لملمت أقلامي
لملمتُ أقلامي بعد أن طردتها
لتعود إلى يديّ الباردتينْ
فيحيوا ذكرى الشّعر الحارقة
ويصوّروا فتاة الأحلامْ
وقلتُ لهم كونوا صادقينْ
في وصف سكرات العاشقْ
في وصف الآلامْ
فضحكوا من سذاجتي
وخفّة عقلي
وسُخْفِ الكلامْ
ووصفوني بصاحبة مزاحٍ ثقيلْ
ونعتوني بمجنونة الليلْ
وأرشدوني كي أعمل بالأزلامْ
وبالله لا ألومهم ...
فكيف سيكتبون عن الحبِّ
وأعلى درجات الهيامْ
كيف سيصفون القلبَ
بعد الحبِّ وما حلّ به من انقسامْ
كيف سيحكون عن دمعاتٍ
لم يذوقوا طعمها
حتّى في دنيا الأحلامْ
وعن روحٍ صارت مجنّحةً
فلا تَدري كيف تسوسها
وتمسك بالزّمامْ
فكيفَ..فكيفَ..فكيفْ
والأقلام تظنّ أنّ كلّ هذا مجرّد أوهامْ
العشقُ والغرامُ والهيامْ
أكاذيب وخرافات أساطيرٍ
يرويها من يريد أن يلقى
قليلاً من الاهتمامْ
فارحلي أيّتها الأقلامْ
ارحلي ولا تدعيني أراكِ
بعد أن نسيت سرّ الأيّامْ
أو هل يخفى عن ذهنكِ
ما كان يحيي الأقوامْ
ما يجعل الطّير يغنّي
ما يطيب الزّهر بهِ
ما يخلق من المضغة عظامْ
فارحلي .. فأنا أكره العامينَ
عن قلوبٍ لم يُدْمِهَا
سوى بُعد المحبوبة
وما يخلّف من سهامْ
ففكّري جيّداً بما قلتُ
ولا تكوني لكلماتي
وصدقها أصنامْ
وتأكّدي .. أنّ غير الحبّ فانٍ
في مثل هذا الكونْ
وفي مثل هذه الأيّامْ .
مع خالص حبّي
نورا كريدي