منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم

    مقدمة كتاب أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم

    الحمد لله رب العالمين الذي منحنا وأفاء على عبد من عباده بقبس من نوره ليكون سببا لمن يهدى إلى صراط الله الذي له ما فى السماوات وما فى الأرض ويهتدي إلى الذى تصير الأمور إليه عاجلها وآجلها 0 فأطاع وتدبر وفكر وأمهر، وفهم وأعمل ، واستوعظ ووعظ ، وأنُعِم عليه فتنعّم وتضرع واصطبر، فنعم المُلهِم وسعد المُلَهَم 0 والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ومن تبع هداه إلى يوم الدين ، اللهم إنا نشهد أنه أتم الرسالة بكمال علمه ، وأدى الأمانة بكمال خلقه ، ونصح الأمة بتمام إخلاصه ، وكشف الله به الغمة فنعم الكاشف والمكتشف ، وعظُم القائد وحسُن المقتدى ،عليه الصلاة إلى يوم الدين ، وأتم التسليم إلى يوم أن نلقاه شفيعا عند عرش الرحمن الرحيم 0 الذي منّ علينا ورأيناه فى المنام العظيم ، فى يوم من أيام الأشهر الحرم ، ذي الحجة والحجيج يفيضون عند المقام ، فاللهم صلِ وسلم وبارك عليه صلاة إلى يوم أن نلقاه فى الميقات المحدد المعلوم0
    إن القرآن العظيم معجزة الله للناس والعرب خاصة لأنه من كلامهم وبكلامهم {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [يوسف2] والقرآن هو كنز ثمين مليء بالجواهر ، فمن يمن الله عليه ويرضى عنه يفتح عليه بفتح من عنده ويشرح له صدره وينير له بصيرته ويفتح له قلبه ليلقى فيه جوهرة مكنونة من القرآن {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ 000}الروم58] ويرسل القلب بهذه الجوهرة إلى عقل المخ ليفهم هذه الآيات ويخرج بمنتوج علم جديد 0 وهو صالح لكل زمان ومكان وفيه مالا يخطر على البال ومالا تدركه القلوب والعقول والأبصار، إلا من أذن له الرحمن ، وألهمه بنور من عنده { نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور35] ليعرف جوهرته من ذلك الكنز ويأخذها ، وإنني بفضل الله عثرت على منحته وهبته لى وعرفت طريق جوهرتي ، وأمسكت بتلابيبها وأخرجتها- بإذن من الله - للناس فى هذا الكتاب ، الذي أعده درة من درر كنز الرحمن القرآن المجيد ، وأتمنى من الله كما هداني وأنار بصيرتي وجعلني أستطيع أن أصوغ هذه الجوهرة من تعريف لأنواع القصص والفرق بينها ، وأصولها ، ومكوناتها ، وقواعدها ، وأسسها وقوانينها ، ومعاييرها ، وشروطها وأهدافها ، والوصول بالقصة إلى درجة من درجات الكمال ، وتصبح بها علما كاملا يستفيد منها أصحاب الشأن من المؤلفين بكل أنواعهم الذين اختلط عليهم الأمر وذهبت عنهم الفطرة السليمة التى كانت تحضهم على الإبداع السليم ، ولكن لاحتراف الكتابة والشهرة وبعض الأغراض الخبيثة لبعض النفوس المريضة الضعيفة صار الإبداع يخالف الفطرة السليمة ويخالف أوامر الله ونواهيه ، ويتجاوز وعده ووعيده إلى وعد الناس وجنتهم ومطالبهم لا إلى جنة الله ورضوانه ؛ بادعاء باطل أن الجمهور هو ما يحدد اتجاه الإبداع وكيفيته ، وأن المبدع حر فيما يبدع ، وهو ما – منّ الله به علينا - نريد تصويبه ليكون إبداعا يوافق شرع الله