الرحله رقم 1313
---------------------------------
فرحت اسرة الباش مهندس محمد بنبأ الترقية الى منصب مدير فرع الشركة العالمية بالقاهرة وقد تظاهر الباش مهندس بمشاركتهم الفرح فهذا ماكان يتمناه ويعمل بجهد ودون كلل للوصول اليه وهذا ايضا ما كان يخشاه ، تتصارع الهواجس فى عقله الباطن خوفا من متطلبات ذلك المنصب المرموق من ضرورة السفر فى رحلات شبه مكوكية الى المقر الرئيسى للشركة فى النمسا وما ينتج عن ذلك من ضرورة ركوب الطائرات وهذا اكثر ما يخشاه خاصة منذ ان بدأ يتابع حوادث الطائرات بالصحف ونشرات الاخبار ، لاحظت الزوجة ما يعترى زوجها من قلق وعلمت ما يدور بداخله فذكرته بأن الحوادث ايضا تقع للسيارات وان كل شىء بقضاء الله سبحانه وتعالى لكن هيهات فالهواجس عنده اصبحت حاله مرضية لايفيد معها النصح والارشاد ، مرت بضع شهور قبل ان يقع المحظور وتستدعى الشركة الام ممثلها فى القاهرة للسفر الى النمسا .
استقبل الباش مهندس نبأ استدعاء الشركة له بمزيد من القلق والخوف وظهرت على وجهه علامات الارتباك وحاول ان يصرف عنه الهواجس بالانهماك فى العمل وتجهيز الاوراق التى ستلازم حقيبة سفره -- كاد ان ينجح لولا ان وقعت عيناه على تاريخ السفر فوجده يوافق يوم 13 من الشهر مما ذاد من تشاؤمه وارتباكه ودفعه كل ذلك الى مغادرة مكتبه والذهاب الى منزله يخبر زوجته بكارثة السفر ربما يجد عندها ما يطمئنه ، وبالفعل نجحت الزوجة فى التخفيف عنه وشجعته على السفر
لم يذق الباش مهندس طعم النوم ليلة الجمعة واستقل عربة الشركة فى صباح السبت موعد السفر متجها الى مطار القاهرة وانهى اجراآت سفره وكاد ان يلغى سفره ويعود الى منزله مرة اخرى عندما لاحظ ان رقم الرحلة هو 1313مما يعنى مزيدا من التشاؤم -- وما ان اقلعت الطائرة حتى بدا الباش مهندس وكأنه فى شبه غيبوبة من شدة الخوف وها هى احدى المضيفات تطلب من الركاب ربط الاحزمة بدعوى ان الطائرة تمر بمنطقة مطبات هوائية فتمتم فى سخرية (هو احنا ماشيين فى شارع شبرا ولا ايه – هى المطبات ورانا ورانا ) وبينما هو يتذكر الحوادث التى تقع للسيارات نتيجه لمطبات الشوارع لا حظ ان هناك شخصا تقدم الى احدى المضيفات وهمس فى اذنها فبدا عليها الخوف والارتباك وما هى الا لحظات حتى امسك هذا الشخص مسدسا بأحدى يديه وقنبلة باليد الاخرى مهددا الجميع بعدم الاقتراب منه والا فجر الطائرة --
سادت حالة من الفزع والفوضى والصراخ بين الركاب واستغل احد افرد امن الطائرة الموقف فهجم على ذلك الشخص لكنه لم يستطيع السيطرة عليه تماما فتطايرت بعض الرصاصات الطائشة فى انحاء متفرقة من الطائرة وسقطت القنبلة من يد ذلك الشخص فأنفجرت ونتج عنها فتحة كبيرة بجسم الطائرة واشتعلت بها النيران وبدأت فى السقوط .
ادرك الباش مهندس انه هالك لا محالة وحاول الهروب من النيران لكن النار تحاصره من كل مكان وكأنها اشتعلت من اجله ، تذكر الباش مهندس ربه وتذكر ايضا اعماله السيئة فدعا الله ان ينقذه من تلك الكارثة على ان يتقى الله ويتوب عن افعاله لكن النار ما زالت تطارده وتحرق كل شىء حوله فقال ياربى اعطنى فرصة وسأصحح اخطائى سأتزوج السكرتيرة السابقة التى غررت بها وسأعترف لرؤسائى بأننى استخدمت الدسائس والاعمال القذرة للوصول الى هذا المنصب وابعاد المنافسين -- سأتوقف عن مطاردة النساء وسأخلص لزوجتى ، النار مازالت تطارده ، تحرق ملابسه ، لكنها لا تحرقه لا يشعر بلهيبها هههههههه صاح بأعماقه ، النار لا تحرقنى لقد غفر الله لى ، لقد غفر الله لى استجاب لدعائى ، لقد نجوت ، لقد نجوت ، وانا عند وعدى سألتزم بالتوبة ، لكن ساتريث قليلا ربما يكون هناك من تستر على فضيحة السكرتيرة السابقة ، ولن اخبر رؤسائى بافعالى القذره تلك الزيارة بل سأنتظر الفرصة المناسبة حتى لاافقد مركزى ووظيفتى -- مبدئيا سأكتفى بصلاة يوم الجمعة ولن اخرج الذكاة هذا العام و....... و......... وشعر بيد تهز كتفه وصوت حنون يقول استيقظ يا استاذ لقد وصلنا بسلامة الله