السلام عليكم
يعد مرض الاسبرجر من أمراض التوحد أو لنقل عامة قصور في التأقلم والمقدرة على التغيير الاجتماعي لمزيد من الاطلاع:
كل شيء عن مرض
بغداد - عواطف مدلول
مرض لا مرئي وحالة لا يصعب تمييزها ولذلك غالباً ما يسيء فهم الناس للمصابين به ولنفس السبب يصعب تشخيصه وفي كثير من الاحيان يطلق عليه تسمية الاعاقة الثلاثية ويصنفها المتخصصون بمجموعة مؤلفة من ثلاث مشاكل في العلاقات الاجتماعية مشاكل في الحديث مع الناس ومشاكل في التخيل والمعروف ان اسبرجر يبدأ مع الطفولة
وينتشر وسط الرجال اكثر من النساء ولم تحدد بعد اسبابه والطرق العلاجية له. الدكتور عبدالستار عباس اختصاصي طب اطفال يقول: ان مرض اسبرجر هو اعاقة تعد جزءا من تشكيلة واسعة من مرض التوحد وهو تشخيص يعطي للاشخاص الذين يعتبرون عادة بانهم في الحد الوظيفي الاعلى في هذه التشكيلة وتشمل الانواع الاخرى من التشكيلة مرض التوحد ومرض التوحد المزمن وفي كثير من الاحيان يستعمل مرض اسبرجر ومرض التوحد المزمن بطريقة متبادلة ويصنف ذلك المرض كخلل عام في النمو ويعني هذا انه يؤثر في كل مجالات حياتنا كما انه اضطراب حيوي عصبي تم تمييزه حديثاً العام 1994 واضطراب سريري قائم بحد ذاته ويعده المتخصصون نوعا من الاضطرابات التطورية عند الاطفال والتي تتسم بنقص القدرة على التواصل الاجتماعي عندهم.
التركيبة الجينية
ويضيف: ان السبب الحقيقي لمرض اسبرجر غير معروف حتى الان الا انه هناك نظريات حول اسبابه مثلا العوامل البيئية والضرر الدماغي والولادة المتعثرة او مرض المواليد في مرحلة الرضاعة ومع ذلك فمازال البحث مستمراً في مجال هذا المرض لكن يعتقد ان التركيبة الجينية تلعب دوراً كبيراً في ذلك الامر اما اعراضه فتكمن في ان يبدي الاطفال المصابون به علامات تتراوح من الخفيفة الى الشديدة فيكون لديهم نقص واضح في القدرات الاجتماعية ويعانون صعوبات في التغيير ويفضلون الرتاب في الحياة ولذلك غالباً ما تكون لديهم روتين ثابت وعادة ما ينشغلون باهتمامات محددة سابقاً ويكون عندهم صعوبة كبيرة في فهم العبارات غير اللفظية اي فهم حركات الجسم ولديهم ضعف لغوي ولكن بدرجة اقل ما موجود لدى مرض التوحد وبالمقابل قد يكون لدى البعض الكثير من الالفاظ ولكن لا يحسنون استخدامها في المجال الاجتماعي وعدم القدرة على تحديد مناسب لابعاد الجسم البشري وتكون لديهم حساسية زائدة للاصوات والروائح والمذاق وهم يفضلون بعض الاطعمة دون سواها وقد تزعجهم الاصوات والاضواء التي لا تزعج الطفل الطبيعي ومن المهم معرفة ان الطفل المصاب بمرض اسبرجر يفهم العالم بشكل مختلف عن الاطفال الطبيعيين ولذلك تبدو معظم تصرفاته غريبة مع انه لا يتعمد ذلك.