باليقين للقلب ، وعقيدة ونموذج إجابة لعقل القلب ، والفهم والربط لعقل المخ وإجباره لحكم عقل القلب {وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }الجاثية17 } وها هو العلم يأتيكم من القرآن 0 وكم كنت قلقا بشأن هذا الكتاب ولكن الله منّ علىّ وطمأنني ، فمن يرى الرسول محمداَ - صلى الله عليه وسلم - فقد رأى الحق 0 عن أبى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من رآنى فقد رأى الحق ، فإن الشيطان لا يتكوننى 0 عن أبى هريرة - رضى الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ، وما كان من النبوة فإنه لا يكذب [ رواه البخاري ومسلم ] ِ ولذلك بعون الله وحمده اطمأن قلبي ، وسيطمئن لرأى شيوخنا وعلمائنا وأساتذتنا المستنيرين الأفاضل فى الأزهر الشريف ، من أنهم سيرون فى هذا الكتاب الحق لما يمكن أن يسير ويكتب على هديه كاتب القصة الروائية وكاتب القصة الفنية الدرامية، والشيخ الواعظ الذي يبحث عن كيفية تجديد الخطاب الديني كما يطلب فضيلة شيخ الأزهر؛ لأن القص هو ما يستهوى النفوس ويشد العقول ويمتع القلوب 0 وأيضا الناقد الذي سيجد فيه علما تاما كاملا للقصة لما يجب أن تكون ويستطيع أن يكون لديه منهج علمي يتخذه مطية للنقد الصحيح الحسن الذي لا يستطيع أن يعارضه أو يرده أو يعلق على نقده أحد0
    {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29 [ص] إنه القرآن الكريم كتاب أنزله الله مباركا على قلب سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لنفكر نحن جميع المسلمين في آياته ، ونعمل بهداياته ودلالاته ، وليتذكر أصحاب القلوب السليمة التى لا يزال بها عقل القلب يحكم ويعرف الحلال من الحرام 0 ولا تزال عقول أمخاخهم مطيعة مستجيبة لحكم عقول قلوبهم ما كلفهم الله به0 لم يخص الله أحدا من خلقه - عربا وعجما - دون الآخر بهذا التدبر والفهم لآياته ، ولم يجعلها حكرا على أحد من عباده لفئة معينة منا، بل الجميع له نفس الحق فى التدبر والفهم حسب ما يمن الله على كل واحد ما يستطيع فهمه ؛ لأن العلم أولا وأخيرا نور من عند الله ينير به بصيرة من يحب ، حتى يجعل القرآن متجددة معانيه إلى أن تقوم الساعة ، لا مقصورة معانيه وهديه على ما جاء به كبار المفسرين والعلماء ، وإلا ما صار فى القرآن إعجاز ، بل حكمنا عليه بالعقم ، ومَنْ من البشر يستطيع أن يحكم ويقابل الله تعالى بذلك ؟!! وهو الله الذي تحدى به العالمين إنسهم وجنهم {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }الإسراء88[الإسراء] ولذلك تكون حكمته من أنه لم يقصر الدعوة والفهم له حكرا على أحد من خلقه0 إذن الدعوة عامة لنا كل العالمين ، ونحن المسلمين أولى فما بالك ونحن العرب !! وعرفنا من علمائنا وشيوخنا وخطبائنا وما درسناه وما درجنا عليه من أن القرآن كتاب جامع مانع فيه أخبار ما قبلنا وما بعدنا ، وفيه كل شىء ، القصص العظام ، والعبر النافذة لأولى الأبصار والقلوب والعقول السليمة، ولذلك عندما قرأت كتاب (فن الشعر) لأرسطو وما قرأته لشراحه ومن تناولوه ومنهم الدكتور إبراهيم حمادة ، وغيره من القدماء والمحدثين