منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    زيارة آل (منفوخ الفرشة)

    زيارة آل (منفوخ الفرشة)

    لم يكن أحد لينتبه الى بخل تلك العائلة، لولا كثرة (غلبة) صاحبنا، فالعائلة تمتلك الكثير من العقارات ولها من الرجال المتعلمين وأصحاب الأعمال الكثير، ولم يكن أحد يظن أنهم بخلاء، وبالطبع لن يظن أنهم كرماء.

    كان الاكتشاف من قبل صاحبنا عندما زارهم مع رفيق له لطلب المساعدة منهم في انتخابات البلدية، لم يكن ترتيب الزيارة بالأمر السهل، فقد توسط طرف ثالث من مدينة أخرى لترتيب تلك الزيارة، واشترط أهل الدار أن لا يزيد الزوار عن اثنين.

    عندما صعدا الدرج المؤدي الى الطابق الأول حيث تسكن تلك العائلة، أحسا أن البيت قد تم طلاءه بالدهان قبل قليل، وعندما طلب منهما صاحب البيت التفضل بالدخول الى غرفة الضيوف العربية حيث تفرش المقاعد على أرضية الغرفة المغطاة بسجادة فخمة، كان المقعد عبارة عن فرشة (محشوة) بصوف الأغنام، وكان ارتفاع الفرشة أو انتفاخها ظاهرا للعيان.

    بينما كان رفيقه منشغلاً بالحديث مع مضيفه حول البلديات والانتخابات وغيرها، كانت عينا صاحبنا تتجول في الغرفة، وتتسمر عند وجه من يقدم القهوة السادة، لقد لذعت حرارة الفنجان شفتي صاحبنا، فقرر أن يوجه السؤال الذي حاول إلغاءه: يبدو أنكم دهنتم بيتكم حديثا؟
    لم يفاجأ عندما جاءه الجواب: كلا إننا قمنا بالدهان قبل ثلاث سنوات.

    عاتبه رفيقه لعبثية سؤاله وتشتيت أهداف الزيارة، وما علاقة دهان البيت بالزيارة التي قاما بها..

    ابتسم وقال: كان من الأفضل أننا لم نقم بتلك الزيارة، فالبخلاء لا ينفعوا للنجدات!
    ـ وكيف عرفت أنهم بخلاء؟
    ـ هي قصة قديمة، لم أكن لأنتبه لها أو حتى أتذكرها، لولا ازدحام القرائن التي تدلل على بخلهم.
    ـ قصة؟ .. أي قصة؟
    ـ ذات يوم في شبابنا، كان أخو مضيفنا يراقبني ـ بالصدفة ـ وأنا أشتري أنبوبين لمعجون الحلاقة، من الدكان الذي صدف أن كان هو داخله. فسألني: لماذا تشتري أنبوبين؟ فأجبته جوابا لم أعد أذكره، فقال لي: هل تريد أن يطول عندك أمد أنبوبة المعجون؟ وقبل أن أجيبه، أضاف: لا تغسل فرشاة الحلاقة بعد أن تنتهي، فغسلها يزيد من استهلاك المعجون!

    ـ وماذا ذكرك بتلك القصة؟
    ـ الفرشة المنفوخة، دلالة على بخل أصحابها، فكثرة جلوس الضيوف ستزيل انتفاخ الفرشة.
    والقهوة الحارة جدا، نحن نعرف أن درجة غليان الماء هي 100 ولكن القهوة التي شربتها كانت حرارتها حوالي 150، وهي طريقة حتى تربك الضيف لكي لا يطلب فنجالا آخراً.
    ـ ولماذا سألته عن دهان البيت؟
    ـ لكي أتأكد من صحة افتراضاتي، فالجدران غير المخدوشة، لا يدخلها أطفال مع ذويهم في الزيارات، وهي خصلة بخل أخرى، عرفها الناس عنهم.

    منذ ذلك اليوم، حملت تلك العائلة اسم عائلة (منفوخ الفرشة)

  2. #2
    السلام عليكم
    استاذنا الكريم ان كان هناك بخلا ماديا منتشرا وفي عصر الازمة الاقصادية هناك ازمة انكى وامر وهي ازمة العطاء النفسي والاحتواء وباتت عملة نادرة في ظل صغر دوائر العلاقات الاجتماعبة والبخل النفسي وهو سبب لكل انواع البخل..
    مرور وتحية لك استاذنا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    حاشية مؤلمة وعنوان طريف وتورية ذكية تلك هي نصوص الاستاذ عبد الغفور
    لك احترامي
    اديبه

  4. #4
    الأستاذة الفاضلة ريمه الخاني
    الأستاذة الفاضلة أديبه نشاوي

    شكرا لتفضلكما بالمرور

    وكل عام وأنتم بألف خير

  5. #5
    عزاء آل منفوخ الفرشة

    للبخل مدارس، فمنها من تعلم أبنائها على إيهام الآخرين بأنهم لا يملكون شيئاً، بدافع إثارة شفقة الآخرين عليهم، ليقوموا بالتحسن عليهم وإعطائهم من الصدقات. وهؤلاء تجدهم في أزمات الدول يتراكضون أمام دوائر الدولة ليأخذوا حصة من مساعدات كالطحين أو السردين المعلب أو الزيت الخ، وإذا ما ارتأت الدولة دعم سلعة كالوقود، يحضرون تواقيع عشرات المخاتير من أجل إعفائهم من بعض الفلوس. وتجدهم يتزاحمون على لحوم الأضاحي ليأخذوا نصيبهم منها أو يتجمهرون أمام لجان الزكاة ليأخذوا بعض ما يجود عليهم به الغير. إنهم ليسوا محتاجين وليسوا فقراء، لكن المسألة أصبحت مبدأ بالنسبة لهم!


