شام العروبة لن تذل على المدى
سيظل شعبك صامدا متفردا
كانت وما زالت تسافر في دمي
مثل الفراش على الزهور ترددا
بردى سقاها من كؤوس جماله
وأذاب في غزلانها ألق الندى
أعطى الرجولة والشهامة أسدها
ولأجلها عَشِقَ الشباب لها الفدا
الشام تاج للعروبة إن علت
وإذا تبدد عزها فتبددا
يا شام قلبي في هواك مقيد
وأنا الأسير بحبها قد قُيّدا
من مائها أسقت طهارة ناسها
شرفا وأعطت للبطولة موعدا
ما عاش شعبك يا شآم بذلة
وكذا ستبقين العزيز على المدى
فالياسمين على جدائلك ارتمي
ليذوق منها شهدها المتجددا
والنور من عينيك أهدى أمة
فأضاء دربا للشعوب وعبّدا
منك البطولة ميسلون صحائفا
كتبتْ دماءُ العظم لما استشهدا
يا ساحة الثوار هل من شعبنا
من خان غوطتها وباع وبددا ؟
من ذبّح الأطفال ثم مكبرا
ومهللا عند الدماء معربدا
قد صار يكتب للجهاد غثاءه
ويخط في التاريخ سطرا أسودا
ويرى بقتل الناس ذبحا مجده
وإذا يشردهم يرى أن يحمدا
سبي النساء المسلمات محلل
أو هدمهم عند الضرورة معبدا
ما دور من قصف المطارات التي
تحمي الثرى : خان التراب وهوّدا
أو دور من سرق الصواريخ التي
تحمي سماءك يا دمشق من الردى
إلا العمالة والخيانة مهده
إما خطاك فيا دمشق على الهدى
أنظر إلى بغداد كيف نخيلها
قد بات في أحزانه متجددا
في كل يوم يقتلون بجهلهم
ويظن أضحى في الجنان مخلدا
ومكبر سالت دماءُ بريئة
ويرى بأن الله أوجدها سدى
والنيل يأتي دوره ومياهه
ستصير حمراءً بغير يد العدا
يا أمة بالزيف يكتبُ حبرُها
تاريخَها والزيف فيها أوقدا
نارَ التعصب والتناحر بينها
فغدت تدمر مابناه وشيدا
أجدادنا لما توحد شملهم
من تحت راية من أعز محمدا
والآن عاد اللات أو هبل علا
والظلم في بلدالكنانة عربدا
يا رب إن النفط أشقى أمة
جعلوه ربا والعمالة مسجدا
فغدت بلاد الطهر مرتع من زنى
وغدا الزناة لمن يُكَبِّرُ سيدا
من غرّه فقر الشعوب وصمتها
فلسوف يلقى الذل يوم تمردا
حكام نفط الذل سوف عروشكم
تهوى إذا ماالشعب منتفض غدا
سيكون ليلك يا خليج مؤبدا
ويكون عزك يا دمشق مؤبدا
ويكون شعبك يا شآم معززا
ويكون ذل النفط ليلا سرمدا !!