الشيخ محي الدين بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد الأول
(1276-1350)_ (1859-1931)
عاش عن عمر يناهز (72) سنة
...
كان الشيخ محي الدين رجلاً عالماً وأديباً،ضليعاً باللغة العربية والعلوم الشرعيـــة ، يهوى الكتابة والتدريس ،اختير أستاذاً للغة العربية والتربية الدينية في المدرسة التجهيزية للبنات ودار المعلمات بدمشق،فأحبت تلميذاته أخلاقه العالية وسلوكه الهادئ ودروسه القيمة،وكان خير موجه لهن .
عمل بجد وإخلاص على تثقيف الفتاة ثقافة سليمة وتحليها بالأخلاق الحميدة،فتخرج على يده فئة من الطالبات أصبح لهن دور مرموق في الحركة الأدبية والاجتماعية وفي النضال القومي بدمشق،ما فتئن على الدوام يذكرنه باعتزاز ومحبه وتقدير.
ألف الشيخ محي الدين كتاباً بعنوان: (نور الجنان في آداب القرآن)، وكتاباً آخر في القرآن عنوانه: (حسن البيان في آداب مفردات القرآن) يشتمل على تفسير ألف ومائتين وتسعين كلمة من الذكر الحكيم، يبين فيه أولاً معنى الكلمة بعبارة موجزة بحيث يسهل فهمها على المبتدئ،ثم يذكر أحياناً من تلك الزيادات ما يختص بمعرفة المنتهى من ذلك،بعد أن يورد تفسير كلمة بمعنى مجازي ينبه إليه بذكر حقيقتها اللغوية في قوله:وأصل معناها كذا أو حقيقتها كذا وما أشبه ذلك، مستشهداً لها في الغالب ببيت من كلام العرب.
أنشأ المرحوم الشيخ محيي الدين أبناءه على تحصيل العلم واكتساب الأخلاق الفاضلة،تخرج اثنان منهم في الطب البشري (الدكتور محمد جميل والدكتور تيسير) واتجه الثالث (عمر نظمي) نحو السلك العسكري وتخرج من المدرسة الحربية باسطنبول،أما ابنتاه (فاطمة ومكية) فقد تخرجتا في دار معلمات دمشق وعملتا في سلك التعليم .وكانتا مربيتين فاضلتين.
توفي المرحوم الشيخ محيي الدين سنة (1350) للهجرة،ودفن في مقبرة الأسرة في سفح جبل قاسيون.