صحيفة زهران - خاص :

استضافة " صحيفة زهران " الشاعر والاديب السعودي : صالح بن سعيد الهنيدي الزهراني في حوار اجرته معه من طراز مختلف جداً ليتصدره الشفافية المطلقة بعيداً الحوارات التقليدية ليتمركز حول التقدم الالكتروني وماحوله و عن ماهية فوائده واساليبه و سلبياته نورد لكم نبذة مختصرة عن الضيف هو :صالح بن سعيد بن صالح الهنيدي الزهراني . من مواليد منطقة الباحة بالمملكة العربية السعودية عام 1393هـ . 1973م . حصل على شهادة البكالوريوس لغة عربية جامعة أم القرى فرع الطائف عام 1415هـ ويعمل الآن معلمًا للغة العربية بوزارة التربية والتعليم . ينتسب الى رابطة الأدب الإسلامي العالمية و عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب . وكذلك عضو في مؤسس للمنظمة العربية للإعلام الثقافي الإلكتروني وعضو لجنة الحريات بالمجلس الاستشاريللمجلس العالمي للصحافة . و كذلك عضو نادي الباحة الأدبي .وهو المؤسس والمشرف شبكة المرافئ الثقافية – منتديات مرافئ الوجدان و رئيس تحرير مجلة المرافئ الثقافية الإلكترونية . يحرر زاوية أسبوعية في صحيفة زهران الإلكترونية بعنوان ( صهيل الكلمات ) .
صدر له ديوان ( مرافئ الوجدان ) 1422هـ.
صدر له كتاب ( من وحي القرية ) 1426هـ.
صدر له ديوان ( وطني ومشاعر قلب ) 1427هـ.
صدر له ديوان ( قراءة في أبجديات مغتربة ) 1430هـ .
صدر له ديوان ( أريج البوح ) ديوان صوتي 1430هـ .
له كتاب ( دلائل الاستيقان ) مخطوط .
له دراسة عن أدب الدكتور زكي مبارك – ( مخطوطة ) .
له كتاب عن عوامل هدم اللغة العربية ( مخطوط ) .
اختير للمشاركة في مهرجان ( الشعر الإسلامي في مواجهة الإرهاب ) والذي نظمته رابطة الأدب الإسلامي العالمية بمدينة الرياض على مستوى المملكة العربية السعودية عام 1427هـ .
رُشّح للمشاركة في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث عام 1430هـ .
اختيرت بعض قصائده ضمن أضخم أنطولوجيا للشعر العربي المعاصر والتي طبعت بعنوان ( قلائد الذهب الشعرية ) باللغتين الإنجليزية والرومانية .
أجريت معه لقاءات في الصحف والمجلات التالية : صحيفة الرياض , صحيفة البلاد , صحيفة الجزيرة ، صحيفة القاهرة الأسبوعية , صحيفة زهران الإلكترونية .ترجمت له الموسوعة الكبرى للشعراء العرب خلال خمسين عامًا .أحيا الكثير من الأمسيات الشعرية ونشر شعره في أغلب الصحف والمجلات والدوريات العربية والإلكترونية .زكَّى وأشاد بتجربته الشعرية والنثرية العديد من النقاد العرب .

ونورد في ذلك نص للحوار الذي دار بين محرر ( صحيفة زهران ) و ضيفنا الكريم الذي حدثنا بكل شفافية .

كيف تقيم لنا الحضور الثقافي والإبداعي عبر الشبكات العنكبوتية العربية، هل هو بالمستوى المطلوب ؟..

الشبكة العنكبوتية أو المشباك الإلكتروني كما يسميه أستاذي الدكتور إبراهيم عوض بات ضرورة حتمية في هذا الزمن الفضائكتروني وهناك جهود ثقافية وإبداعية جديرة بالاهتمام على مستوى الوطن العربي الكبير حيث فُسح المجال للعديد من الأسماء الإبداعية الشابة من الجنسين وأصبح التقارب والتلاحم بين الأدباء العرب بشكل يثلج الصدور بعد أن عشنا ردحًا من الزمن نطالب بعُشر هذا التواصل البنَّاء بين أبناء العالم العربي الفسيح , فالشبكة العنكبوتية فتحت النوافذ والأبواب على مصاريعها لمبدعين وجدوا من خلالها بغيتهم وانتشروا ونشروا إبداعاتهم بشكل رهيب من خلال نقرة زرٍّ كما يقال .. وفي المقابل لا يزال العديد من الأدباء والنقاد العرب يعيش ( الأميّة الإلكترونية ) فلا يجيد التعامل مع هذه التقنية الكبيرة ولا يستطيع التواصل من خلالها وأخشى أن يأتي زمان يسقط هؤلاء في أتون التجاهل وبراثن اللااهتمام !!
والأسماء كبيرة وعديدة والأمية الإلكترونية تتسع باتساع تجاهل هؤلاء وابتعادهم عن هذا المضمار الفسيح .

