اللحظات السعيدة...
كان شعور الوحدة يسيطر على مشاعرها,يطاردها هذا الشعور كثيرا,يذكرها بالماضي المؤلم,تلك اللحظات الفاصلة التي حسمت مسار حياتها وتركتها نهبا للهواجس الغريبة.
دقت الباب,دقته بيد مرتجفة, إنه اللقاء الأول.
خرج لها بطلعته الجميلة التي عهدتها فيه ملامحه الذكية,كان حائر النظرات ,متردد الخطى , مشاعره المتخبطة ألجمته عن أن ينبس ببنت شفه.
كان يجب أن يخرجا عن تلك اللحظات الخرساء المزعجة.
-طمني عنك حبيبي
-بخير
-أنت تعلم أننا سوف نخرج لنزهه
-نعم أعرف
كانت الحديقة تعج بالناس ,رغم ذلك تنعم بهدوء غريب.
-انظري ماما !!أنه يمسك يدها...لقد وضعها...قبلته!!!!
-يا للهول
-انظري هناك يبدو أنه مازالوا حديثي عهد في التعارف , يأخذ هاتفها , تحمر خجلا...
-حسبنا الله ونعم الوكيل..
خرجا إلى سوق شعبي ربما وجدا مناخا وهواء أكثر نظافة...
الطفل:
-لنأكل تلك الوجبة الرائعة التقليدية.
-كشك الفقراء؟
-صار اسمها كشك الأمراء
-لماذا؟ لأن الناس اغتنت ولم يعد أي إنسان يستطع أكلها.ثمنها ارتفع كثيرا عن السابق.
-لا أظن.. لم أقتنع بهذا السبب
-لا يهم الاسمان متقاربان..
-في هذا الزمان لم يعد يهم سوى نحن فقط...
-ربما
الأم:
لنشتري شيئا لك
-حسنا
-ماما هذا سعره غالٍ
حتى هنا لم نجد من ينصفنا..ويواسينا ..
-وهل كنت تنتظر ذلك؟
-ألم يروننا جيدا؟
-مثلنا مثل كل الناس!!! نحن بخير
-نعم كما ترين, لكنني لم أعد أريد شيئا.
-طبعا لأنك اكتفيت بما قدم لك من أشياء كثيرة.
-لا لم اعن ِ ذلك.
رن الهاتف الجوال
-انتهى المشوار
-ماما
-نعم
-لم أشبع منك أبدا , دعيني أنام في البيت عندك.
-لن أستطع
- أمري لله هذه المرة ولكن ما شغلني سؤال واحد أريد إجابة له قبل أن أعود
-؟
-لماذا لا يزالون يرددون الحكايات؟
-أي حكايات تلك التي يرددونها؟
-حكايات اللحظات السعيدة
-؟؟؟؟
كشك الفقراء/كشك الأمراء : مثل طبق المهلبية ولكن بطريقه تخص الشام ومحل تقليدي مشهور هو من أبدعها: بكداش في سوق الحمديه التقليدي بدمشق
أم فراس 6/11-2008