.في زحمة الحياة فجأة وجدت نفسي في الأربعين من العمر ..
الخامسة والأربعين ثم
الخمسين !!
هذه الأرقام لم أسمع عنها سابقًا ..
بدأت أشعر بالخوف قبل أن أصل إلى الستين ..
ولاحظت أن الباعة يقولون لي (الحاج )
والصبايا يقولون : (عمي) ..
ثم صار الشباب في المحلات يعطونني كرسي كي أجلس !! ..
كانت لحظات قاسية ومروعة ،، تقدّم العمر في بلاد العرب
ولكن المفاجأة كانت عندما تذكّرت مقالات قد قرأتها وتمعنت في سيرة أفضل الخلق رسولنا محمّد عليه أفضل الصّلاة والتسليم
حيث بدأ الوحي ينزل عليه في الأربعين
وحارب الكفار في الخمسين من العمر حتى آخرعمره
والسيده خديجه كانت في عز قوتها وهي في سن الأربعين
حيث أنجبت أولادها وبناتها في هذه المرحلة من العمر
وقرأت كتبا عن الشعوب في كل من أوروبا وأمريكا وبلاد الغرب .. لاحظت أنهم ينتظرون بفارغ الصبر هذه المرحلة من العمر ويسمونها (سنيور )
وهي مرحلة الشباب الأخرى ..
والتي تبدأ بعد عمر الستين ..
أي بعد أن يكبر الأولاد ولم يبق عندهم مسؤوليات كبيرة ..
فتبدأ هذه المرحلة من حياتهم بالرحلات الممتعة والسفر والنزهات ضمن جروبات ونوادي ..
بمعنى أن الحياة تبدأ من جديد في هذا العمر
ولكن بروح وصيغة أجمل من الأولى وأنضج وأوسع في متعة الاكتشافات
ولذلك هم ينضجون ولا يكبرون !
أما نحن ..فالكثير منا يستسلم للنهاية
ويقول : الستين تحتاج سكين
أي أننا نمد رقابنا لسكين الوقت .. عساها تذبحنا وننتهي قبل أن نصبح عالة على أولادنا ...
استنتجت في حياتي :
أن العمر هو عبارة عن عداد للأيام فقط ..
وأن العمر الحقيقي هو أن يبقى قلبك شاب وروحك متقدة..
وأن سر العبقرية يكمن في أن تحمل روح الطفولة إلى الشيخوخة .. كي لاتفقد الحماس أبدًا ..
ولايهم كيف يراك الآخرون ..
المهم كيف ترى نفسك !
تحياتي لكل من تجاوز الأربعين ..والخمسين .. والستين ..👍
هناك مثل فرنسي يقول :
عمر الرجل كما يشعر ..
وعمر المرأة كما تبدو !!
إذن أنتَ يا آدم وأنتِ يا حواء سيّدا الموقف ..
بيدكما سحر الشعور بالرضى والسعادة في دنياكما ، والسعادة الأبدية في رضى الله عنكما في آخرتكما .
لذلك من وصل لهذا العمر أنت في بداية طور جديد من أطوار الشباب والقوة والإنجاز ..
ولكن بمنظار جديد يلآئم ما خلقنا لأجله ..
منظار يقودك لمزيد من تقوية صلتك بخالقك.
لذلك إبدأ بحفظ القرآن لأنك في قمة شبابك واجتماع قدراتك...
حافظ على السنن الراتبة...
صم ثلاثة أيام من كل شهر بعد اكمالنا لشهر رمضان
اجعل لك بصمة خير
«لا شيء يستحق الحزن والندم في حياتك ، سوى تقصيرك في جنب الله ﷻ».
افرح أنك بقيت على قيدالحياة يومًا واحدًا
؛ ففي هذااليوم
تزرع حسنات،
وتؤدي صلوات،
وتقدم صدقات،
فأنت الرابح الفائز فاغتنم كل دقيقة فإنها لن تعود
يوم التغابن
أشد الناس ندماً في الآخرة هم المهدِرون لأعمارهم حتى وإن دخلوا الجنة !!
بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية،
أو تسبيحة أو تحميدة أوتهليلة
والمتاجرة مع الله لا حدود لها..
فالله الله في حفظ ماتبقى من أعمارنا......
لنغتنم أعمارنا؛؛؛