صرخات مائية عراقية حزائنيةلن يسمع آهاتها أحد
كنت ولازلت أتابع اخبار وطني العراق من كل حدب وصوب فلم إجد وطنا مشاكله بالملايين وحلولها بالمليمترات مع تعمدي عدم التجانس الرقمي والحجمي والمقارني... والغريب للعراقي في كل هذا الخضّم الكوكتيلي العجيب هو لاتوجد بارقة إمل صادقة او كاذبة أو ذات رونق ما، بحصول بهجة تقذف الواقع في محيط النسيان بل تبتدع الإحداث لنا أخبارا مؤلمة دائما ليس من نظرة سوداوية أقتنصتها بذائقيتي بل واقع الحال يصرّخ بواقعيتها.اليوم الحديث عن الماء.. نحن في الصيف القيظ التموزي لاهب رمضان على الابواب الكهرباء مشكلة منسية ولكن الماء من ضرورات الحياة لاغنى عنه بالمطلقية .. تواجهك الإحداث المائية التي تمرّ مرّ السحاب وتترك جبالا من التساؤلات والتفكير المستقبلي ماهو الحلّ؟ أسرد بعضها المنشور – المعلوم متيقنا يقين مجرى الدم في عروق البشرأن لاأحد يهتم ولااحد يسمع صراخ المنتظرين صحوة الحياة بتوفير الماء للعيش على الأقل..فهل في النشر وحده نداءات للحياة تقتنصها الرغبة الانسانية في ان يهتم بها مسؤول ما وتصبح على طاولته إذا؟.....
الخبر الاول اللا مسّر والمزعج حتى تسطيره: عن تعرض مئات الكيلو مترات المربعة في مناطق الاهوار في ذي قار،الى التصحر نتيجة شح المياه. وظهر ان مساحات الاراضي الزراعية المهددة بالتصحر ؟!بلغت نحو مليونين و881 ألف دونم، وان هذه المساحة تشكل نسبة تزيد على 54 بالمئة من مجموع المساحة الكلية لمحافظة الناصرية البالغة 5 ملايين و160 الف دونم. بل ان الاراضي المتصحرة أصلا بلغت مليوناً و836 الفا و900 دونم والتي تشكل 35.6 بالمئة من الأراضي + المرّشحة للتصحر وهي زراعية أصلا مليونين و881 ألف دونم؟!! طبعا ظاهريا لاتوجد إمكانيات ولاتخصيصات ولاكفاءات علمية وزراعية تُقيم الدنيا لحلّ هذه المعضلة!
الخبر الثاني: موضوع الأهوار ذو إهتمام عالمي معروف بيئيا.. ف مناطق الاهوار تشكل داعما رئيسا للتوازن البيئي هي ايضا لحقها الزحف الصحراوي وأدى الى تعرض عشرات الكيلو مترات المربعة منها الى التصحر على الرغم من البرامج التي اعتمدتها الوزارات المعنية في محاولة اعادة الحياة اليها. وبعد موجة الجفاف التي تعرضت لها الاهوار عام 2007 ؟بقيت العديد من تلك المساحات التي تقدر بمئات الكيلو مترات متصحرة خاصة في مناطق الاهوار الوسطى امتدادا لمحافظة ميسان ومناطق هور الحمار رغم دخولها ضمن مناطق الاغمار المتوقعة.وفي هذا الخبر وحده نعرف قيمة الإهتمام الملحوظ بشحة المياة وجفاف الاهوار الساحرة حدّ التصحّر!!
