معجم يجب أن يعدم
معجم يجب أن يعدم 1\2 !! ـ د.مصطفى رجب
د.مصطفى رجب : بتاريخ 5 - 1 - 2007
" الشامل " : معجم في علوم اللغة العربية ومصطلحاتها ، وضعه محمد سعيد إسبر ، وبلال جنيدي ، ونشرته دار العودة في بيروت الطبعة الأولى عام 1981م ، والطبعة الثانية ( وهي التي بين أيدينا ) عام 1985م . . ويقع هذا المعجم في ثلاث وثلاثين وألف صفحة من القطع المتوسط بخلاف الفهرس . . ويقول المؤلفان في مقدمة هذا المعجم : إنهما استعرضا ما وضع في اللغة العربية من معاجم ، فلم يجدا ما يرجوان ، فوضعا هذا المعجم ، ورتباه في صيغة واحدة مرتبة بطريقة معجمية ، متناولين :
1- مواد النحو والصرف . 2- علوم القرآن والحديث.
3- علم العروض . 4- الإملاء والخط.
5- علوم البلاغة . 6- التعريفات الأدبية والنقدية .
وهما يقولان في المقدمة : " نستطيع القول – وبكل ثقة – إن هذا المعجم هو للطالب في المرحلة الثانوية ، وللمختص في المرحلة الجامعية ، وللباحث والدارس مهما علا اختصاصهما ، كما أنه في الوقت نفسه لهواة اللغة العربية ومحبيها ، ويمكن وصفه بأنه مكتبة في كتاب " !!!
وقد أكون مخالفاً للحقيقة إذا قلت إنني سعدت بقراءة هذا المعجم النفيس . . فالحق أن سعادتي انتهت عندما وصلت إلى هذه الفقرة من المقدمة . . . . إذ كيف يستطيع كاتب يحترم قارئه أن يقول : إن ما يؤلفه للهواة وللباحثين في وقت واحد ؟!!.
على أية حال . . ما إن مضيت في قراءة المعجم حتى وجدتني مضطراً إلى تدوين بعض الملاحظات ، إلى أن وجدت دفتري ضاق بما دونت ، وكلما توغلت في المعجم ، اكتشفت مزيداً من الملاحظات ، وبصفة خاصة أشير إلى الأغلاط في الآيات القرآنية الكريمة ، وهذا أشنع ما يمكن أن يقع فيه مؤلفان يزعمان أنهما يضعان معجماً يضم فيما يضم " علوم القرآن والحديث "!!
وليت الأمر وقف عند حد الأخطاء الطباعية ، بل إنه يتعدى ذلك إلى التحريف في آيات القرآن الكريم ، واستنتاج قواعد نحوية من تلك الآيات المحرفة !!!
ولو أنني ذكرت كل ما دونت من ملاحظات ، لاحتاج الأمر إلى مائتي صفحة ، ولكنني سأكتفي بضرب أمثلة ، وبيان مواضع الخطأ :
- ص5 : جاء قول المؤلفين : " فوجدنا قسمين من الموسوعات : قسم قديم يحوي . . . " وهذا قد يسوغ مع الكراهة ولكن الأدنى إلى الصواب أن يقولا : " قسماً قديماً يحوي . . . " وهذا في المقدمة !!.
- في الصفحة نفسها :"هذه المعاجم تحصر اهتمامها بجوانب جزئية " . . والصواب أن يقولا :"تحصر اهتمامها في جوانب جزئية " . .
- ص11 : في باب الألف يقولان عن الألف المهموزة : " وقد تحدثنا عنها في باب الهمزة " . . ومن المعروف أن باب الهمزة يأتي بعد باب الألف !! وكان الصواب أن يقولا : وسنتحدث عنها في باب الهمزة .
1- نماذج لأخطاء في الآيات القرآنية :
أولاً : آيات محرفة :
625 :"هو الله الصمد " . . الصواب :"الله الصمد" . . وهذا أعجب ما يمكن أن يقع عليه بصر الإنسان ، فهذه السورة لشهرتها وقصر آياتها تستبشع أن يخطئ فيها مسلم !!!
ص629 :"يكاد زيتها يضيء لو لم تمسسه نار " . . . الصحيح "ولو لم تمسسه".
ص 612 :" لا تأخذكم بهما رأفة في الدين" . . الصحيح:"ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ". . النور/2.
ص83 :"إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ، وإن أسأتم فعليها " . . الصحيح :"وإن أسأتم فلها " الإسراء/7 .
ص84 :"قل سأتلو عليكم ذكرا " . الصحيح :"قل سأتلو عليكم منه ذكرا".
ص87 :" لكل أجل كتاب ، يمحو الله ما يشاء ، ويثبت ما يشاء " . . الصحيح :" يمحو الله ما يشاء ويثبت ، وعنده أم الكتاب ".
ص113 :" أبشراً منا هنالك نتبعه " الصحيح :" أبشراً منا واحداً نتبعه " المؤمنون/47.
ص 646 :" وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا " . . الصحيح :" وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه . . . " المزمل/20 .
ثانياً : آيات يبدو الخطأ فيها كما لو كان مطبعياً :
• ص 643 : " أولم يكفهم أنا أنزلنا عليكم الكتاب " توجد ضمة على الكاف في "يكفهم".والصواب تسكينها .
• ص 643 : " لو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة ". فيها ضمة على قاف " اتقوا " . . ،والصواب فتح القاف ، وسقطت واو من أولها ، فالصحيح " ولو أنهم . . . . " .
• ص 578 : " وطور سنين " . الصحيح " سينين " . .
• ص 583 : " وما هو على الغيب بظنين " أورداها هكذا ، وقالا : بظنين : أي متهم ، ولكنهما لم يشيرا إلى أن هذه قراءة تخالف خط المصحف العثماني ، فالذي في قراءة حفص :" بضنين " بالضاد وليس بالظاء .
• ص 663 : " لأصلبنكم في جذوع النخل " بفتح الهمزة ، وسكون الصاد ، وكسر اللام من غير تشديد " . . والصحيح ضم الهمزة ، وفتح الصاد ، وتشديد اللام المكسورة .
• ص 543 : " وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم " الصحيح حذف الواو منها .
• ص 457 : " من كل حدب ينسلون " وردت بسكون الدال ، والصحيح فتحها .
• ص 74 : " ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم إنكم في العذاب مشتركون " هذه الآية فيها ثلاثة أخطاء :
- أولها : الصحيح إذْ وليس إذا .
- وثانيها : فتح همزة " إنكم " وليس كسرها ، كما وردت في المعجم .
- وثالثها وهو الأشنع : أن المؤلفين أورداها كهذا ليستشهدا بها في مجال الحديث عن " إذا الشرطية " وهي ليست بإذا كما وضحنا !!!.
وما أبعد الشقة بين إِذْ وإذا عند من يعرفون العربية ، بله من يؤلفون فيها !! ، ويضعون لها المعاجم التي تصلح للباحثين والمتخصصين !!!.
• ص 90 : " وآية لهم الليل " . . . وردت " آية " بالنصب ، والصواب أنها مرفوعة بالضمة ومنونة .
ثالثاً : آيات مختلقة اختلاقاً :
وهذا القسم أبشع شيء في الكتاب ؛ أن يصطنع المؤلفان كلاماً يكتبانه بين القوسين اللذين يبدو ما بينهما كأنه قرآن ، ومن أعجب العجب أن يبنيا على هذا الصنيع قاعدة ، أو يؤكدا به قاعدة يتناولانها . . . فمثلاً :
في ص 633 ، ورد ما يظن أنه آية وهو :" أفتدري كيف عاقبة الظالمين " في معرض حديثهما عن عدم فصل الفاء عن معطوفها ، فذكرا ما ذكرا ، ثم عقبا بقولهما : " والأحسن إعراب الفاء هنا استئنافية ، والجملة بعدها استئنافية " . . ولم يرد هذا الكلام في القرآن قط بصيغة " أفتدري " هذه التي يبنيان عليها قاعدتهما . . والذي ورد في القرآن في مثل هذا الموطن قوله تعالى :" فانظر كيف كان عاقبة الظالمين " القصص/40 ، يونس/39 .
في ص 595 يفعلان ما فعلاه آنفا ، فيوردان :" عسى أن يرحمكم ربّي " ويستشهدان بهذا على أن عسى يكثر اقترانها بـ " أَنْ " !!. وليس هذا الكلام من القرآن ، والذي يشابه هذا قوله تعالى : " عسى ربكم أن يرحمكم ، وإن عدتم عدنا " . الإسراء/8 ، وفي الآية الحقيقية اتصل اسم عسى بها قبل ورود أَنْ ، بعكس الآية المختلقة .
ص 767 ورد :" إنّ ما عندكم ينفد وما عند الله باق " . وقالا بعدها : " إن (ما) اسم موصول ، اسم إِنّ ، والخبر جملة ينفد . . والآية الحقيقية :" ما عندكم ينفد ، وما عند الله باق ". النحل/96 بدون " إِنّ " . . . !!
