عُـــــذراً
عُـذراً إذا هتكتُ صمتَ حيرتك
وأيقظ الدمعُ الوجومَ من سباته
فرُبَّ دمعةٍ تحرر الأنفاسَ من براثن اختناق
وتصهرُ الأقفالَ في زنزانة اغـتراب
* * *
عــذراً فما للصبر من سبيل
وقد لوى عـزيمتي الأسى
وهـدَّني المُصاب
فاحـدودب المـدى
وناحت النجومُ فوق جثة النهار
واشتعـل الـنـدى
وبين شقيّ الرَّحى هشيمُ أمنيات
لا تسأليني كيف أو لماذا أو متى
ففي السؤال مقتلُ الجواب
* * *
آهات ألف قرن
تدقُّ في صدري طبولها
ما أفصح الصدى
لا تسألي
قد صفَّد الصقيعُ دفقَ خافقي
وبسمتي التي كانت على أرجوحة الأمس البعـيد
تناثرت في قفر لوعتي أشلاء
ضاعت سُدى
واستوطن الخراب
عـقيمٌ العـذاب
ورُبَّ دمعة كانت ولادة
في مأتم انتظار
* * *
ما بين ضفتيّ الجُرح
مزمجرٌ لا يستكين بحر النار
والوردُ مهمومٌ كئيب
حَـسـيـر
ينوح حتى الاختناق
حتى الانكسار
وعـندليبٌ ريشُهُ تلهو به الرياح
قد حزّ صوتَه الوجع
ويرقص الغُراب
* * *
الأحرف الأولى التي كتبها ذات ارتقاب
أودى بها الظمأ
تئن تحت كثبان الأسى
ولا تمرُّ من هنا القوافل
* * *
الفجرُ مفجوعٌ حزين
تثاقلت خُطاه
يؤجِّج الدُّخان غـضبته
يحاول اغتياله قبل البزوغ
والشمسُ باردة
في سكرة احتضار
* * *
ثمة ريحٌ ضارية
قد أدركت غاياتها
همَّت بالانصراف
ومن بعـيدٍ ريح
محمومةُ الخُطى
موتورةٌ
في مقلتيها يقدحُ الشَّرر
تقضُّ مضجعَ التُّراب
يُعـربدُ الغُـبار
* * *
أوّاه ما أمرَّ طعـم العُـمر في متاهة الغـياب
ورحلة على عَجَل
في قبضة الإعـصار
.
.
.
ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف