منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    على درج الصحيفة.........عاقل محمد الخوالدة

    على درج الصحيفة
    قصة قصيرة
    عاقل محمد الخوالدة- الاردن
    الساعة الآن الثالثة مساء ولا زالت بانتظار زوجها الطموح و الذي شجعه أصدقاؤه في العمل على ان يبحث عمن يحتضنه وينشر أعماله الأدبية،فها قد مرت الثلاثون من العمر وأوراقه لم تقرأ بعد وعلى أية حال اليوم سيقابل المقابلة النهائية في صحيفة أسبوعية تبحث عن كتاب مغمورين لتأخذ بيدهم ..
    هذه الصحيفة حائزة على كثير من الجوائز لرعايتها المواهب الشبابية المظلومة،لقد قال الناطق الإعلامي باسم الصحيفة قبل أيام أثناء استضافته في برنامج صباح الخير ان الصحيفة ترحب بأي كاتب من أبناء الوطن وقد أخذت على عاتقها رعاية أبناء أمتها من الكتاب والشعراء وكافة مجالات الأدب والصحافة .
    عندما بدأت بطهو الغداء كانت تحدث نفسها (الزوجة) :"زوجي سيصبح كاتب صحفي من الطراز الرفيع ،ستنشر له الصحيفة مقالا أسبوعيا سيعالج فيه قضية محلية بأسلوب شيق وبعبارات جذابة....
    زوجي سيجني الأجر الإضافي من الصحيفة مقابل المقالات فضلا عن راتبه الذي يتقاضاه من قسم المساحة في البلدية،سينضم زوجي إلى نقابة الصحفيين الأردنيين أو الى رابطة الكتاب الأردنيين، بل سينضم الى الاثنتين وسيتعرف من خلال عمله على شخصيات مرموقة وسيدبر لي فرصة عمل بموجب شهادة الدبلوم التي مضى على حصولي عليها سبع سنوات...
    بما ان زوجي سيصبح كاتبا وصحفيا معروفا سأقنعه بالرحيل إلى عمان وان كلف هذا الأمر تركه للعمل في البلدية ،أنا زوجة الكاتب والصحفي سأرتدي الملابس الفاخرة وسأغيض نساء البلدة جميعهن....... آه لن أنسى افخر الثياب التي لبسنها بعد ان باع أزواجهن أراضيهم فتفخفخوا بقسم منها وزجوا القسم الأكبر في البورصات ،الحمد لله لم يكن لدينا مال لنضعه في البورصة ونتورط......"
    أنهت الزوجة هذا الشريط من الهذاء عندما اشتمت رائحة البصل يحترق في المقلاة.... اضطربت قليلا ثم أطفأت الغاز و مالبثت ان هدأت وتذكرت ان زوجها الصحفي المنتظر سيحضر معه طعاما جاهزا من المطعم إذا ما نجح في المقابلة وذلك بمثابة حلوان ، وعلى أية حال انهمكت في جلي ما تبقى من الأواني وعاد هوس الخيال وأحلام اليقظة إليها من جديد.
    الباب الخارجي يفتح بهدوء ثم ينطبق بقوة ... كان ذلك الزوج (الصحفي المنتظر) ،جلس على الأريكة العتيقة باندفاع كأنما سقط عليها من السماء ....وجهه الشاحب ترتسم عليه شلالات العرق تمر في تجاعيده المتقاربة، تراخى في خلع الحذاء وتمتم بكلمات غير مفهومه بينما نظرت إليه الزوجة بحيرة، نظرت الى يديه، لم تر الأكياس!
    لعله وضعها قرب الباب كعادته يوم يستلم الراتب ،نظرة أخرى الى الباب ،الأوراق مبعثرة على الأرض ولاشيء سوى ذلك ...
    في تلك اللحظات بدأ هو بالشتائم على الصحافة والإعلام والأدب ووو....
    كانت الزوجة أثناء ذلك قد أخذت الصفحة الأولى من إحدى القصص بعنوان زوجتي أميرة نساء الحارة هكذا كان العنوان،قرأتها وهي ترتكي على باب المطبخ على أنغام شتائم زوجها الذي كان يقول :
    "الصحيفة سجن له مئة سجان ،بل ألف سجان، لقد بادر رئيس التحرير الذي قابلته بعد ان استعطفت سكرتيره البشع الهيئة بادر بقراءة إحدى القصص بالنقد الهدام وقال لي احد رفاقه في الصحيفة الجالس في الكرسي المجاور لمكتبه وهو يعفط سيجاره الفض: (منذ متى وأنت تكتب، قلت بلهفة: منذ تسع سنوات،قال وهو يضحك :ان طالبا في الابتدائية قد يكتب شيئا أجمل بكثير مما كتبت).
    أردت ان اصفعه لكنني تمالكت نفسي، أخذت النصوص من يده بقوة وخرجت من المكتب على صوت ضحك هؤلاء.
    وعلى درج الصحيفة استوقفني الفراش وقال لي: هل قابلت؟ فقلت له: نعم
    هز رأسه وقال: والنتيجة معروفة....رأيتك تحمل أوراقك وتسير لوحدك فعرفت ان مافيا الصحيفة لن تقبلك إذ ان المقبولين عادة ما يأتون برفقة الواسطة التي تفرضهم فرضا على هيئة تحرير الصحيفة، وعلى الأغلب فهم يشبعون نهمهم ونقصهم بنقد غيرهم دون التمعن بنتاجهم وتوبيخهم كراهية ان يزداد عدد المبدعين أو ان يظهر من هو أجدر منهم بالكتابة" وختم الزوج كلامه بان طلب من زوجته المنهمكة بقراءة القصة ان تحضر له أي شيء يطفئ جوعه الشديد
    قالت وهي تقرأ أسفل الصفحة:
    "الله يا حبيبي....... أأنا رائعة لهذه الدرجة، لقد جعلتني في قصتك كالفراشة التي تتنقل بين الزهرات بهدوء ورشاقة ،ما أجمل ذوقك في الكتابة ،،إنهم لايستحقون ان تكتب في صحيفتهم،حقا أنهم لايستحقون ....."
    لكنها لن تنسى أحلامها التي تبعثرت مثل أوراق زوجها تماما..
    خلع صديقنا حذاءه وبادرت الزوجة بجمع الأوراق بلهفة.....
    وانسدل الستار.

  2. #2

    رد: على درج الصحيفة.........عاقل محمد الخوالدة

    هي بداية الطريق لكل كاتب ينشد ربحا وينسى أننا في عالم لايقرا ...وربما لايعول كثيرا على القراءة ...وتبقى هواية إلا من دخل بابها بقوة وهؤلاء قلائل.
    اهلا باولى نصوصك الجميلة والدافئة كنت اترقب نهاية مفاجئة غريبة
    كل الدعاء لك بالتوفيق
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. ثلاث قنابل يدوية من أجل الحب.....عاقل محمد الخوالدة
    بواسطة عاقل في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-05-2011, 05:35 PM
  2. وداعا أبو علي... عاقل محمد الخوالدة
    بواسطة عاقل في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-02-2011, 09:34 AM
  3. الحب في سلة المهملات... عاقل الخوالدة
    بواسطة عاقل في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-21-2011, 02:36 PM
  4. شرقية غربية.....عاقل الخوالدة
    بواسطة عاقل في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-26-2010, 07:19 PM
  5. ورود من النظرة الاولى...عاقل محمد الخوالدة
    بواسطة عاقل في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-19-2010, 06:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •