صباحا يغنّي
http://belahaudood.org/vb/showthread.php?p=87743#post87743

صباحا يغني: للشاعرة نادية كيلاني


مَنَحْـتُـكَ قَلْـبًـا ثَـرِيَّـاًّوَعِـطْــرَا......وَجَمَّلْـتُ يَـوْمَـكَ وَرْدًاوَسِـحْـرَا


3* 1 3* 2* 3* 2* 3* 2 .......3* 2* 3* 1 3* 2* 3* 2

م*/ع = 12/2 = 6.0



كَـأَنِّـيْ أنـاديـك فـي بـطن وادٍ....عَـلَـيْـهِ طَـلاَسِـمُ تُبْـقِـيـهِ قَـفْــرَا


3* 2 3 2 3 2* 3 2* 3 1 3 1 3* 2 3* 2


م*/ع = 5/ 9 = 0.6

في البيت الأول – وهو مطلع القصيدة - ذكر الوصل والبذل فيه مع ما يرافق ذلك من نشوة ادكار أجوائه أو حسرة معاناة فقده ، وكلاهما مهيجان للنفس فيرتفع المؤشر ...6.0
ولولا التقفية في الصدر لكان المؤشر (12+ 1) / (2-1) = 13.0

في البيت الثاني وهو آخر بيت في القصيدة
حزن يشير المؤشر إلى أنه مشوب بنوع من الاستسلام الذي يهيمن على النفس فينخفض المؤشر.

فلنلاحظ هنا أن مؤشر البيت الأول عشرة أمثال مؤشر البيت الثاني

ولو قالت الشاعرة :


هتفتُ وأنتَ ببئرٍ قصيٍّ ....... من الحبّ أفلسَ فانقضّ قفرا


3* 1 3* 1 3* 2* 3* 2* ......3* 2* 3* 1 3* 2* 3* 2


م/ع = 12/1 = 12.0

ولكان استحضار مؤشر هذا البيت بصيغته هذه مؤحيا بحزن مشوب بالنقمة والهياج.

ولكن المتتبع لأبيات القصيدة يتوقع نهاية القصيدة بالحزن الهادئ لأن سياق الأبيات يغلب عليه الادكار الرومنسي. ويبدو تململها المنضبط في آخر بيتين فقط

ومن المناسب أن نستعرض الأبيات لنرى كيف أنها مقدمة مناسبة لنهاية هادئة الحزن تحمل من الأمل الخفي أكثر مما تحمل من التذمر الظاهر

الفقرة الأولى وهي تذكير ببذل الشاعرة الذي يختلط بالغزل :


مَنَحْـتُـكَ قَـلْـبًـا ثَـرِيَّــاًّوَعِـطْـرَا ... وَجَمَّلْـتُ يَـوْمَـكَ وَرْدًاوَسِحْـرَا


عَلَى عَرْشِ صَدْرِي تَبِيتُبِحُـبٍّ ... ... ... وَفِـي نُورِعَيْنَـيَّ صَلَّـيْـتَفَـجْـرَا


وأشَدَو لقلبـكَ فِــي كُلِّيَــوْم ... ... أُحِـبُّـكَ حُـبًّـا يُـعَـمَّـرُدَهْــرَا


وَأُرْسِـلُ طَيْـرِي يُتـرجمعَـنِّـي ... صَبَاحًـا يُـغَـنِّـيْ يُـرَتِّــلُظُـهْـرَا


وَمُهْجَةُ قَلْبِـي اسْتَحَالَـتْغِنَـاءً ... ...تُنَـبِّـيءُ حُـبِّــكَ سِـرَّاوجـهـرا


عَصَافِيرُ صَدْرِي تُشَقْشِقُ حرفا ... ... يَـخُــطُّ بِـسِـفْـرٍ بِعَيْـنَـيْـكَيَــقْــرَا


كَتَبْـتُكَ شِـعْـرًا وَنَـثْـرًا وَذُبْـنَــا ...... بِـحَـرْفٍ أَنِـيـقٍ تَـفَـرَّدَاسِحْرَا


الفقرة الثانية التي تذكره بسابق تقديره لها


أَمَـا كُنْـتَ تَدْعُـو سُجُـودًالِرَبِّـي ... ... يَـجُـودُ بِمِثْـلِـي عَبِـيـرًاوَزَهْــرَا


وَبِــتَّ الْلَيَـالِـي بِـعُـرْيِفَـضَــاءٍ ... ...وَتَـذْرِفُ دَمْعَـكَ شَوْقًـاوَجَـمْـرَا


وَتَلْـمَـسُ نَجْـمًـا لِأَنِّـــي ... ...نَـطَـقْـتُ بِفَـائِضِ عِـشْـقٍ يُعَلِّـيكَ قَـدْرَا


الفقرة الثالثة وهي انتقالية بين الفقرتين السابقتين وبيتي الخاتمة


بِتَحْنَـانِ قَلْـبِـي شُفِـيـتَ جِـرَاحًـا ... ... وَكُنْتَ المَلُولَ فَمَا طِقْـتَ صَبْـرَا


بيتا الخاتمة ولو حذفا لخلنا القصيدة غزلية مشوبة بعتاب رقيق.


وَهـا أَنْـتَ تُنْكِـرُ مَـا قَـدْصَنَعْـتُ ..... وَتَشْـكُـو فَـرَاغًـا بِقَـلْـبِـكَ مُـــرَّا


كَأَنِّـيْ أنـاديك فـي بـطن وادٍ ... ... ...عَلَيْهِ طَـلاَسِــمُ تُبْـقِـيـهِ قَـفْــرَا


وهكذا فالسياق ينبئ بالبيت الختامي الحالي بمؤشره المنخفض الذي يوحي بالتضرع له بالعودة تضرعا مغلفا بالعتاب والحزن الذين تخترقهما أشعة م/ع لتبين حقيقتهما. وسياق القصيدة لا ينبئ بغير بيت النهاية هذا ذي المؤشر المنخفض. وليس بسواه كالبيت البديل ذي المؤشر المرتفع

وسيكون من المفيد لمن يريد أن يدرس م/ع أن يتناول بقية الأبيات فلعل مؤشراتها تضفي المزيد من الضوء على خلجات النص.
للمزيد حول م/ع :