صعوبة في تبادل المشاعر
ويؤكد عباس ينسب هذا المرض الى طبيب الاطفال هانز اسبرجر الذي اكتشفه في العام 1944 اي العام الذي تلا اصدار اول بحث عن التوحد كتبه العالم ليو كانر فقد قام بملاحظة مجموعة من الاطفال لغرض البحث واكتشف ان لديهم ذكاء ملحوظاً ولكن في المقابل لديهم صعوبات في تبادل المشاعر وفي تكوين صداقات والتكلم باستطراد من دون الرغبة في الحوار المتبادل وقد سمى هانز الاطفال بالبروفسوريين الصغار وكان يعتقد بشكل تام بان هؤلاء الاولاد سوف يستخدمون مواهبهم الخاصة في رشدهم وكان ذلك صحيحاً حيث انه تتبع احد الاطفال وهو فرينحرف حتى رشده ولاحظ انه قد اصبح بروفيسوراً في علم الفلك واستطاع تصحيح خطأ في احد اعمال نيوتن واشار الطبيب اسبرجر الى الاعراض التي يعاني منها الاشخاص المصابون بذلك المرض التي تنصب بشكل اساس على السلوك الفظ وقد يرى البعض انه هو نفسه اعاقة التوحد لكن بدون اجتماع جميع الاعراض مع بعضها اي انه عند غياب احد الاعراض او اكثر من واحد تاخذ اعاقة التوحد المسمى الاخر لها الا وهو متلازمة اسبرجر وذلك على حد سواء بالنسبة للكبار والصغار ويوجدالقليل من الاشخاص المصابين بمرض اسبرجر يظهرون تقدماً ونجاحاً كبيرين في مجال حياتهم ويتسمون بصفات مميزة كالذكاء وغرابة الاطوار وشرود الذهن وعدم التفاعل الاجتماعي مع الاخرين.
طريق للتأقلم
كما يوضح الدكتور عبد الستار ان الاشخاص الاسبرجر ممن يعانون من صعوبات نظراً لتركيبة المخ المختلفة عن الاشخاص العاديين ويجب الانتباه الى ان حدة وخفة الصعوبات تختلف بحسب الاشخاص مع العلم انه قد يكون الشخص الاسبرجري غير واع لواقع ان لديه تلك الصعوبات لان الاسبرجريين مع مرور الزمن بحكم قانون التاقلم في الطبيعة يبتدعون طرقا للتاقلم مع صعوباتهم، هذه الصعوبات تختصر في احساس الشخص بصعوبة او عدم ارتياح اثناء التواصل الاجتماعي ذا ان التواصل الاجتماعي يعتبر عبئاً او شيئاً غير ذي قيمة او شيئاً مبهماً بالنسبة له كما يشعر ذلك الشخص بصعوبة في الاستمتاع بصحبة الناس وتكوين علاقات صداقة تستمر لمدة طويلة ويتبادل الاحاديث والمشاعر مع الغير واذا حصل فان الاسبرجري عادة ما يتكلم عن مواضيع محددة تستحوذ على اهتمامه ويسردها ولا ينتبه الى مستمعيه وردة فعلهم واذا ما اكتفوا بما يقوله وبالتالي لا يوجد نوع من الحوار المتبادل، الشخص المصاب بذلك المرض كثيراً ما يتعرض لكدمات نتيجة عدم وعيه بمحيطه مثلاً قد يضرب باطرافه بعض الاثاث في المنزل من دون ان يقصد اذ يعتقد العلماء ان هناك جزءا مفتقدا في المخ وهذا الجزء يتحكم في الوعي بالمحيط وقد يجد المريض صعوبة ايضاً في ممارسة بعض الرياضات الجماعية مثلا كرة القدم وغيرها.
الروتين اليومي
ويختتم شارحا بقوله ان الاختلاف بين التوحد والاسبرجر يكمن في انه على عكس المتوحدين، الاسبرجريين عادة لا يتأخرون في النطق في الطفولة وغالباً ما يكون ذكاءهم في المستوى المتوسط او اعلى من المتوسط لا يعانون من صعوبات التعلم التي يعاني منها المتوحدون ولكن قد تصاحب المتلازمة صعوبات او متلازمات اخرى مثل دسلكسيا والنشاط المفرط وتشتت الانتباه والمتلازمة وراثية وليست مكتسبة كما انه ليس هناك سبب واضح لماذا يولد بها اشخاص من دون اخرين وهي ليست لها علاج وقد لا تستلزم علاجاً الا اذا اثرت بشكل عكسي في حياة الانسان في هذه الحالة عندها ربما تستوجب علاجاً سلوكياً وفي بعض الاحيان تصاحب المتلازمة اضطرابات مثل الوسواس القهري وفي مثل تلك الحالة قد يستوجب الاضطراب العلاج بالادوية وغيرها، اما علاج ذلك المرض علاج سلوكي بشكل رئيس حيث يتم التركيز على تحسين مهارات التواصل الاجتماعي والتخفيف من الروتين اليومي في الحياة والكثير منها يحتاج للدعم المتواصل للعيش بشكل مستقل.
المصدر:
http://www.alsabaah.com/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=91392