هل هو يعكس الواقع الثقافي والإبداعي كما هو موجود فعلاً أم أن ثمة نواقص ينبغي تلافيها لاكتمال الصورة عبر هذه الوسيلة الإعلامية المنتشرة في كل أصقاع الأرض ؟.

لكل زمان تقنياته ووسائل اتصالاته , ولكل جيل أدبي مداركه وأفكاره وطرائق تعابيره ؛ وهذا الجيل منحه الله تعالى هذه الوسائل الإلكترونية وهو يعكس–ولا شك – الواقع الذي يعيشه أديب اليوم والهموم والآمال والتطلعات ولكن بشيء من الصراحة والبوح الواقعي ؛ إنّ ما كان يعاني منه أديب الأمس من عدم القدرة على التعبير عمّا يخالج مشاعره أو البوح المجتزئ لأفكاره ؛ أصبح اليوم طيّ النسيان , وشاخ مقصُّ الرقيب وعجز عن ملاحقة الإبداعات اليومية والمتسارعة بشكل هائل وفي أوقات محدودة جدًا .
ينقص ( الأدب الإلكتروني ) حماية الحقوق الفكرية والأدبية وهذه سهلة المنال متى ما أُخذتْ بمحمل الجدية , وقد ناديتُ منذ سنوات بإيجاد موقع إلكتروني ضخمٍ تابع لجامعة الدول العربية ويكون كالأرشيف لإبداعات المبدعين بحيث يبدأ الأديب والأديبة بنشر إبداعهم في هذا الموقع ويكون بأسمائهم الصريحة , ويصبح لكل أديب عربي صفحة خاصة بإبداعاته ولا يتحكم بها غيره وينشر فيها نصوصه قبل نشرها في أي موقع آخر وبهذا يضمن أحقيته في النصّ المنشور ويحق له مطالبة الجهات المسؤولة حين يجد نصه ممهورًا باسم آخر . وبالتالي يتوجب أن توجد محكمة شرعية إلكترونية يحقُّ لها تعقّب سارقي الإبداعات أينما كانوا وتؤخذ التعهدات على الدول المشاركة في هذا الميثاق بتسهيل مهامها حتى تؤدي أدوارها المنوطة على أكمل وجه وأتمه .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ما وجهة نظرك من خلال تجربتك الشخصية في خوض غمار هذا الميدان الثقافي والإبداعي عبر موقعكم الالكتروني ؟

ولجتُ إلى ميدان النشر والكتابة الإلكترونية منذ عشر سنوات تقريبًا وقد اكتسبت خلال هذه الفترة الكثير من مهارات الكتابة الإلكترونية والفكر الإلكتروني وشكَّلت رؤية واضحة جدًا في هذا المضمار واكتسبت صداقات عريضة من الأدباء والأكاديميين والنقاد العرب ممن أكنُّ لهم كلَّ تقدير ويطول المقام لو أردت استعراض الأسماء .. وشبكة ومنتديات مرافئ الوجدان الثقافية بحمد الله تحتلُّ مكانة كبرى لدى شريحة كبيرة جدًا من المبدعين والنقاد العرب وسنحتفل بمرور أربع سنوات على تدشينها إن شاء الله تعالى ؛ وإدارة المرافئ تحاول جاهدةً أن تقف بتوازن بين ثقافتي الانحدار والتشدُّد وهاتان الثقافتان هما الغالبة لدى شريحة كبيرة من المنتديات , فأصبح مرتادو مرافئ الوجدان من الطبقة الواعية المثقفة من أكاديميين وأطباء وأدباء وشعراء ومبدعين . كما نسعد في مرافئ الوجدان بانطلاق الكثير من الطاقات الإبداعية والمواهب الأدبية .
لقد أصبحت لديَّ ثقة كبيرة في ضرورة التواصل الإبداعي من خلال المشباك الإلكتروني وأنَّ زمن الصالات الثقافية للأمسيات والمسامرات والندوات بدأ في الاضمحلال وسيصبح يومًا ما عُرضة للغبار والإهمال !!