حيث أجمعوا على تفرده فى علم الدراما التى كتبها أرسطو ، وقالوا : ما من كاتب ولا مفكر ولا مبدع منذ أرسطو إلى الآن ما استطاعوا أن يغيروا أو يضيفوا أى إضافات للأسس التى أوردها تخص الدراما ، وحتى من ابتدعوا وجددوا مثل إبسن كما قال الدكتور فوزي فهمى لم يخرج فى إبداعه وقواعده الجديدة عن قواعد وأسس أرسطو واستقى منها الكثير حتى وإن اختلف معه فى الكثير من الأحيان 0إن ما أبدعه أرسطو عد كلماته الشراح والدارسين بالكلمة والحرف ، يقول الدكتور إبراهيم حمادة : تبلغ جملة كلمات كتاب (فن الشعر) للفيلسوف اليوناني أرسطو ، حوالي عشرة آلاف كلمة ، وهو ما بعث فى نفسي شيئا من الغيرة وأشعل فى قلبي الحمية ، وفى فؤادي النار ، وفى عقلي التحدي من هذا الفيلسوف الذي هو أولا وأخيرا بشر مثلنا ، لكن هذه الغيرة وتلك الحمية هى التى قادتني إلى تحدى هذا الرجل الذي لم يستطع أحد أن يأتى بمثل ما أتى أوعلى الأقل كان سباقا فى هذا العلم ، ويعتبر الأب الروحي له ، ولذلك قلت فى نفسي إذا كان معشر المفكرين والفلاسفة والكتاب والدارسين والشراح وغيرهم لم يستطيعوا أن يأتوا أو حتى يضيفوا أو يعدلوا أو يغيروا 0 فإن التحدي يكون بما هو أكبر من أرسطو ؛ لأني لا أستطيع مواجهته ، ولكني – ونحن جميعا – نمتلك كتابا جامعا مانعا معجزا هو كتاب الله القرآن الكريم وأخذت أسأل نفسي هل أورد الله أسس الدراما فى القرآن الكريم ؟ سؤال بدا غريبا ! وليس الغرابة منى ولكن الغرابة من كل ما عرف منى بما يدور فى خلدي ، بل تعدى من درجة الغرابة إلى درجة الاستفزاز لكل من يسمع منى هذا الطرح ، حتى أنى وجدت نفسي معارضا معارضة شديدة وقوية ، لمجرد الربط وليس حتى المقارنة بما جاء فى كتاب أرسطو وما جاء فى القرآن الكريم ، وعندما وجدت هذه المعارضة التى لم تعطني فرصة لأبوح بما جاء ودار بفكري ووقر بقلبي من أن إيماني بأن القرآن لا يستطيع أن يأتى بمثله أحد ، وأن به كل شىء حتى إن بدت الصورة من الوهلة الأولى أنه لا يوجد فى القرآن شىء من أسس الدراما ، أخذت أفكر وأفكر وأراجع نفسي فترة تجاوزت خمس سنوات ، ويمنعني الخوف من التحدث فيما يدور بخلدي علانية ، ولكني بيني وبين نفسي أفكر وأتمعن وأقرأ فى القرآن ، ثم اقرأ لأرسطو وأمسكت عما أنا فيه عن الناس الذين يعرفونني ، حتى كان شهر رمضان الفائت فوجدتني مدفوعا بقوة هائلة تدفعني لعقد المقارنة والولوج إلى متن القضية دون اعتبار لأحد وساندني فى ذلك شهر رمضان ، وبدأت الأبواب تتفتح أمامي بابا وراء باب ، ولم أجد للدراما بابا يفتح بعد ، وكانت البداية أن ذهبت إلى غير ما أريد لأجد أرضية مشتركة أنطلق منها فكانت قصص القرآن التى حتمت علىّ أن أدرس وأستخرج كل ما يتصل بالقصة ثم بعد ذلك يفعل الله ما يريد ، وكانت البداية بالقصة النموذج الفريد الكامل التام قصة سيدنا يوسف فى سورة يوسف ، ومنها توصلت إلى نوعين من القصة حيث القول شىء والفعل شىء آخر ، ومن هنا اتضح نوعا القصة ، حيث الأولى قصة قولية أداتها القص أى الرواية وهى تخبر عن الماضى ، والماضي لا يعود إلا قولا ، وقصة فعلية لا تتحقق فى الحاضر إلا تشبيها أو تمثيلا فبدأت أكتب ولكن الخوف يكبلني بكل ما تعنى الكلمة ، فدعوت الله كثيرا أن يمنَّ علىَّ بعلامة أو إشارة أو أى شيء أستطيع منه إدراك أنني على صواب ، وتمنيت أن تكون العلامة أو الإشارة رؤية سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد انتظرت رؤيته ثلاث ليال ، حتى منَّ الله علىَّ برؤيته صلى الله عليه وسلم فى الليلة الخامسة فى حوالي الساعة الثالثة والنصف فجرا ، بعد أن انتهيت من الكتابة وجلست ممددا أفكر فيما تفجر أمامي من أمور صعبة ثم بعدها أدخل إلى حجرة نومي ، فأخذتني سنة من النوم وكانت الرؤيا الجميلة التى كانت بردا وسلاما على قلبي ومنها انطلقت ليل نهار فى هذا الكتاب حتى أتمه ، وأتممته والحمد لله على أنى لم أضمنه - نظرا لعدم الإفراط فى الطول والتكلفة - كل ما رزقني الله به من فكر وفهم ونور لا يكفيه كتاب من ألف صفحة ، إذ قصة سيدنا يوسف لا يكفيها ألف صفحة ، وقصة سيدنا موسى ألفان ، لشرح وتوضيح كيف تم بناء القصة حرفا حرفا وكلمة كلمة ، وآية آية وكيفية الربط بين الحدث والآخر – قولية - وبين المشهد واللقطة – فعلية - ببناء محكم معجز0 وللإفادة التى أتعجلها للناس عمدت إلى الاختصار وليكون الكتاب فى المتن متضمنا علما كاملا وتاما لأنواع القصة القولية الروائية ، والكتاب الثانى أنواع القصة الفعلية الفنية الدرامية 0 ومما لن تصدقوه بسهولة لأنه يفوق تخيل أدباء العالم أجمع متحدين من أن الستة عشر نوعا للقصة - بشقيها تتضمنها سورة يوسف التى تروى قصته وربما أكثر لأننى لم أنته بعد ، إنه إعجاز الله القرآن الذي لا يستطيع الإنس والجن أن يأتوا بآية من مثله، إن مكمن الإعجاز ليس فقط فى التعبير اللغوي البليغ فحسب إذ من الممكن أن نأتي بجملة بليغة تشبهه – وقد قالها طه حسين - ولكن ذروة الإعجاز فى القدرة الكامنة فى الكلمة فيه لها حياة وقوة من التنفيذ والإحداث والوقوع الفعلي يتحقق على أرض الواقع وتشهده – بنفسك وفى نفسك - وتراه رؤى العين وسمع الأذن وإدراك القلب وإفهام عقل المخ لأن مصدرها هو العالم بكل شىء والقادر عليه وأمره بين الكاف والنون ، بينما يظل كلام البلغاء منا كلاما فقط يفتقد قوة التنفيذ والإحداث والتغير والإجبار- لا فينا ولا فى غيرنا - ولن تدب فيه الحياة على الإطلاق آجله أو عاجله ؛ لأن كاتبها عبد لا يمتلك قدرة نفسه وما يكتبه – من حسن إلهام من الله أيضا ، وإن كان سيئا – إلهام من الشيطان - وعليه لا نريد أن ينزعج مؤمن إن قال قائل قد كتبت ما يشبه حسن كلمة القرآن 0 وسيكون الكتاب الثانى بإذن الله [ أسس وقواعد الدراما من القرآن الكريم ] وهو يعتبر الجزء الثانى من هذا الكتاب 0 وفيه أنواع القصة الفعلية الدرامية:
    القصة المأسملهاة وتنقسم إلى :
    - مأسملهاة الأخلاق
    - مأسملهاة السلوك
    - مأسملهاة المعاناة
    - مأسملهاة القيم
    - المأسملهاة الشخصية
    - المأسملهاة القومية
    القصة المأساة ، وتنقسم إلى :
    - المأساة السوداء
    - المأساة العظيمة
    - المأساة الإلهية
    - المأساة القومية ، السوداء ، العظيمة ، الإلهية
    القصة الملهاة 0

    والله الموفق لما فيه الخير والصلاح0

    فتحى حسان محمد

  2. #2
    أسس القصة بصفة العموم


    القصة كقضية كبرى تنظر ، تمر بسبع مراحل ، وتستغرق وقتا طويلا ، حتى تحل 0
    تتكون من سبع مراحل ، أو وحدات ، أو محطات :
    البداية – الابتلاء – الزلة – العقدة – الانفراجة – التعرف – النهاية
    والوحدة تتكون من ثلاثة أجزاء : بداية – عقدة – حل .

    الأسس عبارة عن سبع محطات رئيسة تمثل سبعة مواضع حبكة كبرى ، ونعنى مكان أزمة كبرى 0 وعبارة عن واحد وعشرين موضع حبكة صغرى ، ونعنى مكان عقبة صغرى ، يساهمون فى دفع الحدث للأمام ، وتطوره تطورا طبيعيا منطقيا ، من بدايته ينطلق القائم به نحو مسعاه وخاتمته ، ثم الابتلاء الذى يغير من خط سير الحدث إلى غير اتجاهه الصحيح ، ثم الزلة التى يحاول فيها القائم بالفعل على تعديل الخط نحو طريقه الصحيح ، فتكون العقدة التى يواجه فيها البطل أزمة كبرى نحو طريقه الصحيح الذى يلتمسه ويجاهد فيها جل المجاهدة ، حتى تحدث الانفراجة والتى منها يستطيع القائم بالفعل من العودة إلى طريقه الصحيح ويحصل على حاجته 0 ويواصل طريقه الصحيح حتى النهاية التى يحقق فيها هدفه بترابط حتمى متين 0 محطات مرابضة على الطريق الواصل بين البداية والنهاية ، وهما كمدينتين تفصل بينهما مسافة طويلة , تقع على هذا الطريق سبع محطات لمدن صغيرة أو قرى كبيرة ، وتلك المسافة الفاصلة بينهما وهى غير ممهدة بل بها عقبات كبيرة وحفر عميقة وموانع جمة يجب على البطل تخطيها مهما حدث ، وهذه المسافة هى طول القصة المعقول الذى يستطيع العقل إدراكه ومعرفته ، وتستطيع العين رؤيته واستذكاره عند قطعه أو مشاهدته 0 وهذا الطول المعقول هو جملة ما يجب على البطل قطعه والسير فيه ، مستعينا بأي أدوات للسير ، سواء كانت سيارة ، أو دابة ، أو سيرا على الأقدام ، حسب ما يناسب من أدوات يمتلكها البطل من قوة ذاتية أو مالية أو معنوية أو نفسية أو علمية أو خبرة ذاتية وحياتية ، وتكون إحداها من جملة خواصه المميزة المعروفة عنه وعليه أن ينتقل من محطة إلى أخرى ، والمحطة لابد أن يتوقف فيها فإما أن يجد فيها ما يتزود به ويعينه على مواصلة طريقه ، وإما تكون عائقا له وحائط صد يجبره إما على مواصلة طريقه المستقيم ، وإما أن تجبره على تحويل مساره المستقيم إما يمينا وإما يسارا0
    المحطة الأولى البداية وهى النقطة أو المدينة التى يبدأ منها عمله الفعلى ويكون متحكما فى أدواته جيدا ، وقد أعد عدته على أحسن ما يكون لما يريد الحصول عليه وما يهدف إليه ، والمحطة مفتوحة نحو طريقه الذى سيسلكه ، وتسمح له بالانطلاق حسب سرعته ومقدرته فى السير وتكون عامل دفع وتشجيع له ، ومن المؤكد أنه لا يكون السير بسهولة بل بصعوبة بعض الشيء لأن به موانع حيث ينافسه ويصارعه آخرون يريدون أن يسيروا معه على نفس الخط بل يريدون أن يوقفوه هو وينطلقوا هم ، فيبدأ صراعه معهم حيث يريد أن يتفرد بالطريق ، ويساعده فى ذلك قوته وأدواته وحسن خلقه وقوة بلائه وتمسكه بهدفه النبيل الذى يمنحه وقود الإصرار على نهب الطريق حتى يصل إلى المحطات الأخرى ويصل إلى مبتغاه من تحقيق هدفه النبيل، ما إن يعبر من مانع إلا ويقابله مانع آخر عليه أن يجتازه ، حتى يصل إلى محطة تالية0
    المحطة الثانية الابتلاء ، وهى محطة صعبة جدا ليس بها أى شعاع من نور إلا ما يكفى أن يرى موضع قدميه ، ويحاول أن يمر منها ولكنه لا يستطيع على الإطلاق إلا أن يخرج منها إلى اتجاه عكس الذى يريده ، أى يتجه إما يسارا وإما يمينا ، وعليه أن يفاضل بينهما ، وبما أنه خير فاضل نبيل فمن المؤكد سيختار الاتجاه الأيمن فيسلكه مجبرا مضطرا آملا أن يقطع فيه مسافة تمكنه من العودة إلى طريقه المستقيم ، هذا غير أنه سيجد فيه موانع كثيرة وعقبات جمة ترهقه وتؤلمه وتفقده الكثير من عوامل قوته وتسحب من رصيد زاده ومئونته إلى أكبر حد ، ولكنه يتمسك بشيء من قوته حتى يستطيع أن يواصل طريقه الموحش بعناء كبير ، حتى يستطيع التغلب على الموانع مانعا وراء مانع ، حتى يبلغ به الجهد مبلغا ، وبالكاد يصل إلى محطة غيرها0

