نصير ياسين - ناس دايلي أو كيف تصنع شابًا عربيًا لا يكره إسرائيل
أصعب نوع من أنواع السموم هو السم اللي بيتمكن من الجسم على مدار سنين مش مره واحدة .. انت وانا وكلنا بنشوف الشاب الوسيم دا بيصنع محتوى من أفضل ما يمكن .. محتوى ملئ بالفلسفة والسماحة والتصالح مع العالم .. بنشوفه وهو بيجرب كل حاجه .. بيسافر كل البلاد .. بنشوفه وهو بيشرح قصص الحب والعمل والسفر والمغامرات .. حلو لحد كدا ؟ .. لا مش حلو .. ايه الهدف منه؟
نصير ياسين شاب عربي من مواليد الداخل الفلسطيني. مولود في مدينة عرابة البطوف في منطقة الجليل الأسفل شمال إسرائيل .. الشاب دا الفيس بوك دعم فيديوهاته ولسه هيدعمها عشان الشاب دا جاي لتنفيذ أچندة شديدة التعقيد .. طب ايه هي؟
"إخماد الشعور بالكراهية اللي داخل كل شاب عربي تجاه إسرائيل" .. هو دا ملخص الحكاية .. الراجل دا بيستخدم مشاهد كتير من داخل المنازل الإسرائيلية والسفرة الإسرائيلية والكوافير الإسرائيلي والجيم زون الإسرائيلي .. وكل الصور والمشاهد دي على عكس ما كان الشاب العربي متخيلها تمامًا .. لإن كلنا يوم ما بنتخيل إسرائيل خيالنا مابيصورلناش غير صور محمد الدرة وهو بيتقتل أو صور الدبابات وضرب النار أو الصريخ وأصوات الطيران والقاصفات ..
دا بقى جايلك إسرائيل الكيوت .. اللي فيها علاقات حب .. وأنواع أكل مختلفة .. وشباب مراهق بيمسك إيد حبيبته وبيتمشوا ع الكورنيش ... محتوى الشاب دا ٩٠٪ بعيد عن إسرائيل .. لكن الـ ٩٠٪ معمولين كضمانة لتأمين الـ ١٠٪ اللي هما أچندته وجاي يمررهم .. بيأمنهم من الشكوك ..
هنروح بعيد ليه .. نصير ياسين له فيديو بيدعو فيه بشكل مباشر لضرورة تنحي (الكراهية) جانبًا .. وانه هيبدأ بنفسه .. وأطلق على نفسه لقب "الفلسطيني الإسرائيلي" .. ودا تدليس ما بعده تدليس .. لأنه القضية ليست قضية عاطفية بقدر ما هي قضية اغتصاب أرض ليست من حق إسرائيل .. ويوم ما يطلعوا منها كلها نبقى نشوف حوار العاطفة دا بعدين ..
الشاب دا كمان خطورته أنه ديمًا يخاطب الشباب ماهم دون الـ ٢٠ .. يعني الجيل الجاي .. الجيل اللي ماشفش مذابح دير ياسين وانتفاضة الحجارة والمقاومة أيام ما كانت حقيقية .. يعني أرض خصبة لزراعة الفكر وتغيير العاطفة وتحييد المشاعر العربية .. وعمل عمليه "ختان" للحرارة العربية داخل كل شاب فينا .. اللي هي في هذا الزمن ليست بأفضل حالتها أصلا
دخلت اشوف الكومنتات على فيديوهات الشاب دا .. لقيت شباب من مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان .. وناس معجبه بشغله .. دخلت ع الاكونتات اترعبت .. عيال كلها لم تتجاوز الـ ١٨ .. امخاخ جاهزة لإقناعها بأي شئ وكل شئ .. كارثة بمعنى الكلمة .. ودا بتمهدله من فترة صفحات زي إسرائيل بالعربية وغيرها .. لكن خطورة نصير أنه موجه مخصوص للجيل اللي جاي
اللي يعرفوا في القضية كويس يقولولك أنه ماتقلقش من تفوق إسرائيلي على مستوى القوة العسكرية .. ولا تقلق من تحكمها الكامل بالأرض .. لكن اقلق بس يوم ما مستوى الكراهية في صدر الشباب العربي يقل .. وهي دي أچندة نصير ياسين .. مافيش حاجه اسمها اسرائيلي فلسطيني .. فيه حاجه اسمها فلسطيني بس .. دا اللي أفهمه
حابب اقول بس اني ماجبتش التايهه والا عرفت حاجه كل الناس مش عارفينها ، ناس كتير فاهمه كويس اوي دا واللي زيه بيشتغلوا ازاي .. لكن الفكرة بس في ضبابية الحالة اللي بيعملوها وتكثيف الاسلوب والاستمرار عليه لحد ما يصبح أمر واقع ودا اللي المفروض مقاومه بشتى الطرق
أخيرًا عايز بس اقول إذا كنا كجيل فشلنا في إن يكون لنا دور في الحرب على إسرائيل العدو الأصلي لنا جميعًا بشكل مباشر .. (ولو مجرد حفاظ الشاب العربي حالياً على مؤسسات دولته من الوقوع هو حرب عليهم ).. فعلى الأقل ننقل موقفنا منهم لولادنا ونعرفهم الناس دول ايه وتاريخهم
ايه .. يمكن ييجي حد في زمن تاني يقدر ينفذ .
#cpd