هس هس اتركه نايم......
الساعة الثانية بعد منتصف الليل والركاب كلهم نائمون... عبرنا عرعر وكنا في طريقنا للمدينة المنورة حرسها الله.......
أنس مشى بين النائمين إلى مقدمة الباص.... يشعر بالحاجة إلى الحمام يريد أن يتوقف الباص قليلاً له ليقضي حاجته.... السائق ممسك بالدركسيون وصوت الباص من نوع سكانيا فابيس .. يعزف رتماً واحداً على الآذان يتناسب مع الشخير الذي يعزفه النائمون....الباص مظلم...
أنس يقول للسائق ... عمو عمو... ممكن توقف شوي؟؟
السائق لا يسمع شيئاً ...لا يلتفت... محروسته السكانيا فابيس.. محروسة من عيون الناس... السائق على كرسيه تماما كالدجاحة في يومها العشرين توشك أن تبيض..
أنس يقول مرة ثانية: عمو.. عمو... رجاء وقف شوي..... عمو عمو ........
عمو عمو ... الله يخليك.....
السائق وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فهم لا يسمعون...........
لا أحد صاحياً ألا أبو ياسر.... فهو رجل المقعد الاول.... لا يحب النوم في الباص وقد اعتاد أن تبقى عيناه مسمرتان على المقدمة...
أبو ياسر يقول لأنس... عمو ...... هس هس ... بلا ازعاج.... اتركه نايم!!!
(هناك بالفعل من لا يريد لهذه الأمة أن تستيقظ...........)