روي أن سبب طلب الإمام"ابن حزم"للعلم،أنه دخل مسجدا في غير وقت النهي،فجلس،فقيل له : قم فصل،ففعل،ودخل مرة أخرى في وقت النهي،فصلى تحية المسجد،فقيل له هذا وقت نهي!
فقال : قعدنا،قيل لنا صلو،صلينا قيل لنا لا تفعلوا!! .. فبدأ في طلب العلم،وهو في السادسة والعشرين،وهذا عمر متأخر في عرف ذلك الزمان!
لاحظتُ – ونحن في المسجد يوم الجمعة – أكثر من شخص يجلس حتى إذا كان وقت النهي،قام فصلى ركعتين،تكرر هذا عدة مرات!!
في إحدى المرات وقف أمامي رجل عليه سمت العلم،فصلى تحية المسجد .. ثم قام فصلى .. ثم صلى ..
سلمت عليه – حين سلم – و سألته : أليس هذا وقت نهي؟
قال – بعد أن رد السلام – رأيت الشيخ"ابن عثيمن" – لعله قال في مكة المكرمة – ظل يصلى حتى صعد الإمام المنبر .. وسأبحث في الأمر.
بدأتُ – أيضا – في البحث ..
بدأتُ بسؤال أخينا الدكتور أحمد محمد عبد الرحمن عبودَ .. فزودني – جزاه الله خيرا – ببعض المقاطع .. ثم بحثت عبر"الشابكة".
وجدتُ كلاما – في الموضوع – للدكتور عبد المحسن الزامل :
(هل قبل الجمعة وقت نهي؟ وكم يقدر وقت النهي قبل الظهر؟
الإجابة :
الجمعة وقع الخلاف فيها،قيل أنه ليس في يوم الجمعة وقت نهي مطلقا،وهذا هو مذهب مالك رحمه الله،وقيل إن وقت النهي ثابت في الجمعة وغير الجمعة،وهذا مشهور مذهب أحمد وأبي حنيفة رحمهما الله،ومنهم من فرق بين يوم الجمعة وغير الجمعة،وهذا مذهب الشافعي رحمه الله،وقد استدل برواية النهي عن الصلاة حينما تكون الشمس في كبد السماء "نهى عن الصلاة وسط النهار إلا يوم الجمعة". هذه رواية ضعيفة من طريق ليث بن أبي سليم،وأبو الخليل الراوي عن قتادة لم يدركه،فهو منقطع،فالحديث له علل،وليس العمدة على هذا الخبر،إنما العمدة على ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام حيث أمر بالتبكير في الجمعة والصلاة وجعل وقت الصلاة ممتد إلى أن يخرج الإمام { في الهامش : }،,هذا الوقت وقت النهي مفسدته تزول،لأن الصلاة يوم الجمعة مشروع التبكير إليها والصلاة قبلها،ومراعاة وقت الشمس وخاصة أن المساجد تكون مسقوفة،والإنسان ربما نشط للصلاة قبل الجمعة وربما يضعف،فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أن غمرت هذه المفسدة في المصلحة العظيمة،وهي التبكير إلى الجمعة والصلاة قبلها،وقد شرعت الصلاة حتى خروج الإمام ،سواء خرج قبل الزوال على قول،أو بعد الزوال على قول الجمهور ،فدل على أنه ليس فيها وقت نهي كما تقدم،وهذا اختيار تقي الدين وابن القيم وجماعة من أهل العلم.){ عبد المحسن بن عبد الله الزامل :
رابط المادة: http://iswy.co/e14pun }
لفتت نظري عبارة "ليس في يوم الجمعة وقت نهي مطلقا! مع وجود هذا الحديث الضعيف والذي فيه استثناء يوم الجمة من النهي!!
لافتٌ أيضا قول الدكتور أن مذهب الإمام مالكا – رحم الله والديّ ورحمه – عدم وجود وقت نهي – يوم الجمعة – مطلقا! والذي أعرفه أن مذهب"السادة المالكية"عدم صلاة تحية المسجد يوم الجمعة،والإمام يخطب .. متجاوزين الحديث المتفق عليه"إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما" معملين مدلول حديث الرجل الذي دخل يوم الجمعة والنبي – صلى الله عليه وسلم – يخطب،فتخطى الرجل الرقاب .. فقال صلى الله عليه وسلم للرجل:"اجلس فقد آذيت"ولم يأمره بالصلاة .. لخ
وهذا على كل حال موضوع آخر.
أعود لموضوع عدم وجود وقت نهي يوم الجمعة .. وقد وقفت على هذا السؤال :
(هل هناك وقت نهي في يوم الجمعة ،لأنني أرى كثيرا من الإخوة لا يزالون يتنفلون حتى يدخل الخطيب إلى المسجد؟)
وجاءت الإجابة :
( هذا السؤال عن وقت النهي في يوم الجمعة،والظاهر أنه يقصد وقت ما قبل صلاة الجمعة من حين يقوم قائم الظهيرة إلى أن تزول الشمس،فالأصل أن هذا وقت نهي،ويدخل في حديث عقبة بن عامر – رضي الله عنه - :"ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن،أو أن نقبر فيهن موتانا : حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع،وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس،وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب"{مسلم : 831}،ولكن ورد في الجمعة ما يدل على أنها مستثناه من الأوقات الثلاثة المضيّقة،ونقل عن الصحابة – رضي الله عنهم – أنهم لا يزالون يصلون ويتنفلون حتى يدخل النبي – عليه الصلاة والسلام – للخطبة،وما ذكر في السؤال هو اقتداء بما جاء عنهم،وجاء أيضا ما يدل على أن جهنم لا تسجر وقت الزوال في يوم الجمعة دون غيرها من سائر الأيام { أبو داود : 1083}. ..){ رابط المادة: http://iswy.co/e182tt }
نُسب الرد لـ" برنامج نور على الدرب ،الحلقة السادسة والستون 27 / 1 / 1433هـ "
ملاحظتان : بحثتُ عن الحلقة المذكورة،لأعرف صاحب الكلام، فلم أعثر على هذا الكلام في الحلقة رقم"66"من "نور على الدرب"والحلقة التي عثرت عليها .. منشورة بتاريخ 2 يناير 2021م،وضيف الحلقة هو الشيخ الدكتور سعد الشثري.
الثانية : الإشارة إلى أن النار لا تسجر يوم الجمعة،وفيه إشارة إلى حديث عمرو بن عبسه،ومنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ".. ثم صل فإن الصلاة مشهودة"محضورة"حتى يستقل الظل بالرمح،ثم أقصر عن الصلاة فإنه حينئذ تسجر جهنم،فإذا أقبل الفيئ فصل"{ الحديث في "صحيح مسلم"نقلته عن موقع الشيخ "ابن باز"- رحم الله والديّ ورحمه – وللأسف كتبت كلمة"محظورة" بالظاء،بدلا من الضاد،والمعنى عكس المراد}.
وقفت – أيضا – على سؤال طُرح على الشيخ ابن عثيمين – رحم الله والديّ ورحمه – وهذا نصه :
(السؤال الثاني :في رسالة السائل (..) يقول : هل يجوز صلاة سنة الطهارة بعد الوضوء في وقت النهي قبل المغرب؟
الجواب : الشيخ : هذا ينبني على القول بجواز النوافل ذوات الأسباب في وقت النهي. والعلماء رحمهم الله مختلفون في ذلك (..) بقي أن يقال : يكون الناس في انتظار صلاة الجمعة يأتي الرجل إلى المسجد مبكرا ويصلي ما شاء الله ثم يجلس يقرأ القرآن فإذا قارب الزوال قام يصلي فهل هذا جائز؟ نقول : هذا ليس بجائز،لأن قبيل الزوال بنحو عشر دقائق وقت نهي،فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عقبة ابن عامر أنه لا صلاة في هذا الوقت وأنه ينهى عن الصلاة في هذا الوقت. وهذا الرجل الذي تقدم إلى الجمعة وصلى ما شاء الله وجلس يقرأ القرآن ليس هناك سبب لأن يقوم فيصلي عند زوال الشمس. والقول بأن صلاة الجمعة ليس فيها وقت نهي عند الزوال دليله ضعيف لا يعتمد عليه،ولا يقوى هذا الدليل على تخصيص عموم الأدلة على النهي عن الصلاة عند زوال الشمس . وعلى هذا فيقال لهؤلاء : لا تقوموا للصلاة عند زوال الشمس يوم الجمعة. أما لو كان الإنسان يصلي من حين دخل مثل أن يكون أتى مبكرا إلى المسجد وجعل يصلي ما شاء الله من الركعات حتى جاء الإمام فهذا موضع نظر،فمن العلماء من قال إنه لا بأس به،لأن الصحابة كانوا يتطوعون بالصلاة إلى مجيئ الرسول صلى الله عله وسلم لصلاة الجمعة. ومنهم من قال : يؤخذ بالنهي عن الصلاة في هذا الوقت ولا يرخص إلا إذا كان فيما له سبب. وهذا القول أحوط وأحسن .