    ومنها، من تعلم تلاميذها ومريديها بإنكار أي مظهر من المظاهر التي قد تفضح ـ لا سمح الله ـ وضعهم، أمام دوائر الضريبة، أو أمام الراغبين في اقتراض بعض المال لقضاء بعض حاجاتهم من الأقارب أو الأصدقاء.

    وهناك مدرسة وهي التي ينتمي إليها آل (منفوخ الفرشة)، لا تحب العلاقات العامة مع الناس، ولا تحب أن تظهر بمظهر الفقير، بل تحاول اقتناء ما هو ثمين ولبس ما هو ثمين وأكل ما هو غالي، ولكن دون التفريط بفلس واحد على غير وجه حق، وعندهم مثل (الغالي ثمنه فيه)،وعند تحليل المثل نجد وراءه دوافع اقتصادية..

    فاقتناء الثمين كالأثاث أو الملابس أو حتى الكتب، قد يبيعها أصحابها في سعر أغلى عندما تشح مثل تلك النوعيات من السوق. وأكل ما هو غالي، سيجنب الأسرة دفع قيمة الأدوية والعلاج وغيره!

    مات أحد أفراد آل (منفوخ الفرشة) لنرى كيفية التصرف وفق تعاليم المدرسة التي ينتمون إليها..

    وضعوا إعلانا بجريدة بطول 3x4 سم مكتوب فيه عنوان بيت العزاء وموعد الجلوس من الساعة الثامنة الى الساعة العاشرة مساءً [ في رمضان] ومدة العزاء ثلاثة أيام فقط، كانوا يرغبون في تحديد مدة الجلوس، لكن ذلك سيكلف بدل إعلان أكثر.

    كانوا يعلمون أن الناس يأتون وقد أفطروا وشربوا ماءً وشراباً وتناولوا الحلوى، ومنهم من يذهب لصلاة التراويح، وكل هذا سيكلفهم فقط أجور الكراسي والإضاءة وقليل من القهوة السادة، وقليل من الماء.

    كانت وصاياهم لبعض، أن يرفضوا أن يقدم لهم أحدٌ عرضاً بإحضار الطعام، فهذا سيفتح باباً من العلاقات غير المرئية، ومن يضمن أن أموات الآخرين ممن يعرضون إحضار الطعام، لن يكونوا أكثر من أموات (آل منفوخ الفرشة)، ثم ماذا سيفعلون بطعام كثير يعدونه الآخرين؟

    كل شيء سار حسب الخطة الموضوعة، إلا عندما زارهم قبل المساء ضيوف لتقديم العزاء، ومن مدينة بعيدة، لم يحب آل منفوخ الفرشة أن يُقال عنهم كذا! فتطوع أحدهم وقال للضيوف: اسمحوا لنا أن نقوم بإعداد طعام الإفطار، لم يعتذر الضيوف عن قبول ذلك العرض، فأعد آل منفوخ الفرشة طعام (المَنْسَفْ).

    من المعروف أن المنسف يؤكل بالأيدي وبدون ملاعق ومن قصعة واحدة لعدة مشتركين، وقد يكون اسمه أُخِذ من تلك الهيئة. لكن آل منفوخ الفرشة، ابتدعوا طريقة مختلفة لتقديم المنسف وهي سكب عدة ملاعق من الأرز في طبق ووضع كوبا من اللبن المطبوخ بجانب الطبق ثم وضع قطعة من لحم الضأن وحبات من صنوبر فوق الطبق.

    تفاجأ الضيوف ومن تأخر من الأقارب بتلك الهيئة لتقديم المنسف، فأنكروها بدواخلهم، لكنهم لم يعلنوا عن تذمرهم. وبعد أن رُفع أذان المغرب وأُعلن موعد إنهاء الصيام، تناول الضيوف بعض حبات من تمر وقليلا من الماء، وما أن هموا بتناول الطعام حتى كان لا بد لهم من سماع بعض الملاحظات من مضيفهم ( يا أخوان اللي بده مزيد من الرز، هذا القدر موجود) ( يا أخوان لا تستحوا كلوا براحتكم) ( يا أخوان مكان غسل الأيدي والوضوء من هنا!) ..

    لم يكمل أحد من الحضور ما سُكب في طبقه من كمية قليلة من الرز، ولم تنقص أكواب اللبن كثيرا، حتى أن اللحمة لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية! وكله محسوب!!

المواضيع المتشابهه

  1. الفرصة الذهبية ..!
    بواسطة ميساء حلواني في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-19-2017, 04:22 PM
  2. نداء ودعوة لجميع الإخوة الفرسان إلى اغتنام الفرصة والفوز برضا الله تعالى
    بواسطة ريم اليافي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-26-2014, 09:49 PM
  3. الفرصة الأخيرة.............محمد محضار
    بواسطة محمد محضار في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-29-2011, 07:51 AM
  4. الفرصة ق . ق .ج
    بواسطة ياسر ميمو في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-14-2011, 01:25 PM
  5. الربح مضمون 100% لا تفووووتوووو الفرصة!!
    بواسطة الوسيم2007 في المنتدى مال وأعمال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-30-2007, 09:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •