وَ تَنصحُها صَديقتُها :
حَذَارِ , فَإِنَّهُ " عُمَرُ " ..
وَ بَحرٌ مَوجُهُ خَطِرُ
وَ تِيهٌ دَربُهُ وَعِرُ ..
وَ مَنْ هَامُوا بِهِ هَلَكُوا
وَ ضَلُّوا عِندَمَا عَبَرُوا ..
حَذَارِ , فَإِنَّهُ " عُمَرُ " ..
...
تَرَينَ الهِرَّ فِي عَينين
يَربضُ فِيهِما نَمِرُ ..
وَ ثَغرًا بَاسِمًا
مَنْ
- فِيهِ -
تَغفُ
- اللَّيلَ -
تُحتَضَرُ ..
وَ مَنْ أَغوَى صَبَابَتَها
- عَلَى كَفَّيهِ -
تَنتَحِرُ ..
وَ مَنْ ذَابَتْ بِنَارِ هَوَاهُ
مَا أَمسَى لَهَا أَثَرُ ..
حَذَارِ , فَإِنَّهُ " عُمَرُ " ..
...
حَذَارِ الآنَ , إِنَّ غَدًا
بِهِ لَنْ يَنفَعَ الحَذَرُ ..
وَ صُدِّي السِّحرَ فِي شَفَتِيهِ
عَلَّ السِّحرَ يَندَحِرُ ..
حَذَارَيهِ , إِذَا أَغرَاكِ
- يَا بَلهَاءَ -
يَنتَصِرُ ..
هُوَ الإِعصَارُ إِنْ يَشتَدّ
لَا يُبْقِي , وَ لَا يَذَرُ ..
حَذَارِ , فَإِنَّهُ " عُمَرُ " ..
...
سَتَختَمِرينَ فِي أَشعَارِهِ
إِنْ يَسكَرِ السَّمَرُ ..
وَ تَحتَرِقينَ
- بِالأحزَانِ -
لَمَّا يَنقَضِي الوَطَرُ ..
وَ يَذوِي سَوسَنُ الخَدَّينِ
فِي النِّيرانِ يَستَعِرُ ..
وَ تُقْطَفُ زَنبَقَاتُ لَمَاكِ
كَرْمُ النَّهدِ يُعْتَصِرُ ..
فَيَسكُنُ رُوحَكِ الهَذَيَانُ
يَنْهَشُ قَلبَكِ الهَذَرُ ..
حَذَارِ , فَإِنَّهُ " عُمَرُ " ..
...
أَمَا - وَ اللهِ - لَو تَدرِينَ
أَنَّ القَلبَ مُنفَطِرُ ..
بِمَا قَالَتْ وَ مَا كَذَبَتْ
وَ أَنِّي عَاطِرٌ نَضِرُ ..
وَ أَنَّ هَوَايَ بُستَانٌ
وَ بِالرَّيحانِ مُزدَهِرُ ..
أَنَا العُنقُودُ فِي عَينَيكِ
- رَهْنَ الرِّمْشِ -
أَختَمِرُ ..
أَنَا المَفتُونُ
- يَا نَجوَايَ -
فَوقَ الجَمرِ
أَصطَبِرُ ..
أَنَا المُلتَاعُ
- فِي الصَّحراءِ -
لَا ظِلٌّ
وَ لَا مَطَرُ ..
أَنَا
- فِي اللَّيلَةِ الظَّلمَاءِ -
أَسْتَجْدِيكِ , يَا قَمَرُ ..
أُحِبُّكِ , لَو عَرَفْتِ الحُبَّ
مَا دَارَتْ بِكِ الفِكَرُ ..
وَ لَا صَدَّقْتِ عَاذِلَةً
وَ لَا آزَرْتِ مَنْ غَدَرُوا ..
وَ لَا - وَ اللهِ - لَو تَدْرِينَ
أَنِّي - فِيكِ - مُنصَهِرُ ..
لَمَا سَنَّنْتِ حَدَّكَ
لَا ..
وَ لَا طَعَّنْتِ , وَ القَدَرُ ..
...
دير الزور
8 - 1 - 2008