ابتكرت مرافئ الوجدان أفكاراً كثيرة ومنها فكرة انتخابات مجلس الإدارة .. كيف تقيّم لنا هذه التجربة الفريدة ؟

انبثقت فكرة انتخابات مجلس إدارة مرافئ الوجدان منذ أمد ليس بالقريب حيث كان هاجس الإدارة الكريمة فعملنا على الدعوة إلى إنشاء الجمعية العمومية لمرافئ الوجدان وبالفعل التحق بالجمعية العمومية ما يقارب مئة وأربعين عضوًا جلهم من مثقفي الوطن العربي الكبير وكان اجتماعنا الأول أيام السبت- والأحد - والاثنين 8/9/10/أغسطس 2009 وكانت تظاهرة ثقافية كبيرة جدًا ناقشنا فيها العديد من البرامج والمقترحات أبرزها إنشاء رابطة المرافئ الثقافية وانتخابات عضوية مجلس الإدارة وغيرها .. وكانت انتخابات مجلس الإدارة ثمرة لهذا الاجتماع الكبير حيث دعونا للترشيحات فانضم إليها تسعة مرشحين من خيرة الكتاب والمثقفين وبدأت الانتخابات يوم الأحد 24 - 1 - 1431هـ وانتهت يوم الاثنين 17 - 2 - 1431هـ وقد شارك في اختيار المرشحين ستة وستون عضوًا وبلغ عدد الأصوات تسعة وثمانون صوتًا وكانت الانتخابات مظهرًا واسعًا من مظاهر الشورى شهد بذلك العديد من المثقفين والمثقفات , وكان لمرافئ الوجدان أسبقيات في إيجاد مجلس إدارة مفعل منذ ثلاث سنوات تقريبًا حيث بلغ عدد الاجتماعات مايقارب ثلاثين اجتماعًا , وأيضًا استحقت المرافئ قصب السبق في العديد من المناشط والفعاليات والأيام الثقافية كيوم الطفل المرفئي , ومسابقة المرافئ الأدبية والتي كان لها أثر كبير في المنتديات الأدبية الأخرى وابتكرت مرافئ الوجدان فكرة المهرجانات الأدبية الإلكترونية وكان من ثمرتها مهرجان المرافئ الترفيهي ومهرجان المرافئ الثقافي , ولا تزال المرافئ تطمح إلى الكثير والكثير من الأنشطة والفعاليات والأفكار الاستباقية حيث نفكر جديًا في إنشاء إذاعة المرافئ الثقافية وأكاديمية المرافئ الأدبية وقناة المرافئ الفضائية إن شاء الله تعالى وهذا غيض من فيض مجلس الإدارة سواءً النسخة الأولى أو نسخته الجديدة .

ما رأيك بالمواقع الالكترونية للأندية الأدبية في المملكة ؟

حتى نكون منصفين فبعض الأندية الأدبية تقوم بدور مهمٍّ في الحراك الثقافي في بلادنا أما البعض الآخر فلا يزال يراوح مكانه منذ شُكِّل مجلسه الجديد !! ولكن مما يعاب على الكثير من الأندية الأدبية مع الأسف استقطاب الأسماء نفسها وذات التوجه نفسه فأصبح التكرار ممجوجًا فأُحرقتْ أسماء كان يراد تلميعها !! بالنسبة إلى تعاطي الأندية الأدبية مع الشبكة العنكبوتية فهناك ثلاثة أصناف واسمح لي بالاحتفاظ بالأسماء . صنفٍ دشّن موقعه الإلكتروني إيمانًا منه بضرورة هذه الخطوة واعترافًا بأهمية الإنترنت في زمن الانفجار الفضائكتروني وأجاد في رسم صورة عصرية لناديه الأدبي وأضحى مرتادو موقعه يثنون على تلك الجهود الحثيثة وروعة التواصل وجدية الأطروحات .
وصنفٍ آخر دشّن موقعه الإلكتروني تقليدًا لا إيمانًا بضرورة مدِّ الجسور مع المتلقي القريب والبعيد ولهذا مات موقعه الإلكتروني في المهد قبل أن يصل مرحلة الفطام .
وصنفٍ ثالث لم يرَ الضرورة الملحة في الاستفادة من هذه التقنية وهذا الصنف لا يزال يعيش العصر الغابر ولم يعلم أرباب هذه الأندية أن الزمن يتسارع والمناشط القديمة لم تعد تغري الأدباء وأخشى أن يأتي زمان وتبقى مثل هذه الأندية الأدبية عبئًا على الحراك الثقافي وليست رافدًا من روافده !!

أي هذه المواقع برأيك أكثر نشاطاً ولماذا ؟
طلبتُ منك السماح لي بعدم ذكر الأسماء !!
والمبحر عبر الشبكة العنكبوتية يعرف تمام المعرفة مدى الجهود المبذولة من بعض الأندية الأدبية في هذا الميدان فالبعض تجاوز مرحلة البدايات , ولكنّ البعض لم يعِ حتى هذه اللحظة طبيعة العصر ومتطلبات المرحلة , وليست العبرة بكثرة الزوار والنشاط ولكن بالأثر الإيجابي الذي يتركه ذلك المنشط الثقافي في نفوس متلقيه , فمفهوم الثقافة أوسع من مجرد نشاط إبداعي ليصل بالفرد إلى التغيير الإيجابي الملموس وإلى زرع القيم الأخلاقية النبيلة والتي تستمدُّ نورها من قبس ديننا الإسلامي الحنيف .

ما هي اقتراحاتك لتطوير هذه المواقع وتفعيلها على أكمل وجه ؟
أعتقد أن الموازنة بين الشكل والمضمون كفيل بالارتقاء بمواقع الأندية الأدبية وتطويرها ويأتي ضمن ذلك المقترحات التالية :

أ‌)إيجاد وسائل للتواصل مع أدباء المنطقة عمومًا وتفعيل دور البريد الإلكتروني وأنواع التواصل الأخرى تبعًا لذلك .
ب‌)تدشين منتديات ثقافية تابعة للأندية الأدبية يتم من خلالها تلاقح الأفكار والأطروحات وإعطاء مساحة حرة لنقد الأندية الأدبية بشكل موضوعي للوصول بها إلى المستوى المأمول .
ج‌)نشر كلِّ الكتب الصادرة عن الأندية الأدبية ألكترونيًا من خلال مواقعها حتى يتسنى للباحثين الاطلاع على كل جديد لدى تلك الأندية .
د) نشر البرنامج الثقافي كاملاً بداية الموسم الثقافي حتى يتسنى للجميع الاطلاع عليه وترتيب الأوقات بموجبه .
هـ ) إقامة المسابقات الثقافية بتنوعاتها من خلال المواقع الإلكترونية .
و) الاستغناء عن دوريات الأندية الأدبية الورقية وتدشين مجلات إلكترونية تقوم مقامها وترتبط مباشرة بالموقع الإلكتروني العام .
هذه بعض المقترحات لتطوير أداء الأندية الأدبية إلكترونيًا والأفكار كثيرة ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق .

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الصحيفة الالكترونية أكثر حضوراً في واقعنا المحلي بالمملكة أم الصحيفة الورقية ؟.. وما الفرق بينهما برأيك ؟

