صديقاتي في الفيس بوك!!
الفيس بوك هو منتج من منتجات الحضارة الغربية أخذناه عنهم..
لكن أي منتج حضاري لا يتكون من جانبه الفني وحسب إنما يعكس ثقافة الحضارة التي أنتجته وقيمها وفلسفتها تجاه الحياة.
لاحظوا مثلاً في التصميم المعماري فإنك تستطيع أن تكتشف ثقافة المجتمع من طريقة تصميم البيوت..
المجتمعات التي تؤمن بالفصل بين الرجل والمرأة تجد صالة الضيوف مفصولةً تماماً عن البيت بينما المجتمعات التي فيها الاختلاط فإنك تجد صالة الضيوف مفتوحةً على البيت والمطبخ..
البيوت ذات الغرف الواسعة أو الضيقة، استدارة النوافذ واتساعها، الألوان، كل ذلك له دلالاته في تركيبة المجتمع النفسية والثقافية..
لذا فإننا حين نستورد منتجاً حضارياً فإننا لا نستطيع أن نفصل عنه ملحقاته الثقافية والنفسية..
وهذا ما يتضح في مثال الفيس بوك، فلأنه منتج أمريكي فهو في النهاية سيعكس ثقافة المجتمع الأمريكي لذلك وجد المواطن العربي وهو يدخل فضاء الفيس بوك نفسه مضطراً بمقدار قليل أو كثير إلى التأثر بالثقافة الغربية..
مصطلح صديقة أو صديق في علاقة الشاب بالفتاة هو مصطلح دخيل على ثقافتنا العربية والإسلامية، فالرابطة في مجتمعنا هي رابطة الأخوة لا الصداقة..لكن الفيس بوك أدخل معه هذا المصطلح إلى ثقافتنا رغماً عنا، فالشاب المسلم لا يجد كلمةً يصف بها علاقته مع الفتاة في الفيس بوك سوى أنها صديقة، والفتاة بدورها لا يسعفها القاموس بكلمة مناسبة سوى كلمة صديق..
هذه هي ثقافتهم التي تعكسها منتجاتهم الحضارية وليس لنا أن نلومهم في هذا فحين ننتج نحن ونصدر إلى العالم فسيكون بوسعنا أن نؤثر على الآخرين بطريقة تفكيرنا وقيمنا وثقافتنا كما يؤثرون هم علينا اليوم!!