روبرت ساتلوف والتاريخ المنسي إقحام للعرب في أسطورة (الهولوكوست) وقلب للحقائق بأفواه مسلمة
طلال الطريفي
16/12/2006
اختلف الكثيرون حول حقيقة (الهولوكوست) من عدمها، وهل أقدم الألمان على حرق اليهود عمداً وكرهاً؟، أم أن هنالك أيادٍ خفية يهودية وراء ذلك. فريقان يقتسمان الرأي في ذلك، فالأول يرى أن ما حدث حقيقة يثبتها التاريخ بالأرقام والشواهد، والثاني يقر الحادثة، ولكنه يؤكد وجود خيوط صهيونية وراءه.. الأكثر جدلاً وتناقلاً بين الناس هو الرأي الثاني، اعتماداً على ما علق في الأذهان من ثقافة التآمر اليهودي، وكأن الصهاينة أتقنوا حرفة (تراقص الدمى) التي يعشقونها، ويمتهنوها في القارة العجوز. فالحبكة السياسية لدى اليهود دائماً ما تحتل المراكز الأولى، خصوصاً أنها تعتمد على إمبراطورية إعلامية مترامية الأطراف، ذات مخالب حادة.
أسئلة عدة تتبادر إلى الذهن حول مطاردة الصهيونية العالمية لكل من يؤكد أكذوبة (الهولوكوست)، فكم من باحث تم طرده من حزبه، وأستاذ جامعي أُعفي من عمله، وآخر تم تعذيبه وضربه. ولعل حامل الكفن الكندي الناشر إرنست زندول أحد أولئك الذين عانوا الكثير من رأيهم في ذلك، إذ رُفعت عليه قضية في المحاكم الكندية، وكاد أن يذهب ضحية رأيه في اليهود، إلا أن القضاء انتصر له في النهاية، بعد أن حضر إلى المحكمة حاملاً الكفن، الذي أشار إلى أنه سيلفّ به حرية الكلمة إلى مأواها الأخير.
بعض الباحثين أكدوا أن (الهولوكوست) أكذوبة ثلجية تدحرجت فزاد حجمها مع الوقت، لكن الأقلام كانت كأشعة الشمس التي سُلّطت على هذه الكرة، حتى بدأ حجمها يتلاشى عند البعض، وعلى رغم تلك الدعاية اليهودية التي جعلت من محرقة اليهود في ألمانيا مناسبة وطنية، على العالم كافة، وخصوصاً الدول الأوروبية؛ تقديم الاعتذار والأسى لما اقترفت أيديهم من جريمة نحو الشعب المُختار. حتى الألمان أنفسهم حزنوا لما حدث، بعد أن اقتنعوا أنهم اقترفوا جريمة ضد البشرية، وكأن البشر تم اختصارهم في اليهود، وما عداهم ليسوا إلا قطعاناً تتلقّف قوتها على الهامش.
الفلسطينيون عانوا أكثر بكثير مما عاناه يهود ألمانيا، أو حتى أولئك المترامين في أطراف أوروبا، وعلى رغم تناقل وسائل الإعلام لجرائم الصهاينة، وما يقترفونه في حق الفلسطينيين العُزّل؛ إلا أن عيون العالم تتكاسل عما تراه، وتنشغل في قضية لا تزال مثار جدل حول حقيقتها من العدم، لكن الآلة الإعلامية الصهيونية كفيلة بمثل هذا.
في الآونة الأخيرة سرت آراء جديدة حول مساعدة العرب لـ (الهولوكوست)، ولعل كتاب المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف (الهولوكوست والعرب.. حقائق منسية) أجاب بشكل واضح على التساؤلات التي دارت حول هذا الموضوع، التي كان من أبرزها (هل أنقذ وساعد العرب اليهود خلال المحارق النازية؟)، إذ أكد الباحث مساعدة العرب لليهود، بعد أن قام بقضاء ما يقارب أربع سنوات مسافراً ومتجولاً ومحققاً في دول شمال إفريقيا وجنوب أوروبا. ورغم وجود مؤسسات خلّدت ذكر من قاموا بمساعدة اليهود في فترة المحرقة النازية إبان الحرب العالمية الثانية، مثل معهد (ياد فاشم) الذي كرم أكثر من عشرين ألف، ممن قاموا بإنقاذ أرواح الكثير من اليهود، إلا أن المعهد لم يكرم أيّاً من العرب الذين قاموا بعمليات بطولية لإنقاذ الكثير من اليهود في الفترة نفسها.
حقيقة غياب أيّ اسم عربي دفع روبرت ساتلوف إلى البحث في هذا الموضوع، الذي يرى أن مثل هذا الموضوع يسهم في تغيير الصورة التي ينظر بها اليهود إلى العرب، والعرب إلى اليهود، في محاولة لسد الهوّة بين الطرفين عن طريق عرض حقائق تاريخية أغفلها المؤرّخون، إما عمداً أو تقصيراً منهم. وتناسى الباحث أن مثل هذا الموضوع يعد من المحرمات بين اليهود، إذ لا يغوص فيه إلا هم، أما غيرهم فقد يتعرض للتضييق والمطاردة، خصوصاً إذا ما كان للعرب فيه صفحات بيضاء.
بمناسبة طرح الكتاب عقد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى - الذي يعد أحد أقرب المراكز البحثية المدافعة عن حقوق إسرائيل في العاصمة الأميركية- ندوة لمناقشة ما جاء فيه، واستضيف في هذه الندوة المؤلف، ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بالجامعة الأميركية والسفير الباكستاني الأسبق لدى بريطانيا أكبر أحمد، والمبعوث الخاص بمراقبة ومكافحة معاداة السامية لدى وزارة الخارجية الأميركية جريج ريكمان. وذهب ساتلوف إلى أن (الهولوكوست) قصة عربية توحي بالأمل، ورأى أن من بين جميع أشكال معاداة السامية في المجتمعات العربية، يعد إنكار الهولوكوست أو المحرقة النازية واحدة من أكثر هذه الأشكال إيذاءً وأوسعها انتشاراً، وراح إلى أن هذا الإنكار يتخذ واحداً من ثلاثة أشكال: (إنكار صريح، تمجيد للهولوكوست، تصغير حجم القضية).
ويضيف ساتلوف خلال الندوة (لا يسدي أحد للعرب معروفاً حين يعفيهم من الاعتراف بتاريخ الهولوكوست أياً كانت صلته بنزاعهم السياسي مع إسرائيل، واستثناء العرب من تاريخ الهولوكوست لا يفيد الولايات المتحدة الأميركية بشيء). وذكر أنه في الوقت الذي لا يميل المتطرفون فيه إلى تغيير آرائهم، لا يزال لدى ملايين العرب رؤى غير كاملة عن هذه الحقبة التاريخية. ويتساءل كيف يمكن الاقتراب من الجمهور العربي؟، إذا ما أراد الشخص تغيير هذه الرؤى العربية الناقصة عن الهولوكوست، خصوصاً أن أحد الحلول يتمثل في تقديم هذه القضية على أنها قضية عربية إيجابية مليئة بالأمل، لذا أقرّ(بدأت بالبحث عن عرب ممن ساهموا في حماية وإنقاذ اليهود أثناء مرحلة الهولوكوست).
ورغم أن (الهولوكوست) قصة أوروبية، يذهب ساتلوف إلى أنها عربية في الوقت نفسه، إذ يقول: (سيطر الألمان وحلفاؤهم على شمال إفريقيا، موطن أكثر من نصف مليون يهودي في تلك الفترة، وأثناء فترة السيطرة هذه التي امتدت من يونيو 1940 إلى مايو 1943؛ قام النازيون وشركاؤهم من حكومة فيتشي الفرنسية، وحلفاؤهم من الإيطاليين الفاشيين، بتطبيق أمور عدة للتضييق على اليهود، ولم تقتصر هذه الأمور على القوانين التي تحرم اليهود من الثروة والتعليم وأسباب العيش وحرية الانتقال فحسب، بل امتدت لتشمل التعذيب ومعاملة العبيد، وعمليات التهجير وتنفيذ أحكام الإعدام، ولم تكن هناك معسكرات للموت بشكلها الفعلي، بل كان يتم إرسال آلاف اليهود إلى أكثر من مائة معسكر للأعمال الشاقة التي أعدت لليهود خصيصاً). ويضيف (لم يهلك إلا واحد بالمائة من يهود شمال إفريقيا، أي ما بين 4000 إلى 5000، أثناء سيطرة دول المحور على شمال إفريقيا، وهو رقم ضئيل مقارنة بهلاك أكثر من نصف يهود أوروبا، ولو لم تقم القوات الأميركية والبريطانية بإخراج قوات المحور من القارة الإفريقية في مايو 1943؛ لواجه يهود المغرب والجزائر وتونس وليبيا، وربما حتى يهود مصر وفلسطين مصير يهود أوروبا من دون أدنى شك).
