العلم ماذا يقول عن قلبك ودماغك عندما تحب ؟
ذكر الامير غازي بن محمد بن طلال في كتابه الحب في القرآن الكريم " بطبيعة الحال لا يمكن تعريف الحب.. لأن الحب مثل الألم فيه شيء لا يحدد ولا يعرف من خلال وصفه فهو يختلف عن الملموس ...ومن كلام الله تعالى :
لن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ...
ويفهم من الاية الكريمة أن الحب ميل من بعد الأعجاب الى الحسن ... انتهى الاقتباس
فهل تدخل العلم باحثا على الحالة ... الحب ؟ اما بقي ينظر الى نبضات قلوب المحبين ..؟
أما تجرأ نحو مناطق الدماغ ليرى الاتصال الطبيعي بين القلب والدماغ ؟
و هل هناك فرق بين مفهوم الحب والشعور بالحب كمفهوم منفصل ؟
وهل الحب حالة من الإدمان حقيقية ؟
وهل الحب يبدأ ثم ينطفيء بعد الزواج ؟
وهل الزنا حالة من الحب ؟ وما نوعه ؟
وهل أدمغة البشر شريك أساسي في لعبة القلب وأين تنتهي هذه الشراكة ؟
ولماذا يقتل البعض باسم الحب ؟
لنبدأ بالاجابة من خلال ما قدمته بعض الدراسات العلمية ....ثم ننقاش معا ...
بعض نتائج الدراسات العلمية أظهرت ..أن الحب إدمان حقيقي...أظهرت دراسة جديدة أن الانفصال عن الحبيب يشغّل مناطق محددة في الدماغ مسئولة عن الإدمان.وذكر موقع "لايف ساينس" أن دراسة جديدة نشرت في دورية "فيزيولوجية الأعصاب" فحصت أدمغة 15 شخصاً انفصلوا قبل شهرين على الأقل عن شركائهم بعد سنتين على الأقل على العلاقة، وما زالوا يكنون المشاعر لهم.وقد شاهد المشاركون في الدراسة صورة للحبيب وصورة لشخص عادي يعرفونه قد يكون زميلاً في الصف أو صديق لصديق، وقد حلّوا مسألة رياضية بين الوقت الذي شاهدوا فيه صورة الحبيب الذي نبذهم والصورة الحيادية.وأظهر اختبار الدماغ تشغيل منطقة في الدماغ مسئولة عن التحفيز والمكافأة عند رؤية صورة الحبيب، كما شغّلت الصورة مناطق مرتبطة بالإدمان على الكوكايين والسجائر، بالإضافة إلى منطقة مسئولة عن الألم الجسدي والحزن.وقد تفسّر هذه الدراسة الأسباب التي قد تدفع الأشخاص إلى ارتكاب أعمال متطرفة باسم الحب، مثل تعقّب الحبيب أو حتى القتل.أكدت الباحثة هيلين فيشر الباحثة في البيولوجية البشرية في جامعة روتجرز في نيوجرسي "الحب الرومانسي هو إدمان، إنه إدمان قوي ومذهل حين تسير الأمور بشكل جيد وإدمان رهيب حين تسير الأمور بشكل سيئ".... ومن النتائج حالة النبذ في الحب تعتبر خسارة وفق العلم ...
فأشار العلماء إلى أن تكون لردة فعل الدماغ خلفية في عملية التطور البشري، وقالت فيشر إنها ربما تكون قد تطورت خلال ملايين السنوات "لتمكين أجدادنا من تركيز طاقتهم على التزاوج مع شخص واحد في الآن" وأضافت "وحين يتم نبذك في الحب، تكون قد خسرت أعظم هدية في الحياة، وهى شريك للتزاوج"....كذلك أشار ت الدراسات لردود فعل خسارة الحبيب في الدماغ ...وتبدأ ردة فعل الدماغ لاسترجاع هذا الشخص "لذا تركز عليه وتشتهيه وتسعى لاسترجاعه". غير أن العلماء طمأنوا أن الوقت كفيل بالشفاء من هذا الإدمان، فكلما مرّ وقت على انتهاء العلاقة قلّ عمل هذه المناطق في الدماغ.....وبينت الدراسات ان هناك مجال للتحكم بحالات الوجدانية ...فأن المناطق الدماغية المسئولة عن التحكم بالعواطف وإتخاذ القرارات والتقييم عملت عند رؤية الحبيب في الاختبار ما يؤشر إلى أن المشاركين كانوا يتعلمون من خبراتهم الرومانسية الماضية....وأشار الباحثون إلى أن التكلم عن المشكلة مع الآخرين بدل الاستسلام لليأس والاكتئاب يخفف من وطأتها.....
ومن التفسير العلمي لحالة الاحساس بالحب ... فلقد وجدت الدراسة أن بعض من يعتقد أنه يحب
لهو حالة وهمية او خيالية منفصلة عن واقع الشخص المحبوب ....فقد يكون هذا الإحساس ناجماً عن ولع أحدهما بفكرة الحب نفسها أو لأن أحدهما حاول تجسيد صورة أو صفات المحبوب الموجودة في الخيال عند الآخر، ثم يتكشف له في المستقبل أن الخيال مخالف للواقع كما أن الإعجاب القائم على الشكل الخارجي وليس الجوهر الداخلي سرعان ما يتلاشى......
وأشارت الدراسة الامريكية الحديثة في جامعة ميامي الاتية ان الوقوع بالحب ينشط مواد بالدماغ ومنها ....
أن الشعور بالحب يساعد علي إفراز مادة "الدوبامين" داخل المخ التي تعطي الإحساس باللهفة والرغبة, وكذلك أعراض القلق التي قد تصاحب الحب مثل خفقان القلب وجفاف الحلق ورعشة اليدين,..... لكنهم وجدوا أن بعد الارتباط والزواج يفرز المخ مادة أخري هى "الأوكسيتوسين" التي تعطي الإحساس بالأمان والراحة والألفة, لذلك نجد شعور الطرفين نحو بعضهما بعد الزواج قد اختلف عن فترة الخطبة, وبالتالي فالتضحية لا ترتبط بفترة دون أخري.وإنما ترتبط برغبة في إنجاح الأسرة وتحقيق الأهداف المشتركة, كذلك فإن القدرة علي التضحية تختلف من شخص لآخر, فهناك رجال كثيرون يقدمون علي التضحية مثل النساء تماماًًً, في حين أن بعض السيدات يكن أقل تنازلا من أزواجهن.....واكدت دراسة ان ليس للحب زمن محدد كما يشاع او يرتبط بشهر العسل او بفترة الخطوبة فقط او غيرها ....فقد اكتشف علماء أمريكيون أن الحب الحقيقي الذي يدوم ولا يتضاءل مع مرور الزمن موجود بالفعل....وأكدت نتائج دراسة أجراها علماء في جامعة "ستوني بروك" في مدينة نيويورك الأمريكية وشملت أزواجاً بعضهم تزوج حديثاً والبعض الآخر متزوج منذ حوالي 20 سنة، وقام العلماء بتصوير مقطعي لأدمغة الأزواج، فتبين أن عدداً منهم أبدى بعد 20 سنة على الزواج استجابات عاطفية مماثلة للاستجابات التي يبديها الأزواج حديثي الارتباط.....
إذن العلماء عملوا على التوصيف من خلال قياس ردود أفعال الدماغ وربطت النتائج وفقها ... في مكان آخر وصف نوع من الحب غير الشرعي وهو حالة توصف بالزنا ..ولم تقدم الدراسات قياسا لها على حسب علم الباحثة ...
فالصديق يوسف عليه السلام تعرض لامتحان الحب من طرف امراة ... فبرز دور التحكم بالعواطف والاستجابة المحصنة لميل قلبها من الاعجاب ثم الحسن ثم إصابتها في باطن قلبها وهو حالة الشغف ... وبرز دور الإرادة التي تحكم الخيال باتساق بحالة هذا النبي الجميل يو سف عليه السلام ...وربما إسراف هذه المراة بعواطفها جنح بحالاتها الوجدانية الى شغفها ومجاهرتها بطريقة ما الى وضعها ..
ثم هناك من اعتبر الحب يصنع الحياة فأضاع قسما في داخل قلبه يعمل في مجالات أخرى مما يكشف الإدمان والهوس بالفكرة بحد ذاتها او الشخص ...
وهناك من انتقل من حالة الوجدان الى منطقة الحب اللامشروع ... وربما نجد أنواع من الفنون المرئية نقلت جرأة الجسد باسم الحب فاختلط بالذهن مما أدخل على الإدمان مكافات جسدية غير شرعية ... بغير العقد الشرعي المتعارف عليه مما صنع حالة غير توافقية للعلاقة وتدرجها الى حالة ربما اسميها حربا وليس حبا ... فهي نوازع غرست في غير منبتها الطبيعي وجعلت غراس العلاقة غوغائية عبثية ... تحصد من نتائجها لقطاء في الشوارع او تستخدم البدن في طرق التجارة غير المشروعة او تسقط قيم وتفسد مجتمعات فليس الحب من تصنعه مارلين مونرو بطريقة الابتذال ... أمام شباب ينهض ويبحث عن مستقبله ...أو نستخدم الفن وغيره لكي نرى من يقدمن ادوار الحب عن طريق الجسد المبتذل وبجانبهن قلوب حمراء ... فما هذا الا قلوب تحرق قلوب شبابنا ... ليحصل مثل هؤلاء الفنانيين على أوراق مالية توضع في المحفظة السوداء ...
الكاتبة وفاء الزاغة