين، والشعبي والنخعي، وقيس بن أبي حازم، وتميم بن سلمة. كانت وصية عمر بن الخطاب له في القضاء: ( إذا أتاك أمر في كتاب الله، فاقض بهِ، فإن لم يكن في كتاب الله وكان في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاقض به فإن لم يكن فيهما فاقض بما قضى به أئمة الهدى، فإن لم يكن فأنت بالخيار إن شئت تجتهد رأيك وإن شئت تؤامرني [تستشيرني] ولا أرى مؤامرتك إياي إلا أسلمُ لك). ولاه عمر بن الخطاب قضاء الكوفة على مائة درهم وظل قاضيها ستين سنة ووفد زمن معاوية بن أبي سفيان إلى دمشق ولما عزله عبد الله بن الزبير عن القضاء أعاده الحجاج بن يوسف الثقفي بعدها وتولى قضاء البصرة عاما واحداً. (نقلاً عن ويكيبيديا بتصرف).
[14]- فقيه الفقهاء وسيد التابعين سعيد بن المسيب القرشي المخزومي، ولد لسنتين من خلافة عمر( رضي الله عنه) وقد روي عن عدد من الصحابة وبعض أمهات المؤمنين وكان أعلم الناس بقضايا رسول الله( صلى الله عليه وسلم) وقضاء أبي بكر وعمر( رضي الله عنهما). أبرز من تلقى العلم عنه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. كان عبد الله بن عمر يرسل إليه يسأله عن قضايا عمر وأحكامه. وقد بلغ من الثقة في علمه وفقهه أنه كان يفتي والصحابة أحياء، وتزوج ابنة أبي هريرة. كان سعيد يتحاشى الخوض في تفسير القرآن من باب الورع، وكان لا يقول في القرآن من باب الورع. وقد عاش سعيد حياة طويلة امتدت حتى بلغ الثمانين. توفى عام 94 هـ بعد أن قدم القدوة للعلماء وأهل الفتوى في الاعتزاز بالحق.
[15]- أبو محمد عطاء بن أبي رباح أسلم بن صفوان (27 هـ-114 هـ) مولى آل أبي خيثم الفهري القرشي من أصول نوبية، فقيه عالم محدث، من أجلاّء الفقهاء والتابعين في القرن الأول والثاني الهجريين. ولد عطاء بن أبي رباح في (جند) باليمن ونشأ بمكة، وتعلم من علمائها. أخذ عن عائشة وأبي هريرة وأم سلمة وأم هانئ وابن عباس وعبد الله بن عمرو وابن عمر وجابر وابن الزبير ومعاوية وأبي سعيد وعدة من الصحابة ومن التابعين، حدث عن عبيد بن عمير ومجاهد وعروة وابن الحنفية وغيرهم كثير. وأخذ عنه الأوزاعي وابن جريج وأبو حنيفة والليث. وحدث عنه مجاهد بن جبر، وأبو إسحاق السبيعي، وعمرو بن دينار، وقتادة، وعمرو بن شعيب، والأعمش، وأيوب السختياني، ويحيى بن أبي كثير، وكثير غيرهم. توفي في مكة. (نقلاً عن ويكيبيديا).
[16] - هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزُهري، من بني زُهرة بن كلاب، كبير المحدثين وإمامهم بلا منازع، تزخر كتب الحديث الستة وخاصة الصحيحين بأحاديثه المسندة. تابعي من أهل المدينة، أول من دوّن الحديث، وأحد أكابر الحفاظ والفقهاء. كان يحفظ ألفين ومائتي حديث نصفها مسند، وروي عنه أنه كان يسير ومعه الألواح والصحف، ويكتب كل ما يسمع. نشأ فقيراً فأكب على العلم، ولازم بعض صغار الصحابة وعلماء التابعين، فمن الصحابة أمثال:أنس بن مالك، وسهل بن سعد الساعدي، ومن التابعين، فقهاء المدينة السبعة، وعبيد الله بن عمر، وغيرهم من كبار التابعين. قال الامام أحمد بن حنبل: أصح الأسانيد الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه. توفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة 124 هـ ودفن بشغب،آخر حّد الحجاز وأول حد فلسطين. قال الزبير بن بكار: مات وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
[17] – عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار أبو عمرو الهمداني ثم الشعبي. كان ضئيلاً نحيفاً. ولد لست سنين من خلافة عمر بن الخطاب 16للهجرة=637م، وقيل غير ذلك. حدّث عن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعائشة وميمونة أمهات المؤمنين وعن عبد الله بن عمر، يقول أدركت خمسمائة من الصحابة. من أقواله أصبحت الأمة على أربع فرق:محب لعلي مبغض لعثمان، ومحب لعثمان مبغض لعلي، ومحب لهما، ومبغض لهما، قلت من أيها أنت، قال مبغض لباغضهما. سير أعلام النبلاء .
[18]- الإمام الماوردي هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي ( 1058 ميلادية ) أكبر قضاة آخر الدولة العباسية، صاحب التصانيف الكثيرة النافعة، الفقيه الحافظ، من أكبر فقهاء الشافعية و الذي ألّف في فقه الشافعية موسوعته الضخمة في أكثر من عشرين جزءًا. ولد الماوردي في البصرة عام 364 هجرية، لأب يعمل ببيع ماء الورد فنسب إليه فقيل "الماوردي".كان يعلم الحديث وتفسير القرآن. لقب عام 429 هـ تلقب بأقضى القضاة، وكانت مرتبته أدنى من قاضي القضاة، ثم بعد ذلك تولى منصب قاضي القضاة.
نشأ الماوردي، معاصرا لخليفتين من أطول الخلفاء بقاء في الحكم: الخليفة العباسي القادر بالله، ومن بعده ابنه القائم بأمر الله الذي وصل الضعف به مبلغه حتى إنه قد خطب في عهده للخليفة الفاطمي على منابر بغداد. كان الماوردي ذو علاقات مع رجال الدولة العباسية كما كان سفير العباسيين ووسيطهم لدى بني بويه والسلاجقة. بسبب علاقاته هذه يرجح البعض كثرة كتابته عما يسمى بالفقه السياسي. ومن كتبه في هذا المجال: أدب الدنيا والدين، الأحكام السلطانية، قانون الوزارة. أما كتبه الأخرى فمنها: سياسة أعلام النبوة تفسير القرآن "النكت والعيون" ، وقد نال الأخير عناية المفسرين المتأخرين ونقلوا عنه، ومن أهم مؤلفاته كتاب( الحاوي الكبير) في فقه الشافعية في أكثر من عشرين جزءًا. كابن الجوزي في زاد المسير، و القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن.
اتهم الماوردي بالاعتزال و لكن انتصر له تلميذه الخطيب البغدادي، فدافع عنه ودفع عنه الادعاء. توفي في يوم الثلاثاء سلخ شهر ربيع الأول من سنة 450 هـ، و دفن من الغد في مقبرة باب حرب، و كان قد بلغ 86 سنة، و صلى عليه الإمام الخطيب البغدادي.