وأكد ساتلوف (في خضم ذلك، لعب العرب دوراً رئيساً، ففي ظل الحرب الدائرة حولهم تمتع البعض منهم باللامبالاة، وشارك في التفتيش عن اليهود في البيوت لمساعدتهم، ونسبة منهم شملت الموظفين العرب في المحاكم الملكية، والحراس في معسكرات العمل، وعلى رغم المشكلات التي تعترض اليهود في تلك الفترة ومن يساعدهم، إلا أن ذلك لم يثن العرب عن المخاطرة بكل شيء لمساعدة اليهود. إضافة إلى أنهم رحبوا باليهود في بيوتهم، وقاموا بحراسة نفائسهم، ما أعجز الألمان عن مصادرتها، وجعل العرب اليهود يشاركونهم في مؤونتهم الضئيلة، كما حذروا القادة اليهود من غارات السفن الألمانية، كما قدم سلطان المغرب وباي تونس دعماً معنوياً، وأحياناً مساعدة عملية لرعايا اليهود، وفي الجزائر، العاصمة التي كانت تحت سيطرة حكومة الفيتشي الفرنسية؛ كان الوعاظ المسلمون في شعائر يوم الجمعة يحرمون على المؤمنين الاستيلاء على ثروات اليهود الُمصادرة، ولم يشارك عربي واحد في الاستيلاء على ثروات اليهود).
وأضاف ساتلوف (هناك أيضاً قصص جديرة بالملاحظة عن عمليات إنقاذ اليهود، ومنها قصة علي السقّاط، الذي فتح مزرعته لستين يهوديٍ من الفارّين من معسكر عمل المحور، وخبّأهم إلى أن جاء التحرير على يد الحلفاء، كذلك خالد عبد الوهاب الذي انتشل عددا من الأسر اليهودية في منتصف الليل، وأخذهم إلى مزرعته في الريف، ليحمى إحدى نسائهم من افتراس ضابط ألماني عقد العزم على اغتصابها. ولعل العربي الأقوى تأثيراً في أوروبا رئيس جامع باريس العظيم قادور بن غابريت، الذي أنقذ ما لا يقل عن مائة يهودي، إذ جعل الموظفين الإداريين بالجامع يقومون بإعطائهم شهادات هوية إسلامية، تمكنهم من تجنب إلقاء القبض عليهم وترحيلهم).
ويطرح ساتلوف سؤالاً مهماً (لماذا التردد في الاعتراف بهؤلاء الأبطال؟)، وأجاب: (أحد أسباب ذلك؛ الصراع مع إسرائيل خلال الخمسين عاماً الماضية، ولكن ليست إسرائيل وحدها من قامت بإشعال معاداة العرب للسامية، ومع ذلك إذا كان العرب قد ميزوا تمييزاً واضحا بين اليهود والصهاينة، فلماذا إذن أُجبر 99في المائة من اليهود في الأراضي العربية على المغادرة في أعقاب تأسيس دولة إسرائيل؟، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه الطوائف الصغيرة المتبقية من اليهود، التي لا تزال تعيش في الأراضي العربية، هم أنفسهم من أقل الذين يرغبون في التحدث عما حدث في الحرب العالمية الثانية، لخوفهم من إثارة مشاعر عداء إضافية).
ويذهب ساتلوف إلى أن مثل هذه القصص في حاجة إلى إحيائها مرة أخرى، ويرى أن العرب في حاجة إلى سماعها، خصوصاً من معلميهم ووعاظهم وقائديهم، وأكد أنه على الأميركيين أيضاً مسؤولية مساعدة العرب على فتح عقولهم على هذا الفصل المنسي من تاريخهم، ويقر أن فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر تعد استثماراً في التسامح داخلياً وخارجياً. ولعل المؤلف هنا نسي أن اليهود أنفسهم هم من يغض الطرف عن سماع مثل هذه الحقائق التاريخية، كما تناسى حجم الهوة التي تفصل بين الطرفين، والمتمثلة في احتلال اليهود لأرض عربية واضطهاد أهلها، ولماذا لم يتساءل المؤلف عن سبب رد اليهود الإحسان بالإساءة؟ خصوصاً أنهم لم يعهدوا يوماً سيئاً تحت ظل الحكومات العربية، بدءاً من الأندلس وانتهاءً بيهود اليمن والمغرب وبعض الدول العربية الأخرى، التي لا تزال تحوي بعضاً من اليهود.
ومما يؤسف أن أكبر أحمد تحدث خلال الندوة بحماسة منقطعة النظير حول الكتاب، إذ عده إنجازاً بارزاً، وأنه أسدى خدمة عظيمة، لدعم من يتطلعون لإحداث طفرة في الحوار، وقال: (بمساعدة هذا الكتاب يمكن لغير المسلمين أن ينظروا إليهم كبشر، وليسوا كأنماط كرتونية، كما يمكن للمسلمين أن يروا أنفسهم كبشر بكل ما في الكلمة من معنى، يتصرفون ببطولة وشجاعة حينما تتطلب الظروف)، ولا نعلم متى نظر المسلمون إلى أنفسهم كقطيع؟، حتى يقتنعوا بعد ساتلوف وكتابه أنهم بشر.