الخبر الثالث: وعذرا للنبرة التشاؤمية والحزائنية التي كنت اتمنى ان تصاحبها موسيقى تصويرية مؤثرة؟! عللها الموسيقى تثير إنتباه من بيده ناصية الامور المائية فيبحر ب زورقه في نهر تمنياتي!! طالب مدير ناحية سيد دخيل الحكومة المحلية في محافظة الناصرية، باعلان الناحية مدينة منكوبة؟!! بسبب هجرة اكثر من الف عائلة من الناحية بسبب الشحة الكبيرة في المياه التي تعانيها المدينة . وبسبب الظروف الجوية وموسم الصيف هاجرت اكثر من الف عائلة الى محافظات البصرة وكربلاء والنجف ومركز المحافظة ؟ تصوروا؟ الف عائلة بسكانها ونسائها وأطفالها وحيواناتها وذكرياتها تهجر منطقة كوارث أسميها؟ بسبب الماء في القرن الحالي دون ان يثير الأمر حفيظة أحد النواب الكرام ويدعو لجلسة برلمان طارئة للبحث عن حلول؟!! كم عراقي مثلي لايعلم بهذه الهجرة القسرية المؤلمة التوصيف؟ أين دور الاعلام المرئي وهو يبحث عن جداول صاخبة لمسلسلات رمضان وأبطالها وإكسواراتهم وووو وهنا تربض على عرش الالم وعرين الصبر مشكلة الف عائلة عراقية تركت مساكنها بسبب الماء؟ولم يآبه لها أحد حتى بتقرير تلفازي لتسطع معاناتهم أمام أخوانهم الذين لايعلمون حجم المعاناة جراء شحّ المياة وظهور حتى الافاعي السامة القاتلة كموسيقى تصويرية مصاحبة لمشاهد الهجرة والرحيل!.
الخبر الرابع: إنتاج بعض محطات الإسالة في محافظة ديالى مياها غير صالحة للشرب و يجري تزويدها للأهالي على نحو يثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب لخطورة ذلك على الصحة العامة".
فمثلا مركز ناحية جديدة الشط (30 كم شمال غرب بعقوبة) تصلها مياه غير صالحة للشرب"، " الأسر هناك لجأت إلى شراء قناني الماء المعدني للحفاظ على سلامة أفرادها من الأمراض"؟!! وهذا يحدث لاول مرة في الريف العراقي الزراعي المتعود على إستهلاك مائي بزخم معروف. دائرة بيئة محافظة ديالى قد حذرت الاهالي من خطورة تنامي ظاهرة تلوث الأنهر التي تزود محطات الإسالة الرئيسة بالمياه الخام وما لذلك من تأثير سلبي على الصحة العامة. بل أن نقص المياه الخام أدى إلى انخفاض إنتاجية محطات الإسالة المنتشرة في الأقضية والنواحي إلى نحو 30 بالمائة؟! مع العلم ان ديالى تعتبر سلّة غذاء العاصمة وهذا واقعها المائي!
الخبر الخامس: ياللترقيم؟! هل خطوات الالم والحزن في رحيق هذه المواضيع تستحق الترقيم والترقب؟ هل يلوح في الافق العراقي حل ما؟ تشهد المنطقة السادسة أحد مناطق حي العامل في محافظة كربلاء، تلوث مياه الاسالة بخطوط نقل المياه الثقيلة التي تصل الى دورهم عبر شبكات نقل المياه خاصة عند استخدامهم للمضخات ( الماطورات) بسبب تلكؤ احدى المشاريع الخدمية المقامة فيه . الازمة قاربت السنة والسبب مقاولة لم تكتمل وصار ضحيتها أن يشرب السكان ماء الاسالة مخلوطا بماء المجاري المتحد معه تحت الارض!!
لاأريد كتابة المزيد فهناك سد أليسو التركي الذي لوحده يستحق صفحات من تسطير الشجن المائي العراقي وهناك الاخبار المؤذية التي يشكل الصيف مادتها الدرامية لعدم توفر المسابح.... لاببطر التمني فقط فقد قرأت حدوث حالات غرق متعددة ففي بابل وحدها شهدت 38 حالة غرق للعام الماضي! آخر ماساوية المياه وشحتها خبر غرق ثلاثة أطفال في نهر الفرات بسبب طبعا غياب الرقابة البيتية وغياب وجود مسابح نظامية تكتظ بالراغبين بتمضية الوقت قتلا للحر الشاهر قنبلته الفتاكه لاسيفه على الناس في غياب إختراع تكنلوجي إسمه الكهرباء اللعينة ثم نقّلب المأساة لنجد وفاة؟ عذرا... فهذه الكلمات بحاجة لماء ترطيب شفاه كاتبها ولكن الماء هنا سلاح قاتل بوجوده اللا نافع مصحوبا بمياه المجاري والتصريف الصحي وبغيابه المؤلم! فمن يهتم؟!
عزيز الحافظ