مزبلة الحي .............محمد محضار
كان رجل يبول على الحائط بلا مبالاة , وفجأة ظهرت اِمرأة مجلببة , جلست تقضي حاجتها دون اهتمام بأحد, نظر الرجل إلى مؤخرتها باشتهاء ..المرأة غير آبهة به تتبرز بلذة..وجهها سمين كعجيزتها , اِبتعد الرجل وهو يلتفت مسترقا أنصاق نظرات إليها..عندما انتهت المرأة من التغوط قامت دون مسح.
جاء طفل وطفلة ثم بدآ أيضا بالتغوط وهما يُقلّبان الازبال المتراكمة أمامهما ..يبتسمان لبعضهما في وداعة وبراءة , الطفل يحمل تنكة صدئة , يتمتم ببضع كلمات ثم يُلقيها للطفلة, تتلقّفها بفرح , وتبدأ اللعبة , يلعبان بمرح, ويتغوطان بلذة ..عندما اِنتهيا من التغوط قاما بهدوء ونظرا الى مخلفاتهما ثم اِبتعدا..
من شرفة البيت كنت أراقب هذه الأحداث التي تتكرر يوميا..جاءت زوجتي وقالت بلهجة ساخرة:
-لوحة تشكيلية رائعة, أزبال من كل لون , تنكات ولدائن, بقايا خضر وفواكه...
اِبتسمت وقلت:
-ليث سلفادور دالي أو بيكاسو كانا حاضرين ..فهما سيضيفان إلى لوحاتهما الخالدةأجمل لوحة سوريالية في حياتهما..
ضحكت زوجتي وقالت:
-بل قل لوحة دادية
-لا فرق فالسوريالية والدادية قريبتان من بعضهما
-ترى متى ينتهى مهرجان الأزبال والغائط هذا؟؟؟
-عندما يفي مرشح دائرتنا بوعوده الإنتخابية
-يبدو أنه قلب لنا ظهر المجن وغيّر وجهه اللّطيف الأليف ولم نعد نرى له أثرا.
-لا يخرج عن الجماعة إلا اللئيم ..وكيف للمسكين ان يخرج عن صف باقي مستشاري البلدية الأنجال...فهم طينة واحدة وليس لنا إلا الصبر...........!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
محمد محضار 23 غشت 1993