هل الماضي جميل حقاً في حد ذاته أم أنّ عقلنا يجمله؟
يتغير الوعي الذاتي للشخص إلى جانب أدواره تجاه من حوله كلما تقدم في السن، لذلك من المنطقي أننا لم نكن نحمل نفس القدر من الهموم في ماضينا.
حين النظر إلى الماضي نجد فيه ملاذاً من الحياة الواقعية المليئة بالشكوك التي تولد الانزعاج والتوتر بداخلنا، فلا توجد ضمانات على أن وظيفتنا باقية أو أن شريكنا سيظل بجانبنا إلى الأبد.
إلى جانب وقوع الكثيرين في فخ المقارنة بين تجارب الماضي والحاضر، ففي الطفولة كنا نختبر الأشياء لأول مرة، وينتج عن ذلك انطباع يترسّخ في أذهاننا فنجد أنفسنا تلقائياً نقارن استمتاعنا بالتجارب التي نعيشها في الحاضر بتجارب الطفولة دون مراعاة الفروق التي استجدت بمرور الزمن.
هذه المقارنة تسرق منا الاستمتاع باللحظة الحالية التي ربما تكون ممتعة إلى درجة أقل من التي وصلنا إليها في طفولتنا؛ لكن بمجرد الاستسلام إلى فكرة أننا استمتعنا سابقاً بدرجة أكثر فإننا ندمر التجربة الواقعية التي نملكها فعلياً لحساب التجربة الماضية.
وإذا ما وضعنا أمام أعيننا الصورة الكاملة لمقارنة بين الحاضر والماضي سنجد غياب عنصر فارق عن ماضينا، ألا وهو شيوع منصات التواصل الاجتماعي بالصورة التي نراها اليوم، وتأثير ذلك أن الكثيرين منا كانوا بعيدين عن الانسياق وراء المقارنات الاجتماعية التي لا تنتهي، ولم
تكن الحياة قد تحولت إلى سباق تنافسي مفتوح.
المصدر بحرفية- النشرة الصباحية - موقع نفسيتي - عبد الرحمن ابو الفتوح