لموسوعة الثقافية الكبري
القصّة البيضاء المكشوفة للقمر
الفرسه البيضاء هنا: تحكي للحصان البني عن حلم مزعج رأته وهي نائمه تحت ضوء القمر.
وفي نبره حزينه ومؤلمه تقول: رأت نفسها تجري في الليل عبر شوارع مدينة كبيره و مجهولة. وكانت في الحلم فرسه جميله وبشعر طويل.
كلّ الرجال في المدينه كانوا يطاردونها ويفتّشون عنها في الطرقات وألأزقّه الملتوية. لكنّهم لا يعثرون لها على اثر أبدا.
وأضافت وهي تبكي: هنا يقرّر الرجال البحث عنك أنت. أيها الحلم الوحيد: لكنهم لا يجدونك أيضا. غير أننا نجد أنفسنا هنا في مدينة أخرى ملونه وتحت ثقف واسع من الضباب والحزن.
فنقرر أنا وأنت إعادة بناء حياتنا. لكن الرجال في نفس الوقت كانوا يبحثون ويشيّدون الشوارع التي كنت أتبعها كمسار لي. ويغلقون كل الشوارع التي سلكتها وأنا شارده وخائفه.
وفي البقعة التي فقدوا فيها أثري مازالوا يرتّبون المساحات والجدران بشكل مختلف كأنه سجن كبير وأبدي كي لا أتمكّن من الهرب ثانية.
بكى الحصان وهو يتألم وقال:
ياعزيزتي: هذه هي مدينتك الجديده، ولن يتكرر ذلك المشهد أبدا ذات ليلة. ولا احد منهم سيتمكّن من رؤيتك مرّة أخرى، سواءً في اليقظة أو في الحلم حتى لو كان الثمن موتي.
هذه المدن الغريبة التي لم يراها احدا غيرنا. ووسط الجبال يفتشون علينا حجرا حجرا. وأنا وأنت صامتان متأمّلان في حزن ويأس.
ثم يضيف الحصان: لماذا لا تتحدّث إلينا الحجارة؟ فهي افضل حالا من معظم البشر.
إنها تلك اللحظات من الحزن الممزوج بالارتياح عندما ندرك أننا سنتخلّى قريبا عن أيّ أوهام بأننا نعرف هذه الأرض أو نفهمها.
اللوحه لــــ Spartaco Lombardo art
روائع الفن التشكيلي
"مــحــمــد زيــــدان"