العميد السابق ليهود مصر: الإسلام دين الكمال آخر تحديث:الجمعة ,04/02/2011
ولد في مصر وتربى بين أبنائها وعاش وتوفي ودفن في ترابها، وكان أحد أشهر المحامين فيها .
مكث يدرس الإسلام على مدى 65 عاماً إلى أن هداه الله واعتنق الدين الحنيف، وقد أعلن إسلامه لأنه كما يقول وجد أن الإسلام هو دين الكمال . . يقول: “ولدت في بيئة مسلمة ونشأت وتربيت وقضيت طفولتي وصباي وشباب حتى شيخوختي قضيتها في بيئة مسلمة ووسط قوم مسلمين في حي شعبي هو حي بولاق بالقاهرة . حفظت القرآن مع الأطفال المسلمين في المدارس الأميرية، وكنت لا أفترق عن صبية الحي في كثير أو قليل، فأنا أجيد العربية مثلهم وأسمي زكي وكثير منهم كان يدعى زكي” .
عظمة النبي
ويضيف: “كان والدي يجيد العربية لغة وحديثاً وكتابة وأدباً، فقد درسها من كل هذه الزوايا والمنافذ، وكان يجالس الشعراء في ذلك الوقت ولم يكن غريباً أن يدخلني في مدرسة عباس في السبتية، ويخالف بذلك طريقة اليهود في تعليم أبنائهم، حيث يرسلونهم إلى مدارس الفرير، وانتقلت بعد مدرسة عباس إلى مدرسة حلوان الثانوية، وبعد انتهائي من هذه المرحلة الثانوية دخلت مدرسة الحقوق، وفيها أتيحت لي فرصة دراسة الشريعة الإسلامية فقارنت بينها وبين القانون الروماني الذي مضى عليه آلاف السنين، ولكنه لم يصل بعد إلى المرحلة التي نعدها مقاربة للكمال، وعلى الرغم من أنه (أي القانون الروماني) لا يزال في مجال التطوير التشريعي إلا أنه كان مصدراً لقوانين كثيرة في بلاد العالم المختلفة، أما الشريعة الإسلامية فوجدتها نشأت ونهضت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد وضع أصولها وقواعدها الأئمة الأربعة، بحيث انتهى كل منهم في دراسته للشريعة إلى قانون متكامل، وفكرت وأطلت التفكير وتساءلت: ما مبدأ هذا الدين الأصيل؟
فوجدته حقيقة أزلية عرفها إبراهيم عليه السلام، وكذلك عرفها جميع الأنبياء قبله وبعده، ولم تستوقفني تلك الحقيقة بالرغم من أزليتها، ولكن الذي استوقفني فعلاً حقيقة أخرى خالدة وهي الرسالة المحمدية . . حقيقة محمد نفسه، هذا الرجل الذي أرسله ربه في صحراء قاحلة جرداء جدباء حيث لا ثقافة لأهلها ولا ماء ولا معرفة، اللهم إلا القليل من الثقافة والمعرفة . هذا الرجل أنزل عليه القرآن فهل هو سحر كما قيل أو صنعه بنفسه؟ وإذا صح ذلك فما بال محمد وأخبار الأمم الماضية التي يتحدث عنها القرآن ويبدع في الحديث أكثر من التوراة والإنجيل حين يتحدثان عنها؟ وأيقنت حينئذ أن القرآن لا بد أن يكون من وراء الحجب وأن يكون من عند الله .
وتساءلت أيضاً: “أية آية تدل على صدق نبوة الرجل؟ فوجدتها ولمستها بفكري وما زالت خالدة فيه وجدتها في الرجل الذي يتسم بالبساطة، حيث إنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ولكنه عظيم للغاية أيضاً، حيث نزل عليه القرآن الذي يخبرنا عن خبر الأولين والآخرين، وهذا ما جعل عقلي يؤمن بعد وجداني” .
نفحات الله
ويحكي زكي عربي العميد السابق لليهود في مصر عن مشاعره التي دعته إلى اعتناق الإسلام فيقول: “إن مشاعري كانت تتحرك كلما رأيت مسجداً أو جمعية لنشر الإسلام أو رأيت رجلاً يصلي في ركوع وخشوع، وما سمعت المؤذن يؤذن في الفجر أو الظهر أو في أي وقت آخر إلا شعرت بأن صوت المؤذن الذي ينبعث من الأفق فوق المئذنة هو صوت الله الذي يفصل بين الحق والباطل والحلال والحرام ويهدي الإنسان إلى الطريق المستقيم، وأركب السيارة في السفر وعلى الطريق بين الحقول وبين الفضاء فتقع عيني على رجل متواضع يقف بين يدي الله بثياب رثة مهلهلة على مصلى صغير مفروش بالرقيق من الحصيرة، وعلى شاطئ ترعه متواضعة يصلي لله في خشوع وابتهال، فكانت نفسي تهفو إلى أن أصلي مثل صلاته، وكنت أعتقد أن هذه نفحات الله في الأرض يلقيها في نفوس عباده الصالحين، وبينما كنت أتحرق شوقاً لهذه الأماكن ولتلك المناظر، كان هناك سؤال يلح عليّ دائماً وهو: لماذا أقتصرت عبادتي لله على صورة واحدة، وعلى الرغم من تنوع أشكال العبادة في الدين الإسلامي؟ ولماذا لا أعبده على دين الحنيفية؟ على دين الإسلام . . خصوصاً أن الإسلام وجدان بالقلب وعقيدة بالفعل، ولقد عرفت هذين الأصلين منذ الصغر وإليهما يرجع إسلامي، حيث إنني أسلمت أولاً بوجداني وبعد سنين بفكري وليس في هذا غرابة لأن الإنسان الذي لم يرث الإسلام عن والديه إذا شرح الله صدره للإسلام فإنه يفكر في هذا الإلهام الذي يلقيه الله في روعه وينظر للعواقب والخواتيم ويقدر لرجله قبل الخطو موضعها خشية أن تزل وهذا هو حالي مع الإسلام” .