معرض لإحياء ذكرى خروج العرب والمسلمين من غرناطة
معرض لإحياء ذكرى خروج العرب والمسلمين من غرناطة
يضم قطعاً تعرف بحياة الموريسكيين وعاداتهم
صحيفة "الشرق الأوسط"، الاربعـاء 23 صفـر 1430 هـ 18 فبراير 2009 العدد 11040
مدريد: صبيح صادق
افتتح مؤخرا في غرناطة معرض لتخليد ذكرى طرد العرب والمسلمين من إسبانيا، بعد صدور قرار الملك فيليبي الثاني عام 1609 بطرد جميع المسلمين من البلاد.
ويقام المعرض المذكور في القاعة الرئيسية بمدرسة الدراسات العربية المعروفة باسم مدرسة جابيث، وهي بالأصل بناية موريسكية تعود إلى القرن السادس عشر، حيث عرض فيها العديد من القطع والآثار المهمة التي خلفها المسلمون الذين أطلق عليهم بعد ذلك اسم الموريسكيين، بعد سقوط غرناطة، ومنها شباك مصنوع بشكل فني من الجص، يعود إلى القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) عثر عليه عند ترميم أحد البيوت، وصندوق خشبي مزخرف، وعمود من المرمر، وأدوات لفتح وغلق الباب، وصور تعرّف بحياة الموريسكيين وطبيعة حياتهم وعاداتهم، وبعض هذه القطع أعارها المتحف الأركيولوجي في مدريد وبعضها الآخر من متحف الحمراء في غرناطة، والبقية مما تحتفظ به مدرسة جابيث.
يقول مدير مدرسة الدراسات العربية خوان كاستيا إن «هدف المعرض هو إحياء ذكرى تلك الفئة التي عانت كثيرا من قرارات قاسية، ولا بد لنا أن نعيد الاعتبار لها الآن».
وحضرت حفل الافتتاح مديرة قصر الحمراء التي ذكرت أن هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها بإعارة قطع من متحف الحمراء إلى أحد المعارض.
وحضر الحفل أيضا السكرتير الأول في السفارة السعودية سليمان البدير الذي أبدى إعجابه بالمعرض وأشاد به، وأشار إلى أهمية الأندلس «باعتبارها حلقة وصل بين العرب وأوروبا، كما أن الحضارة الأندلسية حضارة نتقاسمها جميعا» وشكر الباحثين الإسبان لاهتمامهم بإبراز الجوانب الحية من التراث العربي الإسلامي الأندلسي.
يشار إلى أن مملكة غرناطة، هي آخر مملكة عربية سقطت في إسبانيا، واستطاعت أن تقاوم حتى عام 1492، على الرغم من الحصار الذي فرض عليها من جميع الأطراف، وشاركت أوروبا أيضا في حصارها وفي إمداد المساعدات للجيش الإسباني في حربه ضد مملكة غرناطة، حتى اضطر الملك أبو عبد الله الصغير إلى عقد صفقة الصلح مع ملكة إسبانيا ايزابيل الكاثوليكية، مقابل حفظ حقوق العرب في غرناطة، ومنها المحافظة على أملاكهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وحق العبادة، وحرية أداء الاحتفالات والطقوس، والمحافظة على اللغة العربية وغيرها، ووعدته الملكة ايزابيل بكل ذلك، ولكن هذا لم يتحقق إلا لبضع سنين، إذ سرعان ما أعلن الكاردينال ثيسنيروس عام 1501 ضرورة تحويل المسلمين إلى مسيحيين بالقوة، وقام بحرق القران الكريم في ساحة الرملة وسط غرناطة بموافقة الملكة ايزابيل الكاثوليكية، ثم صدر قرار بمنع استعمال اللغة العربية، ومنعهم من إجراء أي نشاطات، خاصة تلك المتعلقة بدينهم أو عاداتهم أو تقاليدهم، وحتى ملابسهم، مما أدى إلى قيامهم بثورة ونشبت حرب أهلية في غرناطة، ولكن السلطة استطاعت إخمادها بالقوة.
واستمرت حركات المسلمين، بين فترة وأخرى، ضد نقض الاتفاقيات والوعود التي وعدوا بها، حتى نشبت حرب أهلية أخرى في عهد الملك فيليبي الثاني، وعندها قرر الملك طردهم نهائيا من إسبانيا بمرسومه المشهور عام 1609، أي قبل 400 عام، وتسبب القرار في كارثة إنسانية كبيرة، وتوفي الكثير منهم في الطريق أو في البحر، وبذلك أسدل الستار على العرب نهائيا في إسبانيا، وطردوا إلى دول شمال أفريقيا، ولا تزال بقاياهم هناك حتى اليوم.
صورة: بركة مدرسة جابيث التي بناها الموريسكيون في غرناطة («الشرق الأوسط»)
التعليــقــــات
أحمد آل عمر، «المملكة العربية السعودية»، 18/02/2009
أتمنى أن يبين المعرض معاناة الموريسكيين من ملوك الأسبان وما لاقوه من إرهاب من قبل محاكم التفتيش الأسبانية.
لولوة ثاني، «الامارت العربية المتحدة»، 18/02/2009
الشرق مطالب دوما بالتفهم لضرورة ( حوار الحضارات ) و السعي لالتقاء الشرق بالغرب ...وخبر اليوم يمجد الطريق المعاكس .
ابو عبد الله الدمشقي، «المملكة العربية السعودية»، 18/02/2009
هل خروج المسلمين وسقوط غرناطة عام ١٤٩٢م هو مناسبة تستحق الاحتفاء بها؟ انها مأساة بكل معنى الكلمة، فهواء غرناطة لازال محمل بذرات ورق المليون نسخة من القرأن الكريم التي تم حرقها في الساحة العامة من مدينة غرناطة وجلود ملايين المسلمين الذين كانوا يقتادوا في طوابير طويلة الى محارق كانت تسمى بمحارق الموت او Ceremonias ardientes في غرناطة وغيرها ولا زال تراب الأندلس يحوي دقائق الثلاث مليون مسلم الذين سحقت عظامهم وعجنت اجسادهم باجهزة اخترعت انذاك لهذا الغرض. انه من العار للحكومة الأسبانية ان تحتفل بيوم شهد تعذيب وتدمير بشع للبشرية أجمع. لقد مكث المسلمين في الاندلس ضعف الفترة التي مكثها الاسبان الحاليين وبالتالي فهم اصحاب ارض وقضية ماتت مع الزمن لعدم وجود من يستطيع المطالبة بالحق. وقد أن الأوان ان تقوم الحكومة الاسبانية بالاعتذار للمسلمين عن تلك المجازر والمحارق التي اقترفها ملوكها على مدى ثلاثمائة عام. كان من الأجدر للسفارة السعودية في مدريد مقاطعة هذا الحدث الذي يندى له الجبين.
طارق زركان - مدريد، «اسبانيا»، 18/02/2009
الإسبان لهم عقدة نقص من العرب والمسلمين، ولن يمحوا هذه العقدة ما دمنا نسكن في بلادهم بدون أي كرامة وبصورة وعيوب كثيرة، الكثيرون من العرب والمسلمون يشكلون صورة سيئة هنا في إسبانيا مما يعزز النظرة السيئة اتجاهنا العرب.
حسن جلوي، «المملكة المغربية»، 18/02/2009
يقول مدير المعرض(ان هدف المعرض هو احياء ذكرى تلك الفئة التي عانت كثيرا من القرارات القاسية ولا بد ان نعيد لها الاعتبار ثانية) والمقصود بالفئات هي العنصر العربي المتواجد انذاك بالاندلس. فهل يتجرؤ مدير الدراسات بالضغط على دولته وحكومته للاعتذار للعرب المهجرين من الاندلس مثلما اعتذرت اسبانيا اخيرا لليهود على ما لحقهم من اضطهاد اتناء التهجير من الاندلس .
محمد تقى، «ليبيا»، 18/02/2009
فعلا كان الاجدر مقاطعة هذا المعرض من الجهات الرسمية ولكن من المثقفين والمؤرخين ومنظمات مجتمع المدني فلا, يجب أن يحضر المسلمين الاسبان اولا لهذه الذكرى المأساوية وأن يتكلموا بصوت مرتفع ويذكروا المجتمع والاعلام الاسباني والاوروبي وأصحاب المذهب الكاثوليكي بالذات عن هول الظلم والاضطهاد والفضائع التي مارسها اجدادهم المسيحيين بحق المسلمين الاسبان اخوانهم وشركائهم في الارض والوطن واحفادهم موجودين الى الان في شمال المغرب والجزائر وتونس ينتظرون الاعتذار الذي سمعه اليهود فقط والذين سمح لهم حصريا بالعودة الى اسبانيا وفرشت لهم الارض بالورود اما المسلمين فلم يسمح لهم بالعودة الى الان.
********
من ابن الأحمر (جمال بن عمار الأحمر؛ الجزائري الأندلسي الخزرجي) –أستاذ جامعي-
أحيي الأخ الصحافي (صبيح صادق) كاتب المقال على اجتهاده وأمانته.
وأحيي الإخوة والأخوات المتدخلين المتدخلين؛ فقد أعجبني وعيهم، وهم:
1- أحمد آل عمر، «المملكة العربية السعودية»
2- لولوة ثاني، «الامارت العربية المتحدة»،
3- ابو عبد الله الدمشقي، «المملكة العربية السعودية»
4- طارق زركان - مدريد، «اسبانيا»،
5- حسن جلوي، «المملكة المغربية»،
6- محمد تقى، «ليبيا»
وأقول لهؤلاء الأحباب؛ إن القضية الأندلسية لم تمت، وقد شرفني الله تعالى بحمل لوائها من جديد.
انظر مشكورا هذه الروابط:
http://islamicandalus.blogspot.com
http://www.arabswata.org/forums/forumdisplay.php?f=262
[حذفت بعض الجمل، بعد هذا التعليق، قبل نشره، حتى يتناسب حجم التعليق مع عدد الألفاظ المطلوب آليا]
الرابط الأصلي للمقال:
http://www.asharqalawsat.com/details...&issueno=11040