أشكر اولا الصيدلانية نورا شرابي لإهداءها لي مجموعتها الاخيرة " أوراق الخريف" وقد كتبت على غلافها: قصص وخواطر.
وقد قرات المجموعة بلهفة وشوق، ووجد ماوجدت ، لذا فاعذريني وسامحني أستاذتي، فخير الأصدقاء من صدَقك وليس من صدّقك.
الغلاف كانا موفقا ومعبرا، رغم أنه كلاسيكي وبسيط جدا:
تلون بألوان الخريف، التي توحي بالحزن واليأس ربما.
فهل فعلا كانت المجموعة تعبر عن شخوصا نجدهم حولنا ، حيث نسمع لهاثهم من أول النص، وحزنهم عبر متن النص.
كانت الخواطر من البداية لعدة نصوص، تشي بلغة بسيطة ، وبوح طويل النفس:
تجلى أكثر ماتجلى بالنص:
(ألبوم صور)، وكأن المؤلفة تلوم من يراجع ذكرياته مرارا ، وكان المغزى في نهايتها:
ربما غيبوا ذكريتهم في غياهب صناديق مقفلة...لكن ليزيح الغبار عنها أو ليضيف إليها، لا ليغوص بها، فهو يخشى الغرق وقد عز المنقذون.
*****
ولكن سيدتي ماقصدك ليغوص؟
هل ليغرق؟ ومالفرق؟؟.
تتوقف الخواطر للصفحة 23 ونبدأ مشوار القصص بقصة:
(خطوة على الطريق):
وكانت فكرة ليست جديده لكنها عرضت بطريقة موفقة لرسام لايتقن فن تسويق لوحاته،لتعرض المؤلفة عضلاتها الخيرية وكانها اخت او ام لم يتبين لا هذا جيدا، وكيف تغسل بنطاله وتعيد القطعه النقديه له,هل توحي لنا بفقره؟ ربما.
المهم انها دفعت احداهن لتشتريها في المعرض مواساة له، فهل هذه هي الخطوة علي الطريق؟ نتساءل فقط.
*********
في قصة ام الفضل تتجاوز النصاب المعقول زمنيا وتقفز من تانيب الاستاذ وظلمه للطالب لزمن يصبح فيه طبيبا ناجحا!!!
في الصفحة 30 تقدم لنا المؤلفة مقال تحت عنوان متسولون) متسائلة:
-إلى متى سيبقى التسول جزءا من ذاكرتنا الثقافة ؟الخ..
تمنينا لو عالجتها منطقيا وماسببها وكيف نعالجها على ضوء الواقع التعس....او ببعض ايحاء من منطق التجديد والتفرد.
فضلا عن أنه مقال وليس خاطرة....
*******
تنحدر بعدها خواطر بطعم الوعظ تقريبا...فهل مكانها هنا؟.
*********
لكن ما يلفت النظر حقيقة القسم الاخير من الصفحة 87 الى الاخير ص 93 وهو حجم صغير نسبيا بالنسبة للكتب الأدبية،وفيها قدمت نمط أدبي : ق ق ج
نقدم نموذجا عنه:
قالوا له إن الأشجار تموت واقفة، فأمضى عمره مربوطا إلى شجرة.
هذا من يتبع سياسة الاولين التي قد لاتناسب ظروفه.
أو ربما كان لها مرمى آخر لكن:
سيدتي أجدت والله..فطوبى لك فعلا...عبر هذا النمط، فليتك تتخصصين فيه.
إن المجموعة متنوعة الأنماط الأدبية وكانه استعراض لمعرفة أيها أفلحت فيه.كنت أتمنى عليها لو عرضته على مختص ليقدم المجموعة على مسؤوليته، وبذلك تعرف أي الطرق تسلك.
كانت اللغة بسيطة سهلة ممتنعة واقعية لأبعد حد , وربما كان الأجدى بها إعطاء لمعة بديعية خيالية لدعم العنصر التشويقي فيها.
اخيرا من لا يجرب لن يصل، وأنت مثابرة مجتهدة كما عهدتك دوما.سررت جدا بهذه المجموعة وإلى الامام ياغالية.
د.ريمه الخاني.