القصيبي يكتب قصيدة الوداع داخل مستشفى أمريكي ويرسلها إلى ابنته هديل
يرقد الوزير والشاعر والروائي السعودي المعروف غازي القصيبي بأحد مستشفيات الولايات المتحدة الأمريكية.
القصيبي الذي يبلغ من العمر الآن سبعين عاماً كان قد صدر له ما يزيد على التسعة دواوين شعرية، ومثلها في الرواية، وكتب العديد من المؤلفات وشغل العديد من المناصب الحكومية منها سفير المملكة العربية السعودية في لندن، ووزير عدد من الوزارات وآخرها العمل.
وكتب القصيبي، الذي يعاني مرضاً عضالاً، قصيدة أطلق عليها البعض "قصيدة الوداع" ، وأرسلها إلى ابنته وفيها يقول:
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضّني
بصدره المشؤوم همّي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجى سيّدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهًا ، ها أنا
أعود إذ لم يبقَ إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فاغفر أيا ربّ لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
أرتّل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً في الاهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤذنّي في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني ... هديل