والخلاصة التنبيه على فعل هؤلاء الذين يكونون في المسجد يوم الجمعة فإذا قارب الزوال قاموا يتطوعون نقول : هذا أمر منهي عنه.){ https://binothaimeen.net/content/11767}
بناء على هذه الفتوى : يكون ما قام به أخونا الذي ظل يصلي حتى صعد الإمام المنبر،قد فعل الصواب .. والحمد لله أنني سألته .. ولم"أتمعلم" و أنهه عن الصلاة..إضافة إلى أن "فتوى"الشيخ هنا،تناقض فعله الذي شهد به أخونا .. فلعل الشيخ رجع عن قوله الأول.
وفي نفس الباب، تفضل عليّ أخي الدكتور أحمد عبودَ بـ"مقطع" به جزء من درس للشيخ عبد السلام الشويعر،جاء فيه :
(قال ومن دخل والإمام يخطب صلى التحية فقط – أي صلى ركعتين - خفيفة ولو كان في وقت النهي. انتبه هذا قيد مهم جدا. متى يكون صلاة التحية في وقت النهي ؟ متى تكون صلاة وقت تحية الجمعة في وقت النهي؟(رد أحدهم) نعم. هو لا يعارض إلا وقتا واحدا وقت قيام قائم الظهيرة،قبل الزوال،عندما تكون الشمس في كبد السماء. لو أن شخصا دخل .. كان الإمام دخل قبل الوقت : على المذهب طبعا،على غير المذهب ما يتصور هذا الشيء،لأن وقت النهي انتهى ..لو أن الإمام دخل قبل الوقت بخمس دقائق،فدخلتَ والإمام يخطب : وقت نهي. نقول صلَ ركعتين. لأن الفقهاء يقولون : أوقات النهي خمسة ،إلا يوم الجمعة .. فيلتغي هذا الوقت. وهو وقت قيام قائم الظهيرة. وحكي إجماع عليه. حُكي إجماع . ليس وقت نهي يوم الجمعة،لمن صلى الجمعة،أما من كان يجب عليه الظهر يبقى على الأصل. حُكي إجماع،لكن الآن نسيت من حكاه. واضحة المسألة ؟ إذا يوم الجمعة لمن حضرها،سقط عنه الوقت الخامس. ) تعليق من أحد الحضور .رد الشيخ :
( إجماع يا شيخ ألف فيها واحد رسالة ) .
استمع الشيخ .. دون سماع صوت المتكلم .. ثم تحدث الشيخ قائلا : "إذا جلس .."ثم حديث حول فوات وقت تحية المسجد إذا جلس المصلي .. وأن تحية المسجد لا تقضى.إلخ
ثم قال .. بعد إيضاح أن السنن لا تقضى .. باستثناء ركعتي الفجر والسنن الراتبة
(المذهب طبعا وقت النهي ما فيه صلاة .. الذين يجيزون يقولون إذا جلست انتهى خلاص .. أنت لا تأتي بسنة ذات سبب،وإنما تقضي ،والسنن لا تقضى،){https://