نباح إسرائيلي على القافلة الإيرانية!
د. فايز أبو شمالة
الكلاب التي تنبح لا تعض! هذا المثل العربيينطبق على الكيان الصهيوني الذي يواصل النباح خلف القافلة النووية الإيرانية، نباحلا يتوقف من سنوات، على خلاف إستراتيجية الكيان التي تقوم على العقر والعض والنهش،دون الاعتذار عن الجريمة، فما الذي تغير؟ ولماذا يواصل قادة الكيان تهديداتهم بضربإيران لأكثر من خمسة أعوام دون فعل، حتى صار تحديد نهاية أكتوبر من هدا العامموعداً قابل للتأجيل؟ فلماذا؟
سبق وأن أجرى الطيران الإسرائيلي تدريبات علىالتحليق حتى مسافات بعيدة، ووصل إعلامياً إلى اليونان، وسبق وأن تحركت الغواصاتالإسرائيلية في البحر بشكل يوحي بالحرب، وسبق وأن نشرت إسرائيل بطاريات الصواريخالمضادة على الحدود مع الأردن، وسبق وأن تم تحديد مواعيد للحرب؛ لم تحرك فيهاإسرائيل ساكناً، فلماذا صار تحديد نهاية أكتوبر موعداً لضرب إيران؟ ولماذا حرص"نتانياهو" على ضمان موافقة الكنيست على ضرب إيران دون الرجوع إلى أيجهات تشريعية؟
أزعم أن سائل الإعلام الإسرائيلية تشارك في حملةالتهويش والترويج للضربة الإسرائيلية الوهمية، فتقول: إن الإسرائيليون قد بدءوابترميم الملاجئ، وتحضير الأقنعة الواقية من الغاز! وإن إسرائيل بدأت في تخزينالقمح والأرز! وإن قيمة الشيكل الإسرائيلي قد انخفضت بالنسبة للدولار بسبب أجواءالحرب مع إيران! وأن إسرائيل تقوم بمناورات تحاكي تعرضها للصواريخ الإيرانية! وأنتعيين "آفي ديختر" رئيس جهاز المخابرات السابق قائداً للجبهة الداخليةهو مؤشر على الحرب! وإن تواصل اللقاءات الأمنية بين الأمريكيين والإسرائيليين يشيرإلى ما هو قادم من تطورات قد تغيير وجه المنطقة! وأن "متان فلنائي" نائبوزير الدفاع يحض الإسرائيليين على التعود على الصواريخ، وكأن الحرب قائمة؟
فهل هده هي دولة الصهاينة التي نعرفها، ونعرفبطشها وجبروتها، ونعرف أذنها الصماء عن كل توسل ورجاء؟ وهل يعقل أن يعترض قادةالأجهزة الأمنية في إسرائيل على توجيه ضربة عسكرية إلى إيران علناً؟ أيعقل أن يفضحقادة الأجهزة الأمنية عجز الكيان وضعف إمكانياته عبر وسائل الإعلام؟ أم أن الأمريجيء ضمن المخطط الهادف إلى التهويش، والإيحاء بأن حالة التردد في ضرب إيران ترجعإلى عدم الإجماع على قرار الحرب؟ ليندرج ضمن هدا السياق تصريح"نتانياهو" بأنه صاحب القرار، ويتحمل المسئولية أما/ لجان التحقيق فيالمستقبل، وعلى أذرع الأمن المختلفة تنفيذ القرار السياسي؟
وزير الدفاع الأمريكي، "بنيتا" أدركغرض الإسرائيليين من توالي التهديد، وفضح إستراتيجيتهم حين قال: إنه لا يعتقد أن إسرائيل اتخذت قرارا نهائيا بشن هجوم ضد إيران"، هذا التصريح الذي جاء خارج السياق أزعجالقيادة الإسرائيلية، وحرك أصدقاءها في أمريكا لتدارك الموقف، فسارع مستشار الرئيس الأمريكي أوباما للحملة الانتخابيةد. "كولين كال" الذي زار إسرائيل 13 مرة، وشغل منصب المستشار الأكبرلشئون الشرق الأوسط لدى وزير الدفاع الأمريكي، سارع إلى الرد مباشرة وقال:"إنه يجب أخذ التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم على المفاعلات النوويةالإيرانية بمنتهى الجدية".
القيادة الإيرانية بلسان أكثر من مسئول لا تأخذالتهديدات الإسرائيلية بمنتهى الجدية، ويقولون: إن إسرائيل أصغر من أن تهاجمإيران! فهل معنى ذلك أن النباح الإسرائيلي المتكرر يشير إلى عدم قدرة الجيش الإسرائيليعلى مهاجمة إيران، أم يشير إلى عدم رغبة إسرائيل في مهاجمة إيران؟
إن كل الرسائل التي تصل إلى "نتنياهو" من قبل أعضاء في الكونغرسالأمريكي، تؤكد بأنه في حال هاجمت إسرائيل إيران فأن الولايات المتحدة لن تستطيعأن تتركها لوحدها، ليس فقط ستفتح لها مخازن الأسلحة الأمريكية المتواجدة فيالمنطقة، بل ستشكل لها حماية من الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى"
هذه الرسائل الأمريكية لا تجدي نفعاً لإسرائيل، لأن إسرائيل لا تهدف إلىدخول الحرب مع إيران، إسرائيل تهدف إلى جر الدول العربية إلى محاربة إيران، وهدا لا يتحققطالما كانت إسرائيل جزء من المعركة العسكرية، لذلك فإن "نتانياهو" يفضلأن تخوض أمريكا الحرب مباشرة ضد إيران، كي يسهل مشاركة الدول العربية، لتنشغلالمنطقة في حروب داخلية تترك بلاد المسلمين ممزقة الأوصال، تتوسل الرحمة من الكيانالصهيوني.