ص 864 : " وأنه أضحك وأبكى ، وأنه أمات وأحيا " . وليس هذا مطابقاً للقرآن ، فالصحيح :" وأنه هو أضحك وأبكى ، وأنه هو أمات وأحيا " . . النجم 43،44 .
ص 153 : " ومن يؤمن بربه فلا يخاف بأساً ولا رهقا " . . ليس هذا من القرآن ، والذي من القرآن قوله تعالى : " فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقا ". الجن/13 .
ص 726 أوردا :" ولا تأكلوا أموالهم لأموالكم " . . واستشهدوا بها على مجيء اللام بمعنى " مع " . . والذي في سورة النساء : " ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم "
2- نماذج لأخطاء نحوية ولغوية :
والذي يحزّ في النفس أيضاً ، أن مؤلفي المعجم لم يهتما بمراجعته فيما يبدو ، فجاء بهذه الصورة السيئة . . ومن مظاهر هذا السوء : أن يحتوي المعجم ( وهو معجم في علوم القرآن ) !! . . على أخطاء نحوية ، يندر أن يقع فيها الأفراد العاديون الذين عافاهم الله من تأليف المعاجم ، " وتقميس " القواميس إن جاز التعبير !! . . فمن ذلك مثلاً :
في ص 5 : " فوجدنا قسمين . . . قسم قديم . . إلخ " ، والصواب : قسماً قديماً ، على أنها بدل من المنصوب قبلها . . [ وهذا في المقدمة كما أشرنا آنفاً ] .
في ص 605 : " ليس جمعاً مذكراً سالماً ، ولا مؤنثاً سالماً " . . والصواب " ليس جمع مذكر سالماً ، ولا جمع مؤنث سالماً " . .
في ص 614 :" ضبط قول المتنبي : " وجداننا كل شيء بعدكم عدم " بضم الواو ، والصواب كسرها لأنها من وجدت الشيئ أي عثرت عليه وتملكته وليس من الوجدان بمعناه النفسي.
في ص 629 . . جاء قولهما :" هل يمدحه ، أم يسخر منه ؟ " . . واللغويون يقولون : " إِنَّ " أَمْ " التخييرية تأتي بعد همزة الاستفهام ، وإن " أو " تأتي بعد " هل " .
في ص 140 :" وتعرب " من " [ لو سميت رجلاً " من " ] . . مبني على السكون في محل رفع . . . والصواب : مبنياً على السكون .
في ص 140 أيضاً :" مهما تغير موقعها الإعرابي " ويقول اللغويون : إن القياس أَنْ تدخل ( مهما ) على المضارع ، لا على الماضي ، كقوله تعالى :" مهما تأتنا به من آية . . . " .
في ص 129 : " إذا كان المضاف اسماً جمع مذكر سالماً ، أو ملحقاً به " . . . وأرى في هذا التعبير ركاكة ، ونبّواً ، لا أدري مصدرهما ، وأحس أن الصواب أن يقولا : إن المضاف إذا كان جمع مذكر سالماً ، أو ملحقاً به . . . فلا أرى معنى لوجود كلمة ( اسماً ) هذه قبل جمع المذكر السالم لأن هذا الجمع هو اسم بالضرورة. . . أم أن المؤلفين الكريمين قد أوحي إليهما أن جمع المذكر السالم ، والملحق به ، قد يكون فعلاً ، أو حرفاً مثلاً ؟!! وما ذلك عليهما ببعيد !!. .
في ص 75 : " إذا . . وهي أداة شرط غير جازم " . . الصواب : غير جازمة . . لأن غير وما بعدها تصف الأداة ، ولا تصف الشرط نفسه .
في ص 80 :" سواء كانت ناصبة ، أم حرف عطف " . . . الصحيح أن تأتي همزة تسوية قبل الفعل الذي بعد سواء ، حتى يمكن التخيير بأم . . كقوله تعالى :" سواء عليهم أأنذرتهم ، أم لم تنذرهم " .
في ص 585 حفنة أخطاء :
• " أهي إنسانية أم قومية ؟ . . . وهل هي نوع واحد أم متغيرة " قلنا سابقاً : إن التخيير بعد هل يكون بـ " أو " أو " ليس " بأم " !.
• " وكلما تفاعلت أنواع مختلفة من العواطف ، كلما كان العمل الأدبي أحسن " لا داعي لتكرار " كلما " وهو من الأخطاء الشائعة.
• " العاطفة الجيدة تصدر عن انفعال حقيقي من الأديب فيما يكتب " الصواب : " بما يكتب "
[/http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=28742&Page=7&Part=1
وحيد فرج