    المحطة الثالثة الزلة ، والتى سيجدها على نفس الطريق الأيمن الذى يسير فيه مضطرا وتكون هذه المحطة أكثر شدة وأكثر ظلاما من سابقيها وهو الذى بلغ به الجهد مبلغا كبيرا ، ونفد الكثير من زاده حتى إنه لم يصبح معه شيء ، مما لا يمكنه من الرؤية السليمة الكاملة ، ويشعر بشيء من الغيام عليها ، ومن الإجهاد الذى لا يجعله يمعن التفكير جيدا ، وهو الذى يصر على مواصلة طريقه نحو حاجته التى يتمسك بها رغم ما هو فيه ، حتى يرى ثمة بارقة أمل من تمحيص التفكير المجهد ، فيسير وراء هذا البصيص ظنا منه أنه سيخرجه من هذه المحطة المنغلقة ، فيخرج منه إلى وجهة يظن فيها الخير، وطريق يظن فيه أنه سيوصله إلى الأمان وإلى الطريق الذى رسمه ويراه عن بعد ، ولكنه بعد مسافة يقطعها يكتشف أنه وصل إلى طريق مسدود بجبل عال ، وليس أمامه من مخرج سوى أن يصعد هذا الجبل ، فيستعين بالله ويتذلل له أن يعينه على صعود الجبل لينفذ إلى طريقه ، ويحاول أن يسير وهو محمل بالتعب والإرهاق والمعاناة ، حتى يبلغ منه الجهد مبلغا ، فيحاسب نفسه ويكتشف أنه أعد حساباته خطأ ، وأنه ارتكب خطأ لم يكن يقصده أبدا، فيتقرب إلى الله بالدعاء والتضرع والتذلل ، آملا فى أن يقبل الله توبته لأن الله تواب رحيم ، وبالكاد يصل إلى الذروة000

    المحطة الرابعة العقدة فيرى طريقه المستقيم عن بعد طويل ، ولكنه ما إن يبلغ قمته يريد أن ينزل إلى الجهة الأخرى حتى يجد على قمة الجبل رجالا أقوياء أشداء يقودهم رجل مغوار ، يجب عليه منازلتهم والانتصار عليهم حتى يستطيع أن يمر، وتكون عقدة بحق لأنه لا يستطيع منازلتهم بمفرده ، ولكنه ليس معه ناصر إلا الله فيستعين به وينازلهم ، ويحدوه الأمل فى أن ينتصر عليهم وينازلهم ، معتمدا على أن الله لن يخذله أبدا لأنه نعم المولى ونعم النصير ، وهذا الإيمان وهذه الثقة فى الله تكون زاده ، ومادة قوته التى تسرى فى عروقه لتقويه ، وتمده بوسائل القوة ، ويبحث فى داخله عن مصادر قوته حتى يستغلها ويفعلها ويحاول أن ينتصر بها ، وفعلا يستعملها بكل جدية ويدفع وينازل ويصارع ويضرب ويحاول فتح الطريق الذى يراه على بعد خطوات منه , ولكنه لا يستطيع الوصول إليه ، فيتضرع إلى الله أكثر ويتذلل أكثر فليس أمامه غير ذلك ، وهو الذى بدأت جميع قواه تخر تماما ، فقد أحكموا عليه الحصار، ويتمكنون منه ويكادون يجهزون عليه حتى يقترب من التسليم لهم وينتظر فرج الله ، فهو يقاوم بما تبقى له من جهد ، وينتزع أمتارا وخطوات نحو المنحدر الذى يرى فى آخره طريقه الذى يريده ، ذلك الطريق الذى رسمه لنفسه ويثق أنه هو الذى سيوصله لما يريد معتمدا فيه على مخافة الله الرحمن بعباده الرحيم بمن لجأ إليه وتضرع ، التائب لمن تقدم إليه بالتوبة عن ذنب لم يكن يقصده ولم يكن لديه أدنى نية على ارتكابه ، ويصل إلى الانفراجة000

    المحطة الخامسة الانفراجة : كل شىء والذى وعد عبده المتمسك به من بعد العسر يسرا ، وتخرج حية ضخمة تقذف بسمومها وأسنانها بساق كبير الرجال المجابهين له فيجرى أعوانه ويهربون خوفا من الحية العظيمة التى تمسك بساق كبيرهم الذى يصرخ فى البطل المجهد الذين تركوه ، ويتوسل إليه أن ينقذه من براثن الحية التى بثته سمومها وانصرفت إلى حال سبيلها ، فيقوم وينفض عن نفسه آلام المعاناة والإعياء الكبير ، ويستغل علمه بمعرفة المداواة ويقوم ليداويه دون أن يطلب منه أى مطالب أو أى مساعدة أو أى عهد ، ويقطع ملابسه ويمسح بها على ساقه الكبيرة لينظفها من آثار السم ، ثم يضع فمه مكان اللسع ويشفط السم ليخرجه من الجسم ، حتى يخرجه كله ، ويشعر الكبير ببعض الراحة من الآلام ، فيتطلع إلى البطل ويقول له : مر بسلام إلى حيث تريد ، ويرد عليه لن أمر حتى أطمئن عليك وأصطحبك معى إلى أقرب مكان تطمئن فيه على سلامتك وتكمل العلاج ، فينبهر به ويقوم يستند عليه ويقول له لن أنسى لك جميل صنعك ، وسأقدم لك جل أعمالي فيما تطلب ، ويستطيع البطل الوصول إلى 000
    المحطة السادسة التعرف ، والتى يجدها شبه مضاءة وهو يصطحب الرجل الكبير الذى ما إن يقترب من ملكه إلا وأولاده يجرون ينهالون ضربا ظنا منهم أن البطل هو الذى فعل بوالدهم ما فعل ، فيلومهم ويحاول صدهم ويقول لهم إن هذا الرجل البطل هو الذى أنقذني من الموت بعد أن هاجمتني الحية وتخلى عنى رجالى ، أحسنوا إليه وقدموا له كل ما يطلبه ، وأعينوه على حاجته ، فيستجيبون لوالدهم ويرحبون بالبطل ، وهنا يستغل البطل ما فيه من وضع يسمح له بطلب المساعدة ، فيطلبها من موقف قوى فيساعدونه فى الحصول على حاجته ، ويقدمون له جل المساعدة ، ويصبح فى حالة يستطيع بها مواصلة طريقه ويحقق هدفه ويصل إلى غايته000
    المحطة السابعة النهاية التى يحقق فيها هدفه ويكون قد بلغ حاجته ، وانتصر وتفوق على مصارعيه ، وأثبت جدارته واستحقاقه أن يكون بطلا ، ويحق له فى نهاية المطاف أن يلخص تجربته التى عايشها ويدلى بحقيقة عامة تكون خلاصة فلسفته مما تفوق فيه ووصل له بالتعب والجهد والعرق والإقناع ، فقد كنا مشاهدين له حتى إننا نصدقه ، ونشهد له بذلك ونؤيد حكمته ونأخذها عبرة ودرسا نتعلمه ، وتكون النهاية سعيدة مفرحة له ولنا 0

    القصة عبارة عن خيط رفيع به سبع عقد ، وكل عقدة تسبقها بداية ويليها حل ، بدون أن يقطع هذا الخيط الرفيع الذى هو الحبكة الرابطة بين الأحداث ، ليتواصل الفعل على خط واحد غير منقطع ، وإلا انفرطت احداثه ، وتباعدت أفعاله ولم يعد بينها رابط يربط بينها ، وهذا من دواعي فشلها وعدم مصداقيتها ، وخروجها من حرفية الصنع وطور القص الفنى المشاهد الذى يخضع للإقناع والمصداقية والتشابه والمماثلة - ليس بالقياس التام - مع الواقع
    أسس القصة
    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

المواضيع المتشابهه

  1. تفسير القرآن الكريم فقط ضع الماوس على الآية وستجد التفسير
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-03-2020, 12:21 PM
  2. الأدب العربي ولغة القرآن
    بواسطة محمد فهمي يوسف في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-25-2016, 06:46 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-16-2013, 01:38 PM
  4. من قصص القرآن الكريم
    بواسطة راما في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-16-2011, 01:34 PM
  5. فى القرآن الكريم
    بواسطة حامد ابراهيم في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-18-2010, 07:17 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •