د. عمر عبدالكافي:
كل مسلم مسؤول أمام الله عما قدّمه للإسلام
أكد د. عمر عبدالكافي الداعية المعروف أن المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها بدأوا في الاستيقاظ الحقيقي من غفلتهم وسباتهم العميق، خاصة أن بعض أهل الهوى وأهل الجهل وأصحاب المطامع الخاصة من الشرائع الأخرى لا يقدرون الإسلام حق قدره لأن الإنسان عندما يغلب هواه تكون الصورة لديه معكوسة.
فالمسلمون اليوم شريحتان: شريحة تسير في الصحوة وشريحة أخرى تسير في الظلام والفساد، ومع ذلك نرى غيرة جل المسلمين على الدين الإسلامي سواء كان الشخص ملتزماً أم غير ملتزم بدليل الهجمة الأخيرة على الرسول صلى الله عليه وسلم وهبَّة المسلمين للدفاع عنه.
وأضاف أن المسلمين ينبغي عليهم التفاؤل بمستقبل مشرق لأمة الإسلام، وأن يتركوا التشاؤم واليأس والإحباط لأننا أمة أخرجها رب العباد لتكون شاهدة على العالمين، ومعها كتاب مكفول من الله عز وجل، فالدين الإسلامي قوي في ذاته ولكن أصحابه هم الذين يضعفون أو ينضجون وهذا ما يميزه عن الأديان أو المذاهب الأخرى. وأكبر دليل على ذلك وضع المرأة والشباب اليوم الذي يدعو إلى التفاؤل لصالح الأمة. وهناك أمر يجب أن يعيه كل مسلم على وجه الأرض وهو ماذا قدمت لدين الله؟!
ويقول د. عمر: إن أساس النهضة يكمن في الرجوع للدين الإسلامي الحنيف، ومن ثم الإصلاح والتغيير الإيجابي. فمشكلتنا حالياً أننا نغفل جهود 75% من المسلمين الجادين وهم غير العرب، وننسى أن نطبق التجربة الماليزية العظيمة في الاقتصاد لأن طبيعة العربي فيها نوع من التعالي والنظرة الضيقة وهذا ما يبغضه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول "دعوها فإنها منتنة". ويجب العمل داخل منظومة واحدة يشترك فيها كل أطياف المجتمع الإسلامي من الدعاة والخواص وأصحاب الفكر ومتخذي القرار والعامة، لأننا جميعنا مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، فلنبدأ بوضع استراتيجية وآلية مستقبلية من قبل المؤسسات الإسلامية الكبيرة.
وبيَّن أن الدعاة يمثلون همزة الوصل بين العباد وربهم، فيحببون الله للعباد ويحببون العباد إلى الله وبالتالي يحبون دينهم حباً جماً ويتطلب من العلماء أن يعيشوا واقع الأمة، وإعادة النظر مرة أخرى فيما ورثناه في كتب السلف لتنقيتها مما دخل عليها من إسرائيليات وغيرها.
وأوضح د.عبدالكافي أن الأسرة والمجتمع ساهما بشكل كبير في تغييب الشباب وتضييع هويتهم الإسلامية النقية. فالأب انصرف لتكاليف الحياة، وكذلك الأم التي أصبحت عاجزة، والمجتمع أصبح يعاني من انتشار الفتن.
ومع ذلك هناك مدن وقرى فيها قدوات من الشباب المسلم الذي يستحق أن يحتذى، مشيراً إلى أنه بالإمكان إصلاح شبابنا من خلال الشباب الدعاة والغيورين على دينهم عن طريق القدوة والمحبة وتليين القلوب والتودد، إلى جانب ضرورة المبادرة وألا تكون تصرفاتنا مجرد ردود أفعال.
وأكد أن الأمة لا تجيد أدب الاختلاف والحوار بدليل عدم ارتضائها الاختلاف الحركي أو الفكري. فالأمة الوسط هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك مصداقاً لقوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا (البقرة:143)، وينبغي علينا الوعي بأن كل جماعة على الساحة تسير وفق المنهج فهي وسطية.
فكل شخص يعمل لنصرة هذا الدين ينطبق عليه معنى الوسطية.
ويقول: إن الفنون إذا كانت لا تقوم على كذب أو معلومة خاطئة أو شيء محرم أو اختلاط، فمرحباً بها طالما تخدم الفكرة ولا تشذ عن القواعد المعمول بها في شرع الله، موضحاً أن الإسلام يعطي مساحة للحرية فيما لا يسيء للآخرين ولا يتعدى حدود الله.
وأشار د. عمر إلى صعود الحركات الإسلامية في العمل النيابي حيث يقول: لماذا يعيش المسلمون في معزل عن الحياة؟ فإذا رأت جماعة من المسلمين أنها تخدم شعوبها ووطنها وفكرها والإسلام فهذا شيء جيد ومقبول. وانتقد البعض من بني جلدتنا الذين عندهم حساسية من المصطلحات، فنجدهم استعاضوا بالديمقراطية عن الشورى، المهم هو أن يكون المضمون واحداً بغض النظر عن المصطلح، مع الأخذ في الاعتبار أننا لا نقبل الديمقراطية بمفهومها الغربي.
وختم د. عبدالكافي كلامه بضرورة احترام المرأة وتقديرها لأنها المجتمع كله، فإذا عُطلت المرأة تعطيلاً كاملاً فإننا نكون بذلك عطلنا نصف المجتمع. يجب ألا تعطل المرأة، وفي نفس الوقت لا يترك لها الحبل على الغارب، لأن ذلك بمثابة إجحاف في حقها وبالتالي نعود للوسطية مرة أخرى.
وأشاد د. عمر عبدالكافي بمجلة المجتمع وقال: إننا في أمسّ الحاجة اليوم للوسائل الإعلامية المفيدة والنافعة أياً كان شكلها، متمنياً لها التوفيق باستمرار.
مجلة المجتمع : المجتمع المحلي
تاريخ: 18/02/2006
كتب: عبادة نوح