في اعتقادي الجازم أن الصحافة الإلكترونية فاقت الورقية حضورًا وانتشارًا وإثراءً وسبقًا للأخبار ؛ ولستُ من المتشائمين إذا قلت إن الصحافة الورقية تعيش حالة
( احتضار! ) ولا أودّ أن أزيد من دائرة التشاؤم لأثبت أن قرَّاء الصحف الورقية أخذوا في الاضمحلال ويشهد على هذا حجم المبيعات المتناقص منذ أمد , ولكنَّ ذكاء بعض رؤساء التحرير حوّل هذا العجز إلى قدرة بافتتاح مواقع إلكترونية خاصة بالصحف ليواكب هذا التطوُّر المتسارع ولكن مع الأسف أنها تدار بفكر صحفي بدائي !! ولا تقارن البتة بالصحف الإلكترونية غير الرسمية في سرعة التقاطها للأخبار وفي تقنياتها العالية وفي انتشار مراسليها وحسِّهم الصحفي العصري ؛ ورغم هذا يعاب على بعض الصحف الإلكترونية تضخيم الأخبار وتزييف بعض الحقائق وفبركتها حتى تحقق أكبر قدر من المرتادين !! وهذا عيب سيشنق بعض الصحف يومًا ما بحبل الزيف والكذب !!
اسمح لي أن أقف عند عبارة ( واقعنا المحلي ) التي وردت في سؤالك لأؤكد على حقيقة مهمة جدًا وهي أن الفضاء الإلكتروني قد أذاب الحدود الجغرافية وبات العالم برُمَّته قرية صغيرة جدًا جدًا مترابطة الأطراف بحيث ظهرت صحفٌ إلكترونية كثيرة جدًا لا تنتمي إلى قطر أو بلد محدد بل دمها ممزوج من كلّ الدماء العربية والإسلامية .


كيف يتم تقنين الصحف الالكترونية وتفعيلها فنياً على مستوى البرمجة والخدمات من قبيل التصفح في الأرشيف، وخاصية البحث، وخاصية الاستفسار وطرح الأسئلة والحصول على الأجوبة، وخاصية الحصول على الصور، وخاصية الانتقال إلى الموضوعات المثيلة في المواقع الأخرى بواسطة هذا الموقع الالكتروني لهذه الصحيفة ذاتها، والخاصيات الأخرى التي تسهل للقارئ والمطّلع الاستفادة الكبرى من هذه الصحيفة الإلكترونية المفعلة تفعيلاً جاداً ومبسطاً وموسعاً في الوقت نفسه ؟

بحر الشبكة العنكبوتية لا ساحل له ويشهد تجديفًا حثيثًا على الدوام ؛ وما يعدُّ اليوم تقنية حديثة يشهد له بالتخلف غدًا , فالركض في هذا المضمار لاهث ومضنٍ .
وإجابة على سؤالك أرى أن برنامج إنفينتي ( infinity ) هو أحدث البرامج لتصميم الصحف والمجلات الإلكترونية لسهولة استخدامه ولتقنياته الهائلة وكلُّ ما ذكرتَه من تقنيات تصل بالقارئ إلى الرضا التام عن جهد الصحيفة ومتابعتها استطاع هذا البرنامج المذهل أن يوجده بكل اقتدار . تبقى جهود القائمين على الصحيفة هي المؤشر الأوضح لقدرتها على الاختلاف وطرح الأجدر بالقراءة والمتابعة , ولعل شمولية الصحيفة والمجلة الإلكترونية هي الجهة التي تجذب بوصلة المتابع .

الاختلاف في الرأي .. الصراعات الثقافية .. الاختلافات النقدية .. التباين في وجهات النظر .. الاتجاهات المعاكسة .. التضاد في المدرسة العلمية الواحدة.. المقارنة بين مدرستين .. الخ الخ الخ .. ألا يمكن تقنين كل ذلك بلغة مهذبة وأدبيات جميلة تحفظ احترام كل منا الآخر والحفاظ على حقوق الآخرين في إبداء رأيهم وعرض ثقافتهم والاستفادة من اختلافنا معهم وما إلى ذلك ؟.. ما رأيك في البحث عن لغة جديدة تتميز بالإبداع من جهة وبالأخلاقيات المتبادلة من جهة أخرى ؟.. ألا ترى أن الصحف الالكترونية أفضل بكثير لإيجاد هذه اللغة وتكريسها في مجتمعاتنا ؟

ولماذا نبحث عن لغة جديدة وهي موجودة منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا ؟!
ألم يقل الله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام في دعوتهما لفرعون : ( فقولا له قولاً لينًا ) رغم تفاهة فكر فرعون وضحالته .. ثم ألم يأمرنا الله تعالى في خطابنا مع اليهود والنصارى بقوله : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ) ؟!
هذا منهج رباني تعلمناه من أخلاقيات ديننا الحنيف ؛ إنّ ما نعاني منه في أدبياتنا هو فقدان الاحترام للآراء الأخرى المخالفة والحكم عليها مسبقًا بالإعدام !!
ومقولتا الإمام الشافعي الشهيرتان : ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) و( ما ناظرت أحدًا قط إلا وتمنيت أن يجري الله الحق على لسانه ). تبينان مدى فهم السلف الصالح لثقافة الاختلاف .
هذا المفهوم لثقافة الاختلاف والخلاف لا يكرَّس من خلال صحيفة ثقافية بل يجب يُرعى من خلال المؤسسات التربوية الحكومية والخاصة وأن يوضع ضمن المناهج الدراسية للمراحل المختلفة وأن يُهتَم به من قبل النخب الدعوية والثقافية والأدبية ؛ هو خلق سامٍ يجب أن يختلط بنسيج المجتمع عمومًا وبفكر أفراده .


ما أكثر المواقع الالكترونية والمنتديات الثقافية والإبداعية شهرة وعطاءً وفائدة للمجتمعات العربية برأيك ؟

لو أردت أن أعدد المواقع الإلكترونية والمنتديات الثقافية الجادة لأفضت في ذلك كثيرًا ولأجحفت في حقّ الكثير من المنتديات الأخرى . ولكن دعني أحدّد إطارًا للموقع الثقافي أو المنتدى الأدبي الذي يمكن أن يفيد المجتمع على حسب سؤالك ؛ أعتقد أن الموقع الثقافي الذي يغرس قيم الخير والأخلاق الفاضلة وينبذ قيم الشر هو من يستحق أن يوصف بخدمة وفائدة المجتمع .. وتظل الكلمة السامية والفكرة الراقية والمنهج النقي هي المغناطيس الذي يجذب عقول المبدعين والموقع أو المنتدى هو من يفرض نفسه على ذائقة المتلقي , ومع هذه الأمواج المتلاطمة من المواقع أين من يستطيع أن يقف صامدًا في وجه تيارات عديدة تريد تغريب أمتنا واجتثاث عقيدتها وناصع دينها من قلوب أبنائها ؟!

هناك من يقول إن الشاعر الهنيدي اتجه إلى نشر أشعاره عبر موقعه الكتروني بعد أن وجد التهميش من قبل أدبي الباحة .. فما رأيك ؟

( من لا يشكر الناس لا يشكر الله )
لقد وجدت الرعاية التامة من قبل نادي الباحة الأدبي في مجلسه القديم وكان بحق راعيًا للكثير من الإبداعات الشابة والتي استطاعت أن تثبت أقدامها على الخارطة الإبداعية في هذه البلاد . ومجلس الإدارة القديم كان يرعى تلك المواهب من منطلق حرصه على أدباء ومثقفي المنطقة . أما المجلس الحالي رغم احترامي الكبير لأعضائه- فمع أسفي البالغ - أصبح يهتم بأدباء المناطق الأخرى متجاهلاً طاقات إبداعية قادرة على النهوض بمناشط النادي الأدبي ظنّا منه أن هذا ما يطلبه المشاهدون على الرغم من تأكيدات وكالة الوزارة للشؤون الثقافية دائمًا على رعاية النادي الأدبي لمبدعي منطقته خاصة !!
أما اتجاهي إلى النشر الإلكتروني فهذه ضرورة ملحّة في هذا العصر لأنها الوسيلة الأنجع لإيصال صوتي إلى آفاق أرحب ومدارات أوسع وهذا مالم يتسنَّ لي في أروقة نادي الباحة الأدبي !! وبفضل الله أصبحتُ من الأسماء التي أثبتت وجودها في عالم المشباك الإلكتروني ونُشر لي الكثير من النصوص الشعرية والنثرية وتُرجمت بعض نصوصي الشعرية إلى اللغات المختلفة واحتفي بديواني الجديد ( قراءة في أبجديات مغتربة ) على نطاق واسع ومن نقاد وأدباء على مستوى الوطن العربي ... وأسأل الله أن يكون كلُّ ما قدمته شاهدًا لي لا عليَّ .

هل ترى أن الأندية الأدبية في المملكة حققت أهدافها من الناحية الأدبية والثقافية ؟

هذا سؤال عميق ومهمٌّ ونحتاج إلى صفحات للإجابة عنه واختزال الإجابة ربما يعطي نتائج عكسية عما أريد إيصاله .. ولكن بإلماحة سريعة أستطيع القول إن الهدف الأساس من إنشاء الأندية الأدبية هو رعاية الأدب والأدباء والاهتمام بالمناشط الأدبية بأنواعها المختلفة وتفعيلها على المستوى المحلي وهذا الهدف قامت به الأندية الأدبية – مشكورة – على أكمل وجه .. ولكن هل هذا كلُّ ما يراد من هذه المؤسسات الحكومية المهمة ؟!
أعتقد أن الجواب سيكون ( لا ) بطبيعة الحال .. لماذا ؟!
لأنَّ المسؤولين عن هذه الأندية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقًا ووزارة الثقافة والإعلام حاليًا ممثلين في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية يدركون عظم الدور الذي يجب أن تقوم به هذه المؤسسات والانتقال بها من مجرد إقامة الأماسي والمحاضرات والمؤتمرات إلى النهوض بالقيم والارتقاء بالمفاهيم لدى المجتمع وهذا دور يجب أن يعيه أعضاء مجالس الأندية الأدبية بحيث تندمج الأندية الأدبية في شريان المجتمع لتشكل فكرًا يُستقَى من دين هذه البلاد ودستور الحكم فيها وينعكس بالتالي على سلوك الأفراد والجماعات ؛ فالأمم الناهضة بدأت بنهضة الفرد حتى وصلت إلى رقي الجماعات والمجتمعات .. إننا بحاجة ماسة إلى تفعيل دور التربية والثقافة حتى نصنع جيلاً قادرًا على صياغة مستقبل مشرق لبلادنا وأمتنا على وجه العموم وهذا ما تفتقده أنديتنا الأدبية في الوقت الراهن .

يشتكي عدد من المبدعين من وجود تكتلات وحزبيات داخل أروقة الأندية كيف ترى ذلك ؟

يعاب على بعض المؤسسات التي تهتمُّ بالشأن الثقافي كالأندية الأدبية والملاحق الثقافية من وجود نوع من الشللية – مع الأسف – وهذا بدوره يئد الإبداع ويفسح المجال لمن لا يستحق أن يرتقي ظهر الكلمة !!
وعلاج هذه الظاهرة تبدأ من إحساس المسؤولين عن هذه الأروقة الثقافية بدور إشراك شرائح المجتمع بكافة تنوعاتها في الحراك الثقافي عامة , وإعطاء الثقة لمن يمتلك المقومات الحقة للمثقف الحقّ , وألا يخضع اختيار المبدعين سواءً في النشر أو المشاركات الخارجية والداخلية للمحسوبيات والمعارف الشخصية لأن هذا يشوه صورتنا في الداخل والخارج , ويجب أن يُمنح الأديب المستحق لهذا الوصف الفرصة الكاملة للمساهمة في مناشط الأندية الأدبية ووزارة الثقافة والإعلام داخليًا وخارجيًا .. لأنّ تكرار الأسماء يوحي بتلك التحزبات التي أشرت إليها في سؤالك ويعطي انطباعًا بنضوب نبع الإبداع في بلادنا .

ماهو رأيك في تجربة إصدار الدواوين الصوتية من خلال ديوانك
( أريج البوح ) ؟


اسمح لي بداية أن أشكر في هذا المقام الأخ الكريم الأستاذ فواز المالحي المشرف على وحدات صوت الجنوب السعودية الإلكترونية رئيس تحرير صحيفة زهران الإلكترونية و الأخ الكريم الأستاذ مساعد الحسني اللذين قاما بجهود كبيرة حتى ظهر الديوان بهذه الصورة المشرفة جدًا وكان له أكبر الأثر في نفوس متابعيه ووصلتني العديد من التهاني بهذه المناسبة بعد أن نُشر الديوان في صحيفة زهران الإلكترونية .
أما تقييمي لهذه التجربة فأعتقد أنها لاقت نجاحًا كبيرًا وهي ضرورة كمرحلة من مراحل إبداع الشاعر بحيث يتوجب عليه أن ينوّع في أطروحاته وأن يرسم زوايا أخرى لمشاعره وستكون المرحلة المقبلة إن شاء الله تعالى إصدار ( أريج البوح ) كألبوم شعري صوتي بعد أن نُشر بصورة إلكترونية .

منقول
http://www.zahran.org/inf/news-action-show-id-4745.htm