الطاعون يحصد أرواح الليبيين .. والمصريون يستنفرون على الحدود
تسود هذه الايام حالة من الذعر بين الليبيين منذ الأسبوع الماضى بعد اعلان اكتشاف مرض"الطاعون"مؤخرا الذي ظهر في مدينة "طبرق" منذ أكثر من شهرين ـ في ظل تكتم شديد من السلطات الليبية حول المرض الذي لم تعلن عنه وزارة الصحة الليبية الا بعد حدوث وفيات بين المصابين بالمرض الذي ظهر منذ اكثر من شهرين .
فقد ذكرت مصادر صحفية ليبية أن عددا من المواطنين بمنطقة بطرونة 30 كيلو جنوب مدينة طبرق أصيبوا بمرض غامض وفارقوا الحياة بعد نقلهم لمركز البطنان الطبى، وبعد ذلك حدثت عدة وفيات لم يعرف سببها خلال الأسبوع الماضى، ونقل ثلاثة أفراد من أسرة واحدة من منطقة الطرشة بالقرب من منطقة بطرونة توفى أحدهم وما زال الآخران فى العناية الفائقة.
وقد انتقل الذعر الى المصريين خاصة في المناطق المحاذية للحدود الليبية في محافظة مطروح عقب ظهور وباء الطاعون جنوب مدينة طبرق العلى بعد 150 كيلو من الحدود المصرية و1500 كيلو عن العاصمة الليبية طرابلس.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية عصر اليوم الاثنين، أنها بصدد إعداد مجموعة من الإجراءات الوقائية بالمستشفيات، خاصة مستشفيات الوجه البحرى ومرسى مطروح والعلمين وعلى الحدود، للتصدى لخطر انتشار وباء الطاعون قبل دخوله إلى مصر عن طريق ليبيا.
وأرسلت وزارة الصحة المصرية فريقين على أعلى مستوى طبى وفى طريقهم من القاهرة إلى السلوم، كما تقوم الوزارة بإنشاء معمل تحاليل ميدانى ومعزل على هضبة السلوم بالقرب من المنفذ لاستقبال واحتجاز أى حالات يتم اكتشافها، بالإضافة إلى وجود 7 سيارات إسعاف بمدينة السلوم فى حال استعداد تام لأى طارئ.
وأكدت وزارة الصحة الليبية بأنها تبذل جهوداً كبيرة فى مدينة طبرق والمناطق التى حولها لتطويق مرض الطاعون الذى ظهر فى المنطقة، وسجلت فيه وفاة حالتين و24 حالة تتلقى العلاج بالمستشفى، كما بدأت فى تطعيم سكان المنطقة ومنع الدخول أو الخروج من المنطقة الموبوءة.
وصرحت مصادر ليبية بوجود تحركات على أعلى مستوى من السلطات الليبية لمحاصرة الوباء وعزل المنطقة المصابة، وأن كلاً من الدكتور محمد حجازى أمين (وزير) اللجنة الشعبية العامة للصحة ومصطفى عبد الجليل أمين اللجنة الشعبية العامة للعدل واللواء عبد الفتاح يونس أمين اللجنة الشعبية العامة للأمن العام، إضافة إلى أبو بكر المنصور أمين اللجنة الشعبية العامة للزراعة، متواجدون حالياً فى طبرق للمتابعة عن قرب.
يشار الى أن أمين اللجنة الشعبية العامة للصحة الليبية قال في أول تصريح له أول من أمس بعد زيارته لاستطلاع المرض في مدينة "طبرق" الليبية بان المرض هو نوع من الطاعون يطلق عليه " طاعون دموي "يصيب حيوان ات قارضة مختلفة كالجرذ وغيرها، وتحصل العدوى من حيوان لآخر عن طريق البراغيث ومن ثم ينتقل للإنسان ، وأن عدد الإصابات ثلاثة عشر توفيت حالة منها قبل تشخيصها . وطمأن المواطنين بأن هذا النوع من الطاعون غير معدي ولا حاجة للخوف منه.