من ظرفاء دمشق
---
علي الطنطاوي
---------------------
..فمن منا لا يعرف الشيخ والأديب علي الطنطاوي ومواقفه الكثيرة منها ماهو البطولي والشجاع ومنها المواقف الوطنية المشرفة أيام الاستعمار الفرنسي ...وأيضاً يمكنكم أن تجدوا الطرافة والظرافة من خلال كتاباته ومذكراته
ومن طرفه الجميلة التي حصلت معه وكتب معظمها
-----------
-------------
هذا تشبيه طريف للغاية يشبّه فيه مَبْلَغَ حيرته
وهو في وسط مطار(فرانكفورت) , والمطار من ضخامته لا يدري فيه أين يغدو؟ أو يروح؟ وزاد أنه لم يجد أحداً يفهم عنه أو يُفهِمَه؛ فشبّه نفسه وهو في هذه الحالة بقوله الذكريات, 7 / 211)
جهنّم لها سبعة أبواب، وهذه لها سبعون، وأنا فيها...
أرأيتم الصرصور يسقط في القدر الفارغة الملساء الجوانب يعدو في كل اتّجاه يريد أن يصعد، وكلما صعد زلّت به القدم فسقط !
-------------------------------------------------------------------------------------------------
و يشبّه تشبيها طريفا صاحب قهوة ( مقهى) كانوا قد مرّوا بها في طريقهم إلى غار حراء ويشبّه شابًّا آخر صَحِبَهم من مكة، مقارنا بين الاثنين : (من نفحات الحرم، ص19)
وجاء صاحب القهوة، وهو بدوي مشدودٌ شدَّ الوتر، لم تُبْقِ منه الأيام إلا جِلداً أسود على عظم دقيق، وكان قد صحبنا من مكة شابٌّ حضري أبيض سمين، يكاد ينْفَرِز شحماً ولحماً، فلما رآه سَخِرَ منه، وقال: وما يصنع هذا وهو ميِّت يمشي ؟! فما سرنا إلا قليلا حتى تبيّن من الميّت الذي يمشي أهذا الحضريُّ السمين؟ أم ابنُ الصحراء ! لقد كُشِفَتْ الحقائق فإذا البدويُّ على نحافته وسواده كأنه عمود من حديد، وإذا الآخر على بياضه وسِمَنه، كأنه ساريةٌ من الطين.
==================================================
وشبّه – ساخرا - بعض المقالات والقصائد الحديثة بقوله الذكريات، 8/ 300)
وإني لأحسب أنكم لا تنشرون هذا الكلام، الذي يشبه كلام المريض حينما يصحو من البنج بعد العملية، أو المخمور الذي تتقاذفه الجدران، أو الذي أدمن المخدرات.
==================================================
وهذا تشبيه طريف جداً لأحد حروف اللغة الأندويسيةصور من الشرق في أندونيسيا، 81)
ولم أدْرِ أن الأندونيسية لغة عجيبة المخارج، فيها حروف غريبة، منها حرفٌ كأنه صوتُ القطّ إذا كان في موقفٍ غراميٍّ في شباط، ولقد قلت لهم في حفلة سمر أقامتها لنا وزارة الخارجية الأندونيسية وكنا ضيوفها، مازحا: هل تؤمنون بالطوطمية ؟ وهل كان طوطم أجدادكم الأولين قطًّا ؟ قالوا: ولم ؟ قلت لأن في لغتكم حرفا من لسان القطط.