مفهوم المصدر و المرجع:
هناك فرق بين المصدر و المرجع، فالمصدر هو الذي يحتوي على المادة الأساسية في البحث فهو بالنسبة لدراسة شاعر مثلا هو ديوانه أي شعره و بالنسبة لدراسة كاتب ما فالمصدر هو ما كتب من مؤلفات أو نصوص نثرية: نقد، مقالات أدبية...الخ و نفس الشيء بالنسبة للقاص و الروائي و المسرحي.
فالمصدر هو المادة الأولى مجردة من كل أقوال الشراح و المعلقين و الدارسين و أن مصادر البحث عند دراسة شخصية من الشخصيات الأدبية هي كل أعمال هذه الشخصية أو بعضها حسب ما يقتضيه البحث.
و المصدر قديم و حديث، مخطوط و مطبوع. أما المراجع فهي كل ما قيل و كتب عن الأديب أو عن أعماله من قبل الباحثين و الدارسين و النقاد سواء كانت هذه الكتابات كتبا أو رسائل جامعية أو مقالات أو ملاحظات أو تعليقات في الصحف و المجلات، و يلاحظ أن عدد المراجع يفوق دائما عدد المصادر و مع ذلك تبقى المراجع في الدرجة الثانية من حيث الأهمية لأن المصادر تحتوي على المادة الأصلية الأساسية للبحث بينما تقف المراجع عند حد التعليق و النقد و الدراسة التحليلية، و المراجع نوعان كذلك قديمة و حديثة فالقديمة هي تلك الدراسات و البحوث التي أنجزها القدماء، قبل اتصال العرب بالغرب أي قبل حملة نابوليون على مصر 1798م, و قبل ظهور المطبعة العصرية فكل الدراسات التي أنجزت بعد هذا التاريخ تعد مراجع حديثة.
استعمال المصادر و المراجع: بمجرد وضع تصميم للبحث أي وضع الخطة يشرع الباحث في البحث عن مصادر بحثه و مراجعه فإعداد الخطة الجيدة و حصر مراجع البحث و مصادره تعد خطوة هامة في مسيرة الباحث في البحث.
يبدأ الباحث بالبحث عن المصادر أولا ثم ما كتب حول موضوع بحثه من مراجع قديمة كانت أم حديثة و ذلك في فهارس المكتبات أو غيرها من الأماكن مع وضع بطاقة فنية لكل منها مع تحديد مكانها و مكان وجود المادة فيها و ذلك تسهيلا للرجوع إليها لأن الذاكرة قد تخون الباحث فيجهل بعد حين مكان وجودها، و يستحسن هنا الاتصال بمن له صلة أو دراية بالموضوع للاستفسار عن تلك الدراسات التي تعرضت للموضوع و تدوين أكبر عدد ممكن من هذه المراجع ذلك أنه كلما تعددت المراجع كلما كان البحث قيما ثريا و هنا لابد أن يفاضل الباحث بين مرجع و أخر على أساس قيمته و أهميته للموضوع و قربه منه كما نحبذ أن تكون للباحث معرفة بالمؤلف حتى يحتاط ممن كتبوا تحت تأثير عامل أو نزعة ما مجانبة للروح العلمية.
و للمراجع فوائد كبيرة إذ تحتوي على وجهة نظر صاحبها الخاصة و على شروحا ته و نقده و تعليقاته ثم تبسيطه للمادة و تقييمه لها مما يزيد في تنوير الباحث و ايضاءة الموضوع أكثر أمامه.
و المصادر و المراجع أنواع فهي: كتب، رسائل جامعية، مقالات في الدوريات، أحاديث إذاعية، حصص تلفزيونية، محاضرات، مراسلات رسائل شخصية...الخ. و هنا يجدر بالباحث أثناء البحث أن يحسن الاستقصاء و أن يجتهد في الوصول إلى حاجته و أن لا يزدري أو يهمل أية وثيقة ذلك أن الذي قد يهمله أو يزدريه اليوم قد يصبح حجر الزاوية في بحثه فيما بعد فيندم حين لا ينفع الندم.
