تغريدات من خارج السرب...بقلم آرا سوفاليان
القضية الأرمنية...مسألة غير مفهومة من قبل بعض المغردين من خارج السرب، وهم بالطبع من غير الأرمن، ربما لأن المسألة لا تعنيهم، ولأن الحرق يؤلم المحترق، أما المتفرج ففي أفضل الأحوال يشفق أو لا يهتم.
يقول مغرد من خارج السرب موجهاً كلامه لي: مضى على القضية 98 سنة والقتلة المنفذين هم الآن في دار الحق والمسامح كريم.
ـ نعم نعم مضى 98 سنة على جريمة الابادة العنصرية التي نفذها الاتراك بحق الأرمن والمسامح كريم ولكن بعد اعادة الأرض والتعويض... المصيبة ان ارضنا ضاعت وجبالنا وانهارنا وبحيراتنا ومزارعنا ومدارسنا وكنائسنا وكروم العنب وبيارات البرتقال واشجار المشمش ومعهم مليون ونصف قتيل...القتلى لا يمكن تعويضهم فبعد 98 سنة هناك 70 ألف أرمني في كل ارمينيا الغربية (تركيا) وهم في استمبول وبأسماء أو كنيات تركية،...المؤلم ان تجد ورثة هؤلاء القتلة وهم ينعمون بأرض وطنك حتى اليوم وانت مرمي في ديار الله الواسعة بدون وطن وأهلك أجزاء في نصب تذكارية على طرق الابادة وعظامهم هناك في قبور جماعية أو في قاع الأنهار أو قاع الأبيار...المسامح كريم ولكن كيف يسامح هذا الكريم ووطنه بيد اللئيم؟ كيف يسامح هذا الكريم ووطنه بيد الغزاة؟ ودماء أجداده وعظامهم تشتبك مع ذرات التراب، وتدخل في سنابل القمح وعناقيد العنب وحبات المشمش التي يلتهمها الغزاة، وأصحابها الحقيقيون ذبحوا ومددوا قسراً تحت التراب وأولادهم وأحفادهم لا يزالون يبحثون عن وطن...أرمن الشتات في المغترب وعلى ابواب السفارات، صورهم ضائعة وأسماؤهم ضائعة ونفوسهم ضائعة هنا وهناك، ارمينيا المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفياتي دولة صغيرة جداً وبموارد شحيحة لأن الموارد الاخرى الغير شحيحة هي بأيدي اللئام، والكثافة السكانية فيها عالية جداً 103 انسان على كل كيلو متر مربع، ولأن معظم اراضيها جبال وعرة فإن معدل توزع السكان هذا على المساحة يعتبر مضللاً لأنه يجب استبعاد الاراضي الوعرة الغير قابلة للسكن من هذا المعدل وعند ذلك ستكون الكثافة السكانية مروعة، ومع ذلك فإن جمهورية ارمينيا الفتية لم تبخل بمنح الجنسية الأرمنية لكل الأرمن المشردين خارج أرمينيا والمتوزعين في جنبات الأرض.
نسامح؟؟؟...ممكن ولكن كيف!!!...إن لم تكن أرمنياً يا سيدي فإنك ستقضي عمرك كله دون أن تفهم معاناتنا.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 02 04 2013
arasouvalian@gmail.com