لَا تَنْهرَ الشَّعرَ
*
*
*
لَا تَنْهرَ الشَّعرَ إنَّ الحَرَفَ يَجتاحُ
سَيْلٌ بِسَدِّكَ مَا أَثْناهُ مِفْتَاحُ
يا سَاحرَ اللفظِ تَبغِي الصَّمْتَ أَجْوَبَتي
رُحمَاكَ رُحماكَ نصلُ الشَّطْرِ ذَبَّاحُ
مَلَأتَ روحي بإشعاعٍ سرى قَمَرا
كَبَوْتَ خَيلِي وَ كَبْوُ الخيلِ فَدَّاحُ
أزحتَ من مبسمي قولًا يحاصرني
فَما نجوتُ بباقي العمرِ أنزاحُ
يَا آَسِرِي فِي الْهَوَى بَعْضِي عَلَى شَفَتِي
دَعْنِي أَرُدُّ لعلَّ الضِّلْعَ يَرْتَاحُ
مِنْكَ انْهماريَ كالطُّوفانِ مُنحدرٌ
كَيْفَ اصْطبَاريَ يَا حَوَّا وتُفَّاحُ
بَلْ كَيْفَ يَخْلُو إنائِي وَ الْجَوَى مطرٌ
والسَّيلُ بالقَطْرِ همَّالٌ و جَيَّّاحٌ
أَصِيدُ حَرْفيَ أُنْضُجْهُ عَلى نَفَسِي
وَ البَحرُ يقطعُ أَنفاسي وملَّاحُ
فِي سَاحَةِ الْقَوْلِِ شَدْوُ الْحُبِّ يَطْلُبُني
فَهَلْ يَردُّ نِداءَ الْحُبِّ فصَّاحُ
مِنْ أَجْلِ عَيْنِِكَ ما ارتاحتْ لنا مقلٌ
وَ لَا وَ ربَّكَ لن أرضاكَ- سَفَّاحُ
إِنِّي أُحِبُّكَ مِنْ مِيلَادِ أَوْرِدَتي
إلَامَ أَعْمَى وَ ضَوْءُ الحُبِّ إِصْباحُ
إِنِّي أُحِبُّكَ مُنْذُ اجْتَحْتَني غَزَلًا
وَ بَوْحُ نَايِكَ يُغْرِينِي وَ أَنْسَاحُ
إِنِّي أُحِبُّكَ كيفَ أَسَرْتَنِي زَمَنًا
وَ عَالَمُ الحبِّ فَضْفَاضٌ وَ رَوَّاحُ
لَكَمْ مَلأتُ كُؤوسِي سَلْسًا سَهَرًا
وَ كَمْ أَمَاسِيكَ لِلْأَمْواتِ أرواحُ
إِنِّي أُحِبُّكَ طمَّ القَلبُ فَانْبَجَسَتْ
لَسْتُ المُلَامُ فجوفُ الصَّدر نبَّاحُ
عُذْري إليكَ فَمَا أمَّنتَني اشْتَعَلتْ
نيرانُه وَ لسانُ العِشْقِ فضَّاحُ
عُذْرِي إِلَيْكَ لِأنِّي لَمْ أَطِقْ صَبْرًا
أَنَا ابْنُ مَاءٍ وَ سَجْنُ الْحُبِّ لفَّاحُ
عُذْرِي إِلَيْكَ فَقَدْتَ الْيَوْمَ مَمْلَكَتِي
وَ ذِكْرَيَاتِي بِهَا سَعْدٌ وَ أَتْرَاحُ
مَالِي مِنَ الْكَشْفِ تَبْريرٌ وَ تَعْزِيَةٌ
مَلَّ الْخَفُوقُ فَسِرُّ الشَّوقِِ نَضَّاحٌ
فَمَا مَلَأْتَ بِذَاتِي لَنْ أُضَيَّعَهُ
وَ مَا مَلَأْتُ ، سَتَسْقَِي العُمْرَ أَقْدَاحُ
هَاَ قَدْ طَفَوْتُ وَطَوْقُ الشِّعْرِ أَنْقَذَنِي
وَ أَنْتَ غُصْتَ بِقَاعِ الْحُبِّ ، سَبَّاحُ
فَجَّرْتُ ضَادِي بِحَلْقِ الصَّمْتِ زَنْبَقَةًً
وَحَّدْتُ دَرْبِي وَ أَنْتََ الْآَنَ سَوَّاحُ
*
*
*
17/04/2012