فنون إجتماعية من القرآن الكريم : طلب المساعدة ليس عيباً
Share53 محمد عواد
مقدمة الفقرة الأسبوعية :
قال تعالى : " ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" ، والإسلام نظام حياة عام وليس مجرد عبادات يلزم بها المرء من أجل أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ، وفي القرآن دروس وفنون يجب أن نتعلم منها دوماً ، ولذلك سأحاول التركيز على ناحية جديدة وهي الفنون الإجتماعية من القرآن الكريم ، وأتمنى ممن يجدني مخطئاً أن لا يسارع إلى وصفي بأي شيء وأن يحاول نصيحتي أولاً وما الموضوع إلا لرقي مجتمعنا وتطويره.
اليوم هي حلقتنا العاشرة من هذا البرنامج الذي نتمنى أن نصل فيه إلى الحلقة رقم 100 ، والبحث عن الفوائد الاجتماعية في القرآن الكريم يتواصل ونتوقف اليوم مع فائدة ملخصها أن طلب المساعدة والاعتراف بالنقص ليس بالعيب.
جاء في سورة القصص قوله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام : " وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ "
الفن : طلب المساعدة ليس عيباً
فمن الواضح في هذه الآية أن سيدنا موسى عليه السلام يدرك تماماً بأن أخيه هارون أفصح منه وأوضح حجة عند الكلام ، وفيها واضح تماماً اعترافه بمخاوفه والتي هي أن يتم تكذيبه من فرعون ومن معه... فطلب المساعدة من دون تردد وعلل طلبها بوضوح.
ولكننا في زماننا هذا نجد الموظف لا يستطيع إتمام المهمة ويرفض أن يقول لا أعرف ، ويستمر في المحاولة والفشل حتى يتم اكتشاف أنه لا يعرف وهنا قد يتعرض للعقاب وقد يعرض الشركة لخسائر كبيرة بعض الأحيان.
مثال عملي:
رئيس مجلس إدارة يسأل مديراً لديه عن طبيعة الزبائن وأعمارهم ، فيرد الأخير من دون دليل أو أرقام بمعلومات خاطئة ، فيكتشف بعد ذلك أن هذه المعلومة استخدمت في قرار استراتيجي جداً ومكلف للغاية ليظهر كذبه ويتم طرده.
في حين أن مديراً أخر أجاب بكل وضوح : " صراحة لا أعرف بالتحديد ، علينا أن نقوم بدراسة لهذا عبر تأسيس قسم للإحصاء ومن ثم أجيبك كي لا أعطيك معلومة خاطئة" ، رئيس مجلس الإدارة تضايق قليلاً لعدم توفر المعلومة لكن بعد توفرها خلال أسبوع نفذ القرار الاستراتيجي وجاء بفوائد عظيمة وشكر المدير لديه على المعلومات الدقيقة.
http://www.taamolat.com/2011/06/blog-post_4070.html