وأضاف أكبر (إنكار الهولوكوست أمر تافه وجاهل وغير مقبول، كما يجب محاربة معاداة السامية حيثما وأينما وجدت، كما يتطلب محاربة (فوبيا الإسلام)، التي تغذى معاداة المسلمين للسامية، كما يجب أن تبذل المزيد من الجهود المتضافرة، لمد الجسور وتحويل الغضب والكراهية إلى صداقة ومصالحة). وكأن أكبر هنا نسي أو تناسى القضية الفلسطينية، وأقر بوجود الكيان الصهيوني على أرض عربية إسلامية. ويقول: (كثيراً ما يتحول الخيال إلى حقيقة، ويعمل هذا الكتاب كوسيلة مهمة لتدمير الأنماط الثابتة؛ إنه يروى قصصاً تاريخية لمجتمعات واقعة تحت الحصار، وعلى حافة التغيير، وفى الوقت نفسه يروي قصة العرب وهم يتغلبون على تحديات الاستعمار، ويقدمون روايات لأفراد يخاطرون بحياتهم ويحدثون اختلافاً)، وهنا يقضي أكبر أنه لم يتبق للعرب والمسلمين سوى هذه الحادثة كي يمدوا جسور المحبة والوئام مع اليهود في أرض فلسطين، وعلى جثث أبنائها، التي لا يزال اليهود يستبيحون أرواحهم.
وجاءت مشاركة جريج ريكمان مؤكدة أن معاداة السامية حقيقية، إذ أخذت بعداً أكثر واقعية، إذ قال: (أشارت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس إلى أن معاداة السامية هي أكثر من مجرد حقيقة تاريخية، بل إنها حقيقة في الوقت الحالي، وتتسم معاداة السامية اليوم بالعنف، وربطها بنظريات المؤامرة وإنكار الهولوكوست. ومن خلال سرد قصص العرب الذين خاطروا بحياتهم لحماية اليهود، يسعى الكتاب إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها العرب إلى اليهود وإلى أنفسهم وإلى التاريخ). وهنا يحمل ريكمان العرب والمسلمين تبعة العداء بين الطرفين، وكأنهم أصبحوا الحائط المكسور، الذي يسهل قفزه.
ويعود ريكمان ويرى أن مسار العلاقات الإسلامية اليهودية لا يحتاج إلى اتخاذ طريق لولبي نحو الهاوية، فالوصول إلى تفاهم مشترك بين المسلمين واليهود ليس ممكناً فحسب، بل تم الوصول إليه بالفعل من خلال الشجاعة وإنكار الذات العظيمين. وأضاف (إن الأجيال الجديدة في حاجة إلى التطعيم ضد التعصب، وذلك من خلال التعليم المبني على التسامح، ومن أجل أن تسود الحرية والديمقراطية؛ يجب منع معاداة السامية بكل أشكالها، فقط من خلال الحوار المفتوح عن أوجه الاشتراك والاختلاف بين العقائد يمكننا معالجة التوترات وسوء الفهم).
قصة الأسطورة
تعدّ المحرقة النازية The Holocaust التي ذهب ضحيتها ستة ملايين تقريباً من يهود أوروبا غاية في الحساسية لدى الشعوب الأوروبية التي عانت منها، ومن تبعاتها، إذ أصر اليهود على تحميلهم أسبابها، حتى أيقن الأوروبيون أنهم مذنبون من دون أن يبحثوا في الأمر طويلاً. ويرى معظم المؤرخين أن (الهولوكوست) من أكثر حوادث العصر الحديث توثيقاً بالصور والأفلام والوثائق، وإنه من غير المنطقي إنكار حادثة بهذه الضخامة، ولكن هنالك فريق يؤكد أن هذه الأسطورة حيكت بأيادٍ يهودية، كي يجمعوا قطعانهم في أرض الميعاد فلسطين، وكي يخشى البقية ممن لم يتعرضوا للتعذيب البقاء خارج فلسطين. لذا ضحى الصهاينة بملايين اليهود ثمناً لهجرة البقية منهم في العالم.
وتعد ظاهرة إنكار الحقيقة التاريخية لـ(الهولوكوست) جديدة على العالم العربي والإسلامي، إذا ما قورنت بالتيار الغربي. ففي كانون الأول (ديسمبر) 2005 صرح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن الهدف من (أسطورة) الهولوكوست كان إنشاء دولة إسرائيل. والجدير بالذكر أن إنكار الحقيقة التاريخية للهولوكوست تعد جناية يعاقب عليها القانون في فرنسا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا والنمسا ورومانيا وسلوفاكيا ولتوانيا وبولندا وجمهورية التشيك. وكل من يحاول إثبات اليد اليهودية وراءها؛ يتعرض للتعقب والمطاردة والتضييق
مجلة العرب الدولية