طريقة التدوين: طريقة تدوين وثائق البحث نوعان الطريقة المستقلة و الطريقة المتسلسلة و يترك هنا المجال للباحث لاستعمال الطريقة التي يراها أنجع أما عملية تدوين المراجع و المصادر فتكون على الشكل التالي:
لكل كتاب في أية مكتبة رقمه و مؤلفه الخاص و عنوان و معلومات نشره و عدد من الصفحات و أحيانا أجزاء، يضع الباحث رقم الكتاب على يمين البطاقة في الأعلى أو في الأسفل، ثم يدون اسم المؤلف فالعنوان، فالجزء إذا كان ثم الطبعة ثم المطبعة ثم مكان الطبع و سنة الطبع. و يستحسن في هذه المرحلة الإشارة إلى الحيز الذي يحتوي على المادة في الكتاب،فصل، باب،مجموعات من صفحات و ذلك تسهيلا للرجوع إليها.أما إذا كانت الوثيقة ملكا للباحث فيكتب مكان الرقم خاص.
تدوين الرسائل الجامعية: تتبع نفس الطريقة في تدوين الكتب مع وضع خط تحت العنوان تليه الدرجة العلمية ثم عبارة لم تنشر أو عبارة نشرت مع ذكر تاريخ النشر ثم اسم الجامعة فسنة المناقشة.
تدوين المقالات في الدوريات: يدون أولا اسم الكاتب ثم عنوان المقال فاسم المجلة أو الجريدة بالتفصيل فمؤسسة الصدور فالعدد فالسنة.
تدوين المحاضرات و المقابلات و المراسلات: تتبع الطريقة نفسها في تدوين الكتب.
نموذج (1) كتب
نموذج (2) رسائل جامعيةنموذج (3) جرائدنموذج (4) مجلاتنموذج (5) أحاديث إذاعية أو تلفزيونيةنموذج (6) محاضراتنموذج (7) مقابلاتنموذج (8) رسائلجمع المادة:
بعد حصر الباحث قائمة المصادر و المراجع المتعلقة ببحثه يشرع في جمع المادة منها و ذلك بالرجوع إليها و قراءتها الواحد تلو الأخر و أن تكون قراءة الباحث هنا قراءة واعية مركزة نقدية حتى يفرق بين الأهم و المهم و يعرف ماذا يأخذ و ما يترك لأن الباحث لا ينقل كل ما يقرأه إنما ما له علاقة و صلة قريبة ببحثه.
إن قراءة الباحث قراءة أخرى ليست قراءة التسلية و الترويح عن النفس إنما تقتضي الجهد و التركيز فالقراءة قراءات و القراءة الجيدة المفيدة لا يدركها إلا القليل من القراء.
إن عملية جمع المادة عملية صعبة دقيقة يجب أن تكون بعيدة عن قراءة التسلية و عن الجمع العشوائي.
تدوين عناوين مصادر و مراجع جمع المادة: تدوينها يكون عادة بعد نقل المعلومات مباشرة و تكون كالتالي:
كتابة اسم المؤلف، ثم عنوان الكتاب و ما يليه من معلومات النشر، ثم رقم الصفحة، و يستحسن هنا وضع أرقام الصفحات في حواشي البطاقات على اليمين إن تعددت صفحات الاقتباس من مصدر أو مرجع واحد.
أنواع الاقتباس: يكون الاقتباس إما بتلخيص معلومات و إعطاء فكرة عامة عنها، أو شرحها و مناقشتها أو اقتباسها حرفيا.
التلخيص أو محمل القول: يتم فيه تلخيص محمل النص أي أهم المعلومات و يعتمد فيه الباحث على أسلوبه و على تعابيره ضمن فقرة تحتوي على محمل القول أو في نقاط مرقمة محددة.
الشرح: و يعتمد فيه على مهارة الباحث فيشرح و يلخص بلغته و أسلوبه معقبا أو شارحا أو مناقشا لما يقتضي مناقشته.
الاقتباس الحرفي: ينقل فيه النص المقتبس نقلا حرفيا و لو كانت به أخطاء، و يوضع المنقول بين قوسين مزدوجين و يراعى فيه مايلي:
1) وضع الخطأ إن كان بين قوسين مركنين و يشار إليه في الهامش.
2) عند حذف كلمة أو جملة توضع مكانها نقاط أفقية.... و يستخدم الاقتباس عادة لتعزيز رأي ما أو نقل خبر مهم أو للاستعانة بمختص في الموضوع أو لاستحسان رأي ما و التعبير عنه.
نقد المعلومات: هو عمل يهدف إلى تحري الحقائق بتقص دقيق سليم أو إبداء رأي للوصول إلى الحقيقة فيلجأ الباحث لأجل تحقيق ذلك إلى تعزيز الخبر أو الموقف أو الرأي ببعض أراء النقاد و ذوي الاختصاص من المشهورين و لا ينبغي هنا أن يسرف الباحث في تضين بحثه بكثرة الاقتباسات أو بطولها حتى لا تغيب شخصيته في بحثه.
تدوين الاقتباس: يختار الباحث أثناء قيامه بهذا العمل جوا هادئا مناسبا يمكنه التركيز و القيام بالقراءة الواعية المطلوبة، ثم يتناول مصادره و مراجعه التي كان قد جمعها واحدا واحدا فيقرأ أولا الفهرس أو مقدمة الكتاب لأخذ صورة عن محتوى الكتاب ، فإذا وجد حاجته في الكتاب كله أو في جزء منه يأخذ في قراءته قراءة نقدية مركزة حتى يفرق بين الأهم و المهم، ينقل بعدها ما احتاجه من أراء و أخبار سواء بالاقتباس الحرفي أو الشرح أو باختصار المعلومات و نقلها بأسلوبه و عباراته.
عند البدء في التدوين يعود الباحث إلى خطة البحث التي أعدها من قبل للاستعانة بها في وضع عناوين البطاقات. و هنا لا يجب أن تحتوي البطاقة الواحدة على أكثر من قضية واحدة من قضايا البحث، و إذ ازدادت المادة عن حجم البطاقة تضاف لها أخرى و هكذا .. مع ترقيمها ترقيما تسلسليا بعد عنوان الموضوع في أعلى البطاقة.
توزيع النصوص: بعد عملية الجمع يشرع الباحث في توزيع المادة على أجزاء البحث حسب تسلسلها في الخطة. فإذا كان الموضوع مثلا دراسة شخصية أدبية ما : توضع النصوص الخاصة بحياته: مولده، أسرته، بلده، نشأته. في قسم ثم الوظائف و الأعمال التي تقلدها في حياته في قسم، ثم أثاره الأدبية المختلفة في قسم، ثم ما يتعلق بالعنصر الثاني، فالثالث و هكذا...إلى أخر عنصر من عناصر الخطة.
مرحلة قراءة النصوص و استيعابها و فرزها ثانية: بعد عملية توزيع النصوص تأتي مرحلة قراءتها و استيعابها و فرزها و اختيارها ثانية لأجل التمييز بين الأهم و المهم، و قراءة النصوص هنا عملية تسبق عملية الغربلة و هي هامة، لأن التمييز بين النصوص المهمة و غير المهمة أو المكررة لا تتم إلا بعد استيعابها قراءة و فهما. فبعد فهم الباحث الجيد للنصوص التي بين أيديه و تذوقه لها يأخذ في المغاضلة بينها فيحتفظ بالجيد و يخرج الزائد و المكرر، و لا ينبغي الإبقاء على المكرر إلا عند الضرورة، و أن تتم المغاضلة بين المكرر على أساس الأقرب إلى البحث و على صحة السند و قوة الحجة.
الإحالات: في أول إحالة تقدم بطاقة تعريف كاملة عن الوثيقة المقتبس منها و عند تكرارها في الصفحات اللاحقة يكتفي بذكر المؤلف و رقم الصفحة، دون ذكر معلومات النشر، أما في حالة تكرار الإحالة في صفحة واحدة و متتالية مع اختلاف صفحات الاقتباس فيشار إليها بعبارة " المصدر" أو "المرجع نفسه" صفحة كذا... و بعبارة المصدر أو المرجع نفسه و الصفحة إذا كانت صفحة المادة المقتبسة واحدة.
نموذج بطاقة فنية لجمع المادة.
ملاحظات عنوان الفصل ........................... عنوان المبحث.............

نموذج اقتباس بالتلخيص.
ملاحظات الفصل ........ / المبحث : ثقافة الشاعر الجزائريتتمثل ثقافة الشاعر الجزائري في ينبوعين: ثقافة وطنية محلية و ثقافة أجنبية خارجية و تتمثل هذه الأخيرة في النظريات و المذاهب الأدبية التي دخلت الجزائر عن طريق الرحلات و الصحافة الواردة من المشرق.
و الشاعر الجزائري شاعر إصلاحي يميل إلى الاعتدال و الحذر من اعتناق ما هو غير ديني أو إصلاحي اجتماعي لذلك كان قليل الثقة في المذاهب الأدبية الغربية.
المرجع: أبو القاسم سعد الله ، دراسات في الأدب الجزائري الحديث، ط 2، دار الأدب 1977، ص 63.
نموذج إخراج صفحات الاقتباس إلى الهامش على اليمين حين تتعدد صفحات الاقتباس حول قضية واحدة.
ملاحظات الفصل:.... تعانق الشاعر الجزائري مع الثورة التحريرية الكبرى/ المبحث....
ص 46ص 42
لقد حركت الثورة الجزائرية الكبرى مشاعر الشعراء بعدما كانت خفية مكبوتة،فزفر الشعراء بشعر ثوري سجل انتصارات الثورة و بشر بالاستقلال القريب. و هذه الطائفة و إن عبرت على الثورة فإنها لم تكن وليدة الثورة زمنيا إنما كانت من أبناء الجيل القديم.
في هذه المرحلة أخذ الشاعر على عاتقه مسؤولية الجهاد و كان سلاحه القلم يحمس إخوانه و يغرس في نفوسهم النقمة على الاستعمار و التخلص من الماضي البغيض و التضحية في سبيل الوطن و نسيان الذات، و قد ذاق الشاعر الجزائري ما ذاق إخوانه من جوع و تعذيب في دهاليز السجون.
المرجع: أبو الفاسم سعد الله، دراسات في الأدب الجزائري الحديث،ط2، دار الأدب 1977.
نموذج عن الاقتباس الحرفي:ملاحظات دور الشعر الجزائري في النضال أبو القاسم سعد الله ص 42"في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ الجزائر أخذ الشعر على عاتقه الدعوة الى الوحدة الشعبية و الوطنية النقية، و الى التحرر من الماضي البغيض و نسيان الذات في سبيل المثل العليا. كما أخذ شعر البناء يواجه العدو بشيء من الصرامة.و يبشر بها في الجزائر من طاقات و ما فيها من خصائص تميزها و تجعلها شخصية نموذجية"
المرجع: دراسات في الأدب الجزائري الحديث،ط 2 ، دار الأدب 1977.
نموذج جمع مقولتين حول قضية واحدة في بطاقة واحدة:ملاحظات / عوامل خلو الشعر الجزائري من غرض الغزل" إن المجتمع الجزائري محافظ متدين عميق الإيمان بمقوماته إلى حد العنف و القسوة أحيانا و يظهر ذلك في معاملته لأفراده سواء في علاقتهم بأنفسهم أو بالآخرين"
المرجع: أبو القاسم سعد الله، دراسات في الأدب الجزائري الحديث ط2، دار الأدب، 1977، ص77.
"و ليس من شك أيضا في أن الشعراء أكثر هؤلاء الأفراد إحساسا بهذا الجو الحرج، فالنظر إلى المرأة حرام أو عيب و التحدث اليها أو عنها عمل لا أخلاقي.."
المرجع: أبو القاسم سعد الله، دراسات في الأدب الجزائري الحديث ط2، دار الأدب، 1977، ص78.
https://www.facebook.com/NadyAlbyanL...11281842321707