التغليف القبيح للرأي المليح
يحتل التغليف أهمية كبرى في التسويق وعرض البضائع، الى جانب الدعاية والإعلان (الإشهار في بلاد المغرب)، فتصطاد العلب الجميلة المزركشة والتي اختيرت ألوانها بعناية ودراية كبيرة الزبائن، فيقبلون على شرائها حتى لو كانت فارغة (بوش).
وليس المسوقون فقط هم من يهتم بموضوع التغليف أو عرض بضائعهم في أوعية تثير البهجة، بل أصبح أصحاب المطاعم يقومون بمثل ذلك العمل، وقد ساعدتهم على ذلك علوم الهندسة الوراثية، فلم يعد الفلفل (الرومي) بحجمه الضخم ولونه الأخضر الوحيد، بل أصبح يسوق بألوان مختلفة منها الأحمر والبرتقالي و الأصفر، وهناك دعايات أنه سيسوق بشكل (كاريوهات).
كذلك تفعل سيدات البيوت، عندما يشكلن ثمرة الطماطم أو الليمون على هيئة وردة تتربع فوق صحن (التبولة) وكأنها حكم مباراة (فولي بول)، وقد يزودها المبتكرون فيما بعد بصفارة.
************
كانت شقيقته الأرملة، لها أربع بنات صبايا، وما أن جاء من يخطب الكبرى، أحضرته مع أعمام البنت وأقاربها من جهة الأب. كان يحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم، ولكنه كان يتصف بالحدية والآراء النارية. كانت آراؤه صحيحة في معظمها، ولكنه كان يرمي بها في وجه من يخاطبه كأنها قنبلة.
في انتظار وفد (الخطابة)، كان يتسلى في الاستهزاء والهجوم على من يفتتح معه حديث، فهذا يغمز بملابسه وتقليده للغرب، وهذا يعلق على اقتناءه لسيارة حديثة، وهذا يهاجمه لأنه يشرب القهوة، فيمتنع المدخنون عن التدخين حتى لا يطولهم بعض (رّشّق) لسانه.
وبالرغم من أن أقارب البنات من جهة (العمومة) لم يكونوا يقصروا مع الأرملة وبناتها، لكنهم في خطبة البنت الثانية قد امتنع معظمهم عن الحضور.
لم تدعه أخته في خطبة البنت الثالثة، حيث اكتشفت أنه يغلف آراؤه الصحيحة بأغلفة قبيحة.