[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/moz-screenshot.png[/IMG]
ان الذي يحاصر غزة ويمنع عنها الغذاء و الدواء و كل مقومات الحياة ليس الكيان الصهيوني و لا الولايات المتحدة الأمريكية و لا ما يملكانه من أدوات الرعب الهائلة و ذلك أن الانسان العربي جرب الحرب
معهما و انتصرفيها انتصارا تاريخيا سوف يذكر باحرف من نور عبر تاريخ الشعوب المناضلة من أجل حريتها و كرامتها ومن ذلك أن رجال المقاومة العراقية الأشاوس قد هزموا جيش أمريكا الذي لا يقهر و أذلوه و دمروا اقتصادها وشوهوا صورة اعلامها الرهيب بالرغم من كل الامكانيات المتاحة للطرفين ونعرف جميعا الفرق بينهما لذا فهي جسد بلا روح وقد تجرأ عليها من لم يكن يفعل ذلك سابقا لذا فانها لم تعد تخيفنا وغير قادرة على مواصلة أي حرب أخرى لذا فان خوفنا منها لا مبرر له .
أما دولة العصابات الصهيونية فانها قد اسنغلت ظروف احتلال العراق وشنت حربا عدوانية على لبنان سنة 2006 و على غزة 2008/2009 بحيث ظهر بالكاشف ضعف جيشها وعدم قدرتها على شن حرب طويلة الأمد بالاضافة لو كانت ذاكرتنا قوية للصمود الأسطوري لمدينتي جنين و نابلس عام 2002 و بالتالي فان الكيان الصهيوني بالرغم من تفوقه العسكري و التقني و لكنه لا يملك رجالا شجعانا مستعدين للموت بل يحرصون على الموت وقد رأينا بكاءهم وسمعنا صراخهم أثناء كل المواجهات التي خاضوها وآخر ما سمعناه تبول البعض منهم على نفسه في الهجوم الجبان على أسطول الحرية أخيرا و بالتالي فهزيمة الصهاينة و قبر مشروعهم الاستعماري ممكنة جدا و ليست مستحيلة و يمكن تحقيقها دون تجهيز جيوش عظيمة بل بالمقاومة و حرب العصابات السوس الذي ينخر الجيوش النظامية نقدر على ذلك وتجربة لبنان حاضرة في أذهاننا .
من ناحية أخرى فان أكثر من نظام عربي يفرض حصارا جائرا على غزة مثل النظام المصري الموقع لاتفاقية الاستسلام مع العدو الصهيوني فهل كان هذا العدو المجرم يلتزم بالقانون الدولي و الانساني ويطبق القرارات الأممية حتى تخشى مصر من عدم احترامها الاتفاقيات وهي أساسا باطلة وغير مشروعة اذ أنها موقعة مع طرف غير مشروع أصلا باعتباره احتل أرضا للغير تعود
ملكيتها للأمة العربية بقوة السلاح و الدعم السياسي و العسكري و الاعلامي للدول الاستعمارية فمن المفارقات الغريبة أن النظام المصري يحاصر غزة ويبني السور الفولاذي ويدمر الأنفاق وفي نفس الوقت يقدم الغاز المصري وسلعا أخرى للكيان الصهيوني باسعار تفضيلية ويستقبل السياح الصهاينة الذين ينشرون الرذيلة في المجتمع المصري ويرفض استقبال المرضى و الجرحى الفلسطينيين للعلاج فان هذا انتحار عبثي لا مبرر له .
ولذا فلا بد أن تتحرك الجماهير العربية عبر جمعياتها ونقاباتها و روابطها المهنية وكل المجتمع المدني لتسيير القوافل برا وبحرا و جوا في اتجاه غزة لكسر الحصار و فتح العزلة عنها واعلانها للعالم جزء محررا من وطن لايزال بقية أجزائه ترزح تحت الاحتلال كما علينا أن نعلم للعالم أجمع أن من حق أهل غزة التزود بكافة أنواع السلاح و ليس تهريبه خفية حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم أمام الجبروت الصهيوني الممعن في الاجرام الجبان و قد رأينا فصولا منه أثناء القرصنة الأخيرة على أسطول الحرية بحيث ثبت بالدليل القاطع حد الاجرام و الاستهتار الذي بلغه في تحدي الارادة الدولية التي أصبحت في صالحنا فلم لا نوظفها لصالح قضيتنا المركزية فلسطين و ليست مجرد حصار اقتصادي لغزة .
*نابل- تونس
Naceur